عاصفة «يهودية» على «الزعبريزية»

عاصفة «يهودية» على «الزعبريزية» ؟!

عاصفة «يهودية» على «الزعبريزية» ؟!

 العرب اليوم -

عاصفة «يهودية» على «الزعبريزية»

حسن البطل

ليس دائماً يُقرأ «المكتوب من عنوانه» فهل يُقرأ مضمون العمود من عنوانه؟ يعود إلى زعيم حزب «يوجد مستقبل» يائير لبيد اعتماد اصطلاح «الزعبريزم» نسبة إلى النائب في حزب التجمع الديمقراطي، حنين الزعبي.
بما أن هذا الحزب وزعيمه الرياضي الملاكم يدافع عن تيار «الإسرائيلية» وسطاً بين تياري «الصهيونية» و»الدينية اليهودية» فإن قراراً غير مسبوق من الكنيست، بإبعاد مؤقت لثلاثة نواب عن الجلسات يطرح السؤال: هل يجوز تعريف إسرائيل «دولة يهودية وديمقراطية» أم «دولة الديمقراطية اليهودية»؟
هناك فارق بين إخراج عضو كنيست عن جلسة له، فقد سبق لأحمد الطيبي أن أنزلَ وزيراً يهودياً عن منصّة الخطابة، ثم عن الجلسة، لأن الوزير اتهم النائب العربي، الذي تولّى رئاسة الجلسة، بأنه يدعم «الارهاب».
لكن، طرد ثلاثة نواب عرب لفترة من أربعة شهور إلى شهرين، أمر مختلف، حتى عن إخراج الجناح الشمالي للحركة الإسلامية، عن القانون وحظرها بتهمة «التحريض» تحت شعار «الأقصى في خطر».
منذ ما قبل تشكيلها، وخلال أقلّ من عام على تشكيل حكومة ائتلاف يميني ـ يهودي ـ قومي، فلت لسان سيد الخطابة الغوغائية، نتنياهو، بتصريحات عنصرية، منذ قال، قبل أيام من الانتخابات، إن باصات اليسار الإسرائيلي تزقّ المصوّتين العرب إلى صناديق الاقتراع، إلى تصريحه المؤيد لإخراج الحركة الإسلامية عن القانون، إلى تعقيبه على عملية نشأت ملحم في شارع ديزنغوف.. وأخيراً تشكيكه بأهلية احتلال نواب عرب لمقاعد في الكنيست.
لولا أن التحريض على النواب العرب لا يرافقه نشيد ضد «يسراوية» منظمات أهلية إسرائيلية صرفة، أو إسرائيلية ـ عربية، لأمكن الفصل بين شعار زعيم «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان: «لا مواطنة بلا ولاء» وشعار المسعورة الليكودية، وزيرة التربية ميري ريغف وشعار «لا تمويل بلا ولاء».
اعتذر نتنياهو عن تخويفه الناخبين اليهود من فوز حكومة يسارية بدعم من الصوت العربي، فقط بعد أن أضاف إلى حزبه 5 ـ 6 نواب نتيجة هذا التخويف العنصري من العرب واليسار معاً.
في آخر انتخابات تخويفية، صوت 67% من العرب و76% من اليهود، لكن ليس قرار 80 عضواً في الكنيست بتأييد مشروع رفع الحصانة عن نواب يرفضون «وجود الدولة» قدمه نائب من حزب «كلنا» هو مؤشر وحيد، بل استطلاع رأي لصحيفة «يديعوت» أيّد فيه 92% من اليهود رفع الحصانة عن النواب العرب الثلاثة.
سبق لنواب القائمة المشتركة أن تضامنوا مع الحركة الإسلامية الشمالية، وزعيمها رائد صلاح، وكذا لجنة المتابعة العربية لأن مفهوم «التحريض» قد يشمل حرية الرأي، لكن لم يثبت على الحركة ممارسة «الارهاب».
السلطة الفلسطينية كانت حذرة، عندما أخرجت نشأت ملحم، بوصفه يحمل الجنسية الإسرائيلية، من قائمة شهداء الهبة الانتفاضية الحالية، لكن عندما استقبل رئيس السلطة ذوي الشهداء لدعم مطالبهم باستعادة الجثامين، اتهمته إسرائيل بتشجيع «الارهاب».
ما الذي فعله نواب التجمع؟ إسرائيل ضمت القدس، والنواب الثلاثة التقوا ذوي شهداء القدس المطالبين باستعادة الجثامين، كمسألة إنسانية ودينية وأخلاقية، فقد عوقبوا بتصويت إدارة الائتلاف الحكومي، وبالاجماع، على مشروع قانون يبيح إبعاد، وحتى فصل، عضو كنيست بموافقة 90 نائباً، وتلت ذلك لجنة الكنيست التي صوتّت بالاجماع، على قرارات بإبعاد ثلاثة نواب من حزب «التجمع» عن جلسات الكنيست.
جريرة النواب أنهم استقبلوا عائلات شهداء مقدسية وليس عائلات شهداء من الضفة، ونقلوا مطالبها إلى وزير الامن الداخلي أردان.
ستتابع شرطة إسرائيل، حتى بعد إبعاد النواب الثلاثة لفترة معينة عن الكنيست، ما إذا كانت عقوبة الإيقاف لمخالفة برلمانية قيمية، أم كعمل جنائي يحرم النواب من الترشيح لانتخابات لاحقة.
بعد خطاب نتنياهو في الحملة الانتخابية عن خطر التصويت العربي، طرح الرئيس الأميركي اوباما عليه خلال الاجتماع به، جملة أسئلة أحدها ما هو دور مواطني إسرائيل من العرب في ديمقراطية إسرائيل.
تالياً، استقبلت واشنطن رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، لمناقشة جوانب هذا الموضوع، ثم استقبلت النائب أحمد الطيبي في البيت الأبيض والخارجية والكونغرس.
الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأمين عام الأمم المتحدة لا يعارضون إسرائيل كدولة ولا يشككون بوجودها، لكن يعارضون سياسة إسرائيل كدولة احتلال، وكذلك سياسة التمييز العنصري اليهودية ضد رعاياها الفلسطينيين، وبدايات سياسة مكارثية يهودية يمينية ضد منظمات السلام وحقوق الإنسان في إسرائيل، المعارضة لاستمرار الاحتلال، والمطالبة بالمساواة أمام القانون لرعايا إسرائيل من اليهود والفلسطينيين.
سبق لحكومات إسرائيلية أن حاولت تمرير «قانون النكبة» أي حظر تعبير الفلسطينيين في إسرائيل عنها، وهذا أمر صعب التحقيق لأنه يتعلق بسؤال «دولتي ضد قوميتي».
تطلب إسرائيل، والحكومة الحالية بشكل خاص، تضامن يهود العالم مع «الدولة اليهودية»، والأكثر أخلاقية هو تضامن الشعب الفلسطيني مع بعضه البعض.
إنهاء الاحتلال يشكلّ عاملاً للحدّ من استفحال اليمينية اليهودية المكارثية المتغوّلة في إسرائيل، والمساواة بين رعايا إسرائيل هو العامل المكمل الآخر. هذا هو شعار: سلام ومساواة لحركة «حداش» التي تقود القائمة المشتركة، المتضامنة مع النواب الثلاثة.
تقرير المصير الفلسطيني، والمسار السياسي ـ الأيديولوجي لإسرائيل مثل سكتي حديد في قطار.

arabstoday

GMT 00:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 00:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 01:09 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

وتُقَدِّرونَ فتضحك الأَقدارُ... إيران وإسرائيل

GMT 06:39 2024 الأحد ,14 إبريل / نيسان

أكبر خسائر إسرائيل

GMT 01:05 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

هل حرب إيران وإسرائيل وشيكة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاصفة «يهودية» على «الزعبريزية» عاصفة «يهودية» على «الزعبريزية»



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:17 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

دنيا سمير غانم تعود للسينما بـ«الجارادية»
 العرب اليوم - دنيا سمير غانم تعود للسينما بـ«الجارادية»

GMT 20:07 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

سماع دوي انفجار في رفح جنوب قطاع غزة

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

شهيد في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوب لبنان

GMT 16:30 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

رئيس الإمارات يستقبل سلطان عمان في أبوظبي

GMT 10:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

219 مستوطنا إسرائيليا يقتحمون المسجد الأقصى

GMT 18:53 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

اعتقال 3 ألمان للاشتباه في تجسسهم لصالح الصين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab