نفتْ قيادة العمليات المشتركة، اليوم السبت، الانباء التي تحدثت عن توقف عمليات الجانب الايمن من الموصل، مؤكدة ان القوات الامنية تخوض معاركا في منطقة رجم الحديد. وذكر بيان للعمليات تلقى"العرب اليوم" نسخة منه، ان "العمليات في الجانب الايمن لمدينة الموصل لم تتوقف ونستغرب كيف تنشر "رويترز" هكذا خبر". وقال البيان ان "العمليات حاليا تدخل في مسار جديد، وان القوات الامنية تخوض معاركَ في منطقة رجم الحديد".
وقال متحدث باسم قوات الأمن إن قوات الحكومة العراقية أوقفت هجومها لاستعادة السيطرة على غرب الموصل من يد تنظيم "داعش" اليوم السبت بسبب المعدل المرتفع للقتلى والمصابين من المدنيين. وتمكّنت العملية المدعومة من الولايات المتحدة لطرد داعش من الموصل، والتي دخلت الآن شهرها السادس، من استعادة معظم أجزاء المدينة. وتسيطر القوات العراقية على الجزء الشرقي من المدينة بالكامل ونحو نصف الجانب الغربي. لكن التقدم تعثر في الأسبوعين الأخيرين مع وصول القتال إلى الحي القديم الذي هو عبارة عن أزقة ضيقة والذي يضم مسجد النوري حيث أعلن زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي دولة "الخلافة" تمتد على مناطق شاسعة في العراق وسورية في 2014.
وقال متحدث باسم الشرطة الاتحادية اليوم السبت إن "العدد المرتفع في الآونة الأخيرة من القتلى بين المدنيين داخل الحي القديم أجبرنا على وقف العمليات لمراجعة خططنا... حان الوقت لبحث خطط هجوم وأساليب جديدة. لن نواصل العمليات القتالية". وقال مسؤولون محليون وسكان يوم الخميس إن عشرات الأشخاص دفنوا تحت مبان منهارة بعد أن تسببت ضربة جوية ضد داعش في انفجار ضخم الأسبوع الماضي. ولا تزال عمليات انتشال الجثث من تحت الأنقاض جارية.
وقال المتحدث باسم الشرطة الاتحادية "نحتاج إلى التأكد من أن طرد "داعش" من الحي القديم لن يؤدي إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى المدنيين. نحن بحاجة لعمليات شديدة الدقة لاستهداف المتطرفين دون التسبب في أضرار جانبية بين السكان".وذكر بيان للجيش نشرته صحيفة "الصباح" الرسمية أن قوات برية مدربة جيدًا على القتال في المدن ستنفذ العمليات المقبلة. وجاء في البيان أن القوات العراقية ملتزمة بقواعد الاشتباك وضمان حماية المدنيين.
وقال نائب القائد العام للتحالف الأمريكي لرويترز يوم الجمعة إن الحل قد يكمن في تغيير الأساليب. وقال البريغادير جنرال جون ريتشاردسون إن الجيش العراقي يدرس فتح جبهة أخرى وعزل الحي القديم الذي يبدي المتشددون فيه مقاومة شرسة.
وتحدث سكان فروا من المنطقة المحاصرة عن ضربات جوية عراقية ومن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أدت إلى تدمير مبانٍ وقتلت العديد من المدنيين. وقال سكان فارّون إن المتشددين استخدموا أيضا المدنيين دروعًا بشرية وفتحوا النار عليهم لدى محاولتهم للهروب من الأحياء الخاضعة لسيطرة التنظيم. ووصف السكان الفارون ظروف المعيشة القاسية داخل المدينة قائلين: إنه لا يوجد ماء ولا كهرباء ولا غذاء يدخل إليها. وتقول وكالات إغاثة إن ما يصل إلى 600 ألف مدني لا يزالون في الشطر الغربي من الموصل.
وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن هناك تقارير غير مؤكدة عن مقتل قرابة 700 مدني في ضربات جوية للحكومة والتحالف أو أعمال عنف لداعش منذ بدء الهجوم على غرب الموصل في 19 فبراير/ شباط. واستخدم المتشددون السيارات الملغومة والقناصة وقذائف المورتر للتصدي للهجوم. ويتمركزون أيضا في منازل لسكان في الموصل بهدف إطلاق النار على القوات العراقية مما يستدعي في كثير من الأحيان تنفيذ ضربات جوية أو إطلاق نيران مدفعية يسقط بسببها قتلى مدنيون.
الى ذلك، دعا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، اليوم السبت، أعضاء البرلمان لعقد جلسة طارئة لبحث فاجعة الموصل الجديدة، يوم الثلاثاء المقبل. وقال المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان، في بيان له ان "الجبوري دعا لجلسة برلمانية طارئة يوم الثلاثاء المقبل، مخصصة لبحث فاجعة الموصل الجديدة". وأضاف ان "الجبوري يُذكّر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتق القوات المحررة في ساحات المعارك، ويؤكد أهمية الحفاظ على فرحة النصر وعدم إضاعتها".
واكد رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، اليوم السبت، في كلمته اثناء لقائه قادة الحشد الشعبي، :ان "محاولات التقسيم باءت بالفشل ونحن متوحدون اكثر من اي وقت مضى". واضاف ان "الانتصارات المتحققة على عناصر داعش المتطرفة لم تكن لتحصل لولا تضحيات الحشد الشعبي مع بقية القوات المسلحة، وان روح الانتصار اخافت الاعداء وارعبتهم". وتابع ان "داعش دمرت وقتلت، وابناؤنا ضحوا وحرروا الاراضي ولن نسمح بعودة تلك الايام التي دخل بها الدواعش"، مؤكدا انه "لن نسمح بالتفريط بدماء الشهداء وحقوق الابطال الذين يقاتلون في الحشد والبعض يريد ان يستغل هذه الدماء لاشياء اخرى".
وانتقد العبادي الاعلام المغرض، قائلا انه "كلما نحقق انتصارات تثار حفيظته ويبدأ بتلفيق الاكاذيب"، فيما اشار الى ان "من حرض على دخول عناصر داعش المتطرفة لن نسمح لهم بتصدر المشهد مجددا". وبين ان "العالم البعيد والقريب يعتبر العراق قد احدث نقلة نوعية ليس في العراق فقط انما في المنطقة ونحتاج استمرار الجهد للقضاء على التطرف ونرفض الاحتواء لهؤلاء"، مجددا تأكيده على ان "كل السلاح يجب ان يكون تحت اطار الدولة ولن نسمح مطلقا لاي سلاح يكون خارج اطار الدولة، وان هناك من يدعي الانتماء للحشد ويسيء له".
واوضح العبادي ان "كلامنا مع الادارة الاميركية كان واضحا بان لدينا مقاتلين ابطالا بدونهم لم يتحقق النصر، ونحن نعتز بهم وواجبنا رعاية حقوقهم"، لافتا الى ان "النصر الكامل يتحقق بتوفير الخدمات واعمار المناطق المحررة والمحافظات الاخرى التي لم يدخلها داعش وتأخر فيها الاعمار بسبب الحرب".
واكمل العبادي كلمته بان "قواتنا حريصة جدا على أمن المواطنين فيما داعش يستخدمون السيارات المفخخة وتكديس الاسلحة في المنازل ونستخدم مع هذه الحالة الاسلحة الدقيقة لحرصنا على حياة المواطنين" داعيا المواطنين الى "المساعدة في الحسم من اجل حمايتهم وتخليصهم من داعش".
أرسل تعليقك