الخرطوم - محمد إبراهيم
وصف الرئيس السوداني عمر البشير العصيان المدني الذي دعا اليه ناشطون في البلاد، بأنه "فاشل بنسبة مليون في المئة"، وذلك في أول تعليق له على دعوات ناشطين وأحزاب لتنفيذ العصيان المدني. ولاقت الدعوة في العاصمة السودانية استجابة جزئية لدى المواطنين في مدن الخرطوم الثلاث يوم الأحد، لكن يومي الإثنين والثلاثاء شهدت الحركة فيها عودة لطبيعتها.
وأكد الرئيس السوداني في حوار نشرته صحيفة "الخليج" الاماراتية صباح الثلاثاء، " أن العصيان المدني الذي تم الترويج له مؤخراً كان فاشلاً بنسبة مليون %، وقال إن جميع الناس كانت حريصة على الحضور لعملها، ويوم الأحد الماضي شكل نسبة حضور عالية".
وأقر الرئيس بأن ما أسماه "التسعيرة الغالية" التي تم تنفيذها بعد القرارات الإقتصادية الأخيرة هذا الشهر بأنها "ليست صدمة للمواطن السوداني، إنما كالصفع على الوجه". وأشار إلى أن قائمة أسعار الأدوية كانت بسبب خطأ من الجهات المختصة، وهو ما اضطر رئيس الجمهورية لإعفاء الأمين العام للمجلس القومي للأدوية والسموم، فضلا عن تشكيل وزارة الصحة لجنة لإعادة النظر في التسعيرة..
وأكد البشير أن السودان في حاجة إلى برنامج إصلاح اقتصادي، موضحا أن أسعار السلع في البلاد أقل مما هي عليه في الدول الجوار ما جعل عمليات تهريب المواد البترولية والسلع الغذائية تنشط إلى دول الجوار عبر الحدود الواسعة. ورأى أن الوضع الاقتصادي يتحسن بعد انفصال جنوب السودان وذهابة بغالبية إنتاج النفط، ما جعل السودان يفقد 90% من عوائد العملة الأجنبية من النفط، قائلا إن التضخم هبط إلى 13% بعد أن كان 60%.
إلى ذلك أشار الرئيس البشير إلى أن حكومة ما بعد الحوار الوطني سيتم تشكيلها بعد إجازة التعديلات الدستورية، والتي بموجبها سيتم إنشاء منصب رئيس وزراء، وزاد "بعد إجازة التعديلات الدستورية ستكون هناك مشاورات حول تشكيل الحكومة".
وبشأن العلاقات بين السودان والولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، قال البشير إن "قناعتي أن التعامل مع ترامب أسهل كثيراً من التعامل مع الآخرين، لأنه إنسان واضح". وتابع "قد تتعامل مع ناس ذوي وجهين، وهنا مع شخص خطه واضح، فهو يركز على مصالح المواطن الأميركي عكس الذين كانوا يتحدثون عن برامج الديمقراطية وحقوق الإنسان والشفافية، فهو رجل أعمال يبحث عن المصالح والتعامل معه واضح وأسهل".
وذكر أن السودان يبذل جهودا كبيرة في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية خاصة في ظل انفلات الأوضاع الأمنية في ليبيا ووجود تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على أراضيها. وأكد أن السودان لديه الآن أكثر من 1000 سيارة "لاندكروزر" منتشرة في الحدود الليبية في الصحراء لمنع الهجرة غير الشرعية، ونبه إلى تسليم الخرطوم إيطاليا أحد أخطر تجار البشر، حيث يجري تنسيق مع كل دول الجوار حتى لا يكون السودان ممراً للجريمة العابرة أو أي أعمال غير مشروعة.
أرسل تعليقك