دار أيتام تحت الأرض في حلب تُعتبر ملاذًا للأطفال الذين فقدوا والديهم جراء الحرب
آخر تحديث GMT21:55:33
 العرب اليوم -

دار أيتام تحت الأرض في حلب تُعتبر ملاذًا للأطفال الذين فقدوا والديهم جراء الحرب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دار أيتام تحت الأرض في حلب تُعتبر ملاذًا للأطفال الذين فقدوا والديهم جراء الحرب

أطفال حلب في دار أيتام
دمشق - نور خوام

ينام أطفال حلب في دار أيتام من طابقين تحت الأرض في المدينة التي مزقتها الحرب، لكنهم يستيقظون بانتظام بسبب القنابل التي تخرق صمت الشوارع فوقهم،، وتعتني بهؤلاء اليتامى أسمر حلبي وزوجته واللذين يعرفان التفاصيل المؤلمة التي أحدثتها التفجيرات والضرر الذي يمكن أن تسببه، حيث لا يزالان يحملان المصابين من الغارات الجوية إلى المدرسة منذ عامين. 

وانتشرت معاناة أطفال المدينة السورية الذين عاشوا خلال سنوات الحرب في القصف على عناوين الصحف هذا الأسبوع من خلال صورة الطفل عمران دقنيش الذي لم يتجاوز عمره 5 سنوات ملطخا بالدماء وفي الخلفية سيارة الإسعاف، وتم سحب والديه على قيد الحياة من تحت أنقاض منزلهم، وتم لم شمل الأسرة منذ ذلك الحين، في حين تستمر الضربات الجوية والروسية والقنابل الحكومية في تمزيق منطقة حلب شارعًا شارعًا بحيث يتحمل الأطفال أكبر صدمة وخسارة.

دار أيتام تحت الأرض في حلب تُعتبر ملاذًا للأطفال الذين فقدوا والديهم جراء الحرب

ويتقاضى حلبي 50 جنيها كرسوم لدار الايتام المميزين من بعض الأفراد في المدينة، وانتقلت دار الأيتام تحت الأرض عندما اشتد القصف لتوفير ملاذا جوفيا آمنا، ويتراوح عمر الأطفال بين عامين و 14 عاما، وقتل أباؤهم أو أصبحوا مرضى عقليين أو اختطفوا بعيدا جراء الصراع الذي دخل عامه السادس. وقال حلبي " لقد تكيفوا بطريقة غير عادية مع هذه الحياة الرهيبة، على سبيل المثال كانوا يخافون عند سماع صوت الطائرات ولكن في هذه الأيام فهم يريدون الخروج من المبنى والتحديق في السماء لرؤية طائرات الهليكوبتر عندما يسمعونها".

دار أيتام تحت الأرض في حلب تُعتبر ملاذًا للأطفال الذين فقدوا والديهم جراء الحرب

وكان الكثير من الأطفال بلا مأوى مثل الأشقاء عمر (12 عاما) ومفيدة (13 عاما) وكانا ينامان على خرق على درج مبنى سكني لعمهما، وأجبرهما عمهما على البقاء في المدينة المدمرة للتسول من أجل الغذاء بعد وفاة والدهما وإصابة الأم بانهيار عصبي ومن ثم اختفى عمهما، وفتحت دار الأيتام العام الماضي بعد أن أثار النشطاء المخاوف بشأن تزايد عدد الشباب المشردين للبحث عن لقمة العيش، وتتسع الدار ل 100 طفل، وتصل أعداد متزايدة بانتظام مأساوي، ويضيف حلبي الذي عمل تاجر قبل الحرب وليس لديه أطفال " أجرينا مسحا حول عدد الأطفال الذين فقدوا أحد الوالدين أو كليهما ووجدنا عددا كبيرا"، ولدى حلبي فريق من 25 شخصًا من طهاة وحراس أمن ومعلمين لكل المواد من الرياضيات والعربي إلى الحياكة وتلاوة القرآن، ومن أهم الشخصيات البارزة في دار الأيتام علماء نفس بدوام كامل ، ويعملون مع الأطفال الذين يبلغون من العمر 8 سنوات مثل ياسمين التي فقدت والدها ووالدتها، ووصلت ياسمين إلى الدار و هي تعاني من خوف من الظلام بعد أن وجدها المتطوعون تتسول في الشوارع، ويقول حلبي الأن هي مزدهرة وتحصل على أعلى الدرجات في فصلها.

دار أيتام تحت الأرض في حلب تُعتبر ملاذًا للأطفال الذين فقدوا والديهم جراء الحرب

وأوضح حلبي: "بصراحة عندما يصل الأطفال نعاني كثيرا معهم لأننا مررنا بالعديد من الحالات، لكنهم يتحسنون بعد بضعة أشهر، هدفنا هو حمايتهم وتثقيفهم لتحقيق نجاح في المستقبل وفقد معظم الأطفال والديهم في الحرب الجارية، وربما هناك 5% فقط منهم فقدوا أحد الأبوين ويعاني الأخر من مشاكل عقلية شديدة لدرجة أنهم لا يستطيعون رعاية أطفالهم"، وقضى حلبي وفريقه ستة أشهر في ترميم مبنى من عدة طوابق مع جعل الفصول مبهجة بتمويل من جمعية خيرية وتبرعات أشخاص في الخارج، ومثلت الدار حالة من الأمل في ظل تحطيم المباني باستمرار، وذلك قبل أن تنضم الطائرات الروسية للضربات الجوية الموجهة ضد متمردي حلب حيث أضافوا ضربات موجهة للقتل العشوائي لقنابل النظام السوري، ومع شدة القصف واستهداف الأهداف المدنية بما في ذلك المنازل والأسواق والمستشفيات والمدارس قررت دار الايتام أنها لم تعد آمنة لحياة الأطفال في الروتين العادي، وبالتالي تم نقل مراتب تحت الأرض إلى جانب الكثير من الأنشطة بحيث يستطيع الأطفال النوم وتناول الطعام والدراسة في أمان تحت الأرض.

وأردف حلبي قائلا: "عندما تأتي الطائرات ننزل إلى الطوابق السفلية مع الأطفال، كنا نأخذ الأطفال إلى الحدائق لقضاء وقت ممتع ولكننا امتنعنا عن ذلك بسبب القصف، ونحرص على ضمان سلامة الأطفال لذلك لا أسمح لهم بالخروج"، ويضم المنزل الجديد العديد من الألوان ومنطقة للحرف اليدوية وأقسام الكمبيوتر وغيرها من الألعاب، ويضم أيضا خشبة مسرح حيث يمكن للنفسيين والمعلمين مساعدة الأطفال ومعالجتهم جراء الصدمات من خلال الأداء والعروض المختلفة، وخلافا لمراكز دعم اللاجئين تعني دار الأيتام بالتعامل مع معاناة الأطفال التي تعرضوا لها في الماضي وإعدادهم للمعاناة التي ربما تنتظرهم، حيث تحاصر القوات الحكومة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة لمدة شهر تقريبا هذا الصيف، وعلى الرغم من كسر الطوق العسكري جزئيا إلا أن المدنيين في شرق حلب لا يزالون في عزلة.

وتابع حلبي: "في الأونة الأخيرة أجرينا مسرحية للحديث عن الحصار مع "الراب" والأغاني الثورية على الرغم من أنهم لا يعرفون حقا ما الذي يعنيه الحصار"، ومع احتمال وجود الحصار بشكل أقرب فكر فريق العمل في المغادرة إلى تركيا لكنهم لا يفضلون مغادرة مدينتهم حلب، فضلا عن وفاة مزيد من الأباء يوميا في الحرب تاركين وراءهم أطفالا في حاجة ماسة، وأكمل حلبي " نحن مثل أسرة كبيرة هنا، ولا توجد دار ايتام أخرى في حلب".
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دار أيتام تحت الأرض في حلب تُعتبر ملاذًا للأطفال الذين فقدوا والديهم جراء الحرب دار أيتام تحت الأرض في حلب تُعتبر ملاذًا للأطفال الذين فقدوا والديهم جراء الحرب



GMT 22:06 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

3 عمليات حوثية ضد سفن ومدمرات أميركية وإسرائيلية

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 22:17 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين قبالة جربة

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 10:46 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا

GMT 01:08 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab