وفد الحكومة اليمنية يهدِّد بالانسحاب من مفاوضات الكويت اذا استمرت خروقات" الحوثي وصالح"

قُتل وجُرح 29 مدنياً و12 من أفراد الجيش اليمني والمقاومة الشعبية اليوم الجمعة، جراء القصف العشوائي والمستمر الذي تشنه مليشيات "صالح والحوثي" على الاحياء السكنية ومهاجمة مواقع المقاومة في محافظة تعز.وأفادت مصادر محلية بأن المليشيات قصفت احياء ثعبات، وحسنات، والجحملية، وقرى صبر، وعدد من الاحياء السكنية. وطال القصف مواقع الجيش في الزنوج، وثعبات، واللواء 35 مدرع، ومحيط السجن المركزي، والضباب، والوازعية . وفق ما افادت به المصادر.

وذكرت ان مواجهات عنيف اندلعت بين المقاومة وموالين للمليشيات ظهر اليوم الجمعة في منطقة الهشمة، بمديرية التعزية، شمال المدينة. وبحسب المصادر فان المواجهات اسفرت عن مقتل3 واصابة11 أخرين من الطرفين.

وفي الكويت، هدَّد وفد الحكومة اليمنية المشارك في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في عاصمة الكويت، اليوم الجمعة، بتعليق مشاركته، في حال استمرار خروقات الانقلابيين العسكرية، وخصوصاً في محافظة تعز. وقال رئيس الوفد وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، إن "الخروقات بات تهدد مشاورات السلام".

واعتبر المخلافي، أن ما شهدته البلاد من خروقات يوم أمس الخميس واليوم الجمعة، يهدد المشاورات. وأضاف في تغريدات على صفحته في موقع "توتير"، أن “السلام يبدأ بالالتزام بوقف إطلاق النار، وأن عدم الالتزام جريمة، تفجير المنازل إرهاب وجريمة حرب، ما حدث أمس واليوم من خروقات يهدد مشاورات السلام”.

وتعهد رئيس الوفد الحكومي بعدم التخلي عن المطالب التي رُفعت اليوم خلال تظاهرة في مدينة تعز، وأبرزها التأكيد على تنفيذ القرار 2216، مبيناً "ألا طريق للسلام إلا تنفيذ القرار".

وفي إشارة إلى التصعيد من قبل جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) شرق صنعاء، ألمح المخلافي إلى تصعيد جديد، وقال إن “مديرية "نهم" هي بوابة صنعاء، ولن تنطلي عليهم الخديعة ومحاولة استغلال الهدنة”. وخاطب الانقلابيين “اذهبوا إلى السلام بمصداقية”.

وجاءت هذه التطورات بعد يوم من إعلان “المقاومة الشعبية” في محافظة تعز، عن تسجيل ما يقارب 950 خرقاً من قبل مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، منذ بدء الهدنة في 10 إبريل/ نيسان الجاري في تعز.

وبحسب الحصيلة التي جرى الإعلان عنها في مؤتمر صحافي، فإن 49 قتيلاً و277 جريحاً سقطوا في تعز منذ بدء الهدنة، بينهم 26 قتيلاً و164 جريحاً من رجال الجيش والمقاومة و18 قتيلاً و113 مصاباً من المدنيين، كما تحدثت المقاومة عن دفع الانقلابيين بتعزيزات كبيرة خلال فترة الهدنة.

وكشف مصدر يمني في "حضرموت" أن رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر وعدداً من أعضاء حكومته، سينتقلون غداً السبت إلى مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت.

وحسب المصدر الحكومي فإن انتقال رئيس الوزراء وعدد من أعضاء حكومته من الرياض الى اليمن يأتي عقب نجاح العملية العسكرية التي نفذها الجيش الوطني وقوات التحالف العربي وانتهت بتحرير مدينة المكلا وكل مناطق ساحل حضرموت من سيطرة عناصر "القاعدة" التي استمرت أكثر من عام.

واشار إلى أن تجهيزات حثيثة أجريت لاستقبال رئيس الحكومة والوزراء المرافقين له وأن هذه الزيارة قد تكون بداية لاستقرار الحكومة في مدينة المكلا بشكل دائم إذا اتضح للحكومة أن المدينة باتت مهيأة لذلك.

وتتخذ الحكومة اليمنية من العاصمة السعودية الرياض حالياً مقراً مؤقتاً للممارسة أعمالها منذ سيطرة جماعة "الحوثيين وصالح" على العاصمة صنعاء عقب تنفيذ الانقلاب والاستيلاء على مؤسسات الدولة.

هذا، وقد وصل محافظ تعز علي المعمري، إلى مدينة التربة، مركز مديرية الشمايتين، في زيارة هي الأولى منذ تعيينه في هذا المنصب، ويعتزم المحافظ الدخول إلى المدينة في إطار استعادة الدور الحكومي المفتقد في محافظة تعز، والبدء بتفعيل المؤسسات الحكومية المعطلة، منذ تحرير أجزاء واسعة في المدينة من مليشيات "صالح والحوثي"، وترتيب وضع المؤسسات الحكومية وتفعيلها.

وذكرت مصادر، أن المحافظ يعتزم زيارة معسكرات ومواقع الجيش الوطني، إلى جانب زيارة تفقدية لأسواق تلك المناطق، التي أصبحت تمثل بؤرة للتجمعات العسكرية والاقتصادية بعد فرض الحصار على المدينة، ومنها منطقة النشمة.

الى ذلك خرجت مسيرة للمطالبة بتطبيق القرارات الاممية  خاصة القرار رقم 2216، حيث رفع المتظاهرون لافتات نددوا باستمرار عرقلة ممثلي المليشيات لسير عمليات التفاوض بالكويت . وطالب المتظاهرون بنزع سلاح المليشيات وانسحابها من المدن واستعادة مؤسسات الدولة المنهوبة.

كما اصدرت القوى الوطنية والاجتماعية والتنظيمات السياسية و الشبابية و المجتمع المدني بتعز بيان اشارت فيه الى ان أبناء محافظة تعز بكل أطيافهم و ألوانهم السياسية و فئاتهم الاجتماعية و المهنية يتابعون، ما يجري في دولة الكويت من حوار معلن لتطبيق القرار الأممي 2216، بالإضافة الى مراقبتها لما يتم من تمرد وعرقلة و محاولة التفاف عليه،  لتفريغه من محتواه بكل السبل والاعتراضات غير المبررة من قبل مليشيات صالح والحوثي .

وادان البيان، محاولة المليشيات الهروب من تنفيذ القرار الأممي 2216، محذرين  المجتمع الدولي من مغبة تجاهل تنفيذ القرار

واشارت القوى السياسية انه في الوقت الذي يجتمع  المتشاورون في الكويت تتساقط على تعز الصواريخ و المدافع ، و تنفذ عمليات القنص اليومي، اضافة الى تفجير المنازل و زرع الألغام المتفجرة.

واكدت  القوى رفضها القاطع محاولات التمييع و الالتفاف على القرار الأممي 2216 و نطالب بتنفيذه كاملا ، بقوة الشرعية الشعبية و الشرعية الدولية وقوانين مجلس الأمن النافذة  .

وشكرت القوى  وفد الحكومة الشرعية إلى الكويت على أدائه، مؤكدين بانه أمام مهمة و مسؤولية تأريخيه وان أي تهاون يبقي المليشيات في المشهد دون نزع السلاح يعد تفريط بمستقبل الوطن و أمنه و استقراره  .

ودعت القوى  مجلس الأمن و مبعوثه إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ و الدول الراعية إلى تحمل مسؤوليتهم التاريخية و تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ممثلة بالقرار 2216 ، ونؤكد لهم بأن أي تجاهل أو محاولة  لتمييع القرار الأممي 2216  أو الالتفاف عليه هو اعتداء على حق الشعب و دعم للعنف و الفوضى و الإرهاب في المنطقة، و صناعة لحرب مؤجلة في اليمن، و تهديد للإقليم و المصالح الدولية.

وتأتي هذه التطورات، في الوقت الذي تعيش فيه المدينة وضعاً أمنياً معقداً، خاصة وأن الأطراف المتنازعة لم تحقق أي اختراق في الالتزام بالهدنة، والتي ظلت حبراً على ورق، كما يقول المراقبون.