عشاق بغداد يحرصون على الاحتفال بعيد الحبّ تحت وطأة التطرّف
آخر تحديث GMT14:14:03
 العرب اليوم -

رغم الاضطرابات السياسية والاقتصادية والأمنية

"عشاق" بغداد يحرصون على الاحتفال بعيد الحبّ تحت وطأة التطرّف

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "عشاق" بغداد يحرصون على الاحتفال بعيد الحبّ تحت وطأة التطرّف

عيد الحبّ
بغداد – نجلاء الطائي

يحتفل العشاق في بغداد بعيد الحبّ المعروف عالميا" بيوم فالنتاين تماثلا" مع الملايين التي تحيي هذا اليوم حول العالم في الرابع عشر من شباط - فبراير من كل عام رغم الاضطرابات الأمنية والسياسية والاقتصادية وتحت وطأة التطرّف الذي يحظر بل يكفّر مثل هذه الاحتفالات. وتؤكد الفتاة نور علي ان طقوس الإحتفال بهذا اليوم تختلف من محبّ إلى آخر، ويرتبط الاحتفال بتبادل الزهور على تنوع ألوانها وأنواعها وأن كان
اللون الأحمر هو الأكثر شيوعاً.

وعلى الرغم من حرص العشاق على تبادل الهدايا، إلا أن الظروف الإقتصادية والأزمات التي تعرضت لها البلاد سجلت تراجعاً ملحوظا على مستوى بيع الهدايا، وهو ما أشارت إليه تغريد ياسر صاحبة محل لبيع الزهور والهدايا، التي قالت أن أكثر من يقبل على شراء هدايا عيد الحب هم الطلبة الذين وجدوا من تقديم الوردة الحمراء حلا سريعاً.

وبعيدا عن إحياء طقوس هذا اليوم رصدت "العرب اليوم " تجارب بعض الشباب وأحزانهم مع عيد الحب، كان من بينهم الشاب معتز كاظم، الذي أشار أن عيد الحب بالنسبة إليه خرافة، وقد فقد الإيمان به بعد أن فارقته حبيبته.

وكتبت نور محمود ان واجهات محلات بيع الزهور في العاصمة بغداد ازدادت بمناسبة العيد باللون الأحمر وتجد هذه المحلات اقبالا كبيرا من قبل الشباب بإعتبار ان الورود هي من اهم الهدايا التي يتبادلها المحبون. تسعى لينا (24عاماً) وهي طالبة جامعية في احد أحياء بغداد الراقية الى البحث عن هدية مميزة لكي تقدمها الى خطيبها انمار في عيد الحب أو ما يعرف بـ "فالنتاين" الذي سيصادف اليوم.

ورغم أن شعبية هذا العيد منحصرة بين فئة الشباب والعشاق إلا ان المتاجر العراقية تحرص على عرض كميات كبيرة من هدايا عيد الحب المميزة بألوانها الحمراء الزاهية التي تجذب الزبائن من مسافات بعيدة.

وقالت لينا "كانت استعدادتي مبكرة هذا العام لأنني حرصت على تقديم هدية مميزة الى خطيبي بعد ان كانت الهدايا قبل هذ العام اقدمها الى والدي ووالدتي وإخوتي".

واضافت "لا اعتقد ان هناك علاقة بين أن أكون مسلمة أو مسيحية للاحتفال بـ"فالنتاين أن الحب حالة وجدانية، ومن الضروري ان يكون له مناسبة من أجل تحفيز المشاعر الوجدانية تجاه الآخرين، وهي مناسبة سعيدة تنسينا سماع الاخبار السيئة كل يوم حول مقتل هذا الشخص وإقصاء الآخر وانفجار هنا وآخر هناك".

وأوضحت "نحن في العراق بحاجة الى المزيد من المناسبات السعيدة ويجب عدم اقتران هذه المناسبات بسياسة الدولة".

والأمر لا يقتصرعلى الشابات فهناك عدد كبير من الشباب الذين يتجولون بين المحال التجارية بحثاً عن هدايا مميزة .

وقال مصطفى (22عاماً)، طالب جامعي، "مازلت أبحث عن هدية مميزة لأقدمها الى حبيبتي، وأحرص ان تكون غريبة بعض الشيء". وأضاف "عيد (فالنتاين) حالة انسانية جميلة وأخذت بالاتساع في العراق، وهي مناسبة تبعث الامل وتمس المشاعر الانسانية والاحساس بوجود شخص ينتظرك يبادلك مشاعر انسانية جميلة".

ولا يعرف غالبية العراقيين شيئاً عن عيد "فالنتاين"، فيما يرى آخرون ان هذا العيد مقترن بثقافات غريبة عن التقاليد الشرقية، وبالتالي فهو لا يعد عيداً يمكن الاحتفال به لكن هذا لا يمنع انتشاره بين صفوف الشباب بشكل لافت، خصوصاً في الاحياء الراقية بين طلبة الجامعات من كلا الجنسين.

وقال سامر (38عاماً) صاحب محل تجاري في بغداد "هدايا عيد (فالنتاين) هذا العام تشهد رواجا واقبالا كبيرا، خصوصاً من قبل طلبة المدارس والجامعات وغالبيتهم من المسلمين، اضافة الى الطوائف الاخرى وحققنا مبيعات جيدة خلال الاسبوع الماضي وأتوقع زيادتها". وأضاف "مبيعاتنا هذا العام تجاوزت العامين الماضيين، حيث ان الاقبال كان ضعيفاً لاقتران المناسبة بالعطلة الربيعية لطلبة المدارس والجامعات وذكرى عاشوراء لكن هذا العام الحال اختلف".

وقال "تم استيراد أنواع مميزة من الهدايا من مناشئ أجنبية وغالبا ما أقترح على الزبائن شراء انواع من الهدايا لأنني اشعر بأن زبائن يريدون تقديم هدايا لكنهم لايعرفون ماذا يختارون نظراً لكثرة انواعها، فمثلاً بعضهم يريد شراء دب ونحن لدينا أنواع بعضها صامتة وأخرى ناطقة، فأنا ادعو الزبائن لشراء الناطقة لأنها اكثر جمالية رغم أنها متشابه في الشكل واللون".

وأوضح سامر "هناك انواع من الهدايا نحرص على عدم عرضها في واجهة المحل خصوصاً الملابس النسائية الداخلية المصنوعة لهذه المناسبة، وأحرص على عرضها للزبائن وهم داخل المحل وتحظى بقبول منهم وبصورة عامة فإن أسعار الهدايا تتراوح بين 1000 دينار و70 ألف دينار".

ويحتفلون العراقيون بالمناسبة بتبادل الهدايا والتهاني متمنين ان تدوم المحبة بين العشاق والناس جميعا خلال كل ايام السنة وان يعيش العراقيون جميعا تحت خيمة الحب والوئام والسلام.

* أدوات العشاق للتفجير الارتجالي

وللحديث عن قصة واقعية حدثت في احدى مناطق بغداد نسرد لكم رواية حب انتهت بفاجعة . قابل صبي فتاة وتبادلان النظرات والرسائل النصية .وهي وفق حدود الغزل المحتشم هنا. وبعد ذلك يطلب الصبي من والد الفتاة يد ابنته. ولكن؟ يرفض الوالد فيذهب الصبي إلى منزل الفتاة ويزرع قنبلة أمامه. تصف السلطات هذه بأنها "أدوات العشاق للتفجير الارتجالي" ولا يقتصر الأمر على حالة بعينها.

ويقول النقيب نبيل عبد الحسين من الشرطة الوطنية العراقية لـ"العرب اليوم" ، إنه تم تفجير ست قنابل من هذا النوع في منطقة الدورة ببغداد خلال العام الماضي. ويضيف: "هؤلاء الصبية يواجهون مشكلات تتعلق بالفتيات،أو الأسر أو أي شخص، ويقومون بعمل هذا النوع من أدوات التفجير الارتجالية".

ولا توجد تقارير عن قتلى نتيجة لهذه الأدوات التي تُستخدم بهذه الطريقة في بغداد وأماكن أخرى، ويشير النقيب عبد الحسين: "يقومون في المعتاد بوضع هذه الأدوات أمام أبواب منازلهم، بهدف الترويع لا بهدف القتل". ويكمل الحديث أنه بعد أعوام كثيرة من الحرب يعاني المجتمع العراقي مشكلة خطيرة تتعلق بطريقة التعامل مع الغضب. وأشار عبد الحسين  ان سجلت الشرطة في بغداد حالة واحدة ألقي فيها القبض على شاب وأدين بزرع أداة تفجير ارتجالية على خلفية قضية حب، وهذا الشباب هو عمر عبد الحسين (18 عاما)، ويعرف باسم "سيسكو".

*واقعة القصة

رفض والد عشيقة "سيسكو" عرضه بالزواج ثلاث مرات، وفي أحد الأيام اتصلت الفتاة به لتخبره أن أباها أحضر لها خاطبا آخر ليقابلها، وقام سيسكو بزرع قنبلة بجوار حائط حديقة المنزل وفجرها.
وأوضح عبد الحسين ان عملية البحث عن الجاني كانت سريعة. لأنه يعيش إلى جوارهم. وتمت محاكمة سيسكو وأُدينَ بالإرهاب. ويختتم النقيب عبد الحسين: "أطلق شاب آخر النار على منزل حبيبته لإجبار عائلتها على الموافقة على زواجهما، وقد قابلنا الكثير من الحالات مثل ذلك".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عشاق بغداد يحرصون على الاحتفال بعيد الحبّ تحت وطأة التطرّف عشاق بغداد يحرصون على الاحتفال بعيد الحبّ تحت وطأة التطرّف



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا
 العرب اليوم - مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا

GMT 14:30 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

إسرائيل تعتقل 40 فلسطينيا في الضفة الغربية

GMT 18:04 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.6 يضرب ولاية توكات شمال تركيا

GMT 02:31 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

سماع دوى انفجارات في أصفهان وسط إيران
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab