بكين ـ شينخوا
في الوقت الذي أصبحت فيه الصين أكبر شريك تجاري لاكثر من 100 دولة ومنظمة، فمن الطبيعي والمحتوم أن تتزايد النزاعات التي يجب حلها عبر الحوار والتفاوض لتحقيق المنافع المتبادلة وتهيئة وضع مربح لكافة الأطراف.
وكما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال جولته الأوروبية الأخيرة، فانه يتعين على الجانبين العمل معا لادارة المشكلات التجارية والاقتصادية عبر الحوار المتساوى والتشاورات الودية والتمسك دوما بمباديء الاحترام المتبادل والمساواة والتعاون المربح للجميع والسعى لايجاد أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات جانبا.
وتعترف الصين بان الحوار والتشاور والتعاون وليس الاجراءات العقابية والتعويضية، تعد افضل حلول للنزاعات التجارية بما يتوافق مع قواعد منظمة التجارة الدولية.
وقد اثبت الحل السلمي للنزاع بين الاتحاد الأوروبي والصين بشأن الألواح الشمسية العام الماضي انه المسار السليم للعمل لانه حال دون حدوث مواجهة واسعة النطاق بين الشريكين التجاريين الكبيرين.
وعلاوة على ذلك، فإن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها من اجل انهاء النزاعات بشأن واردات البولي سيليكون والخمور الأوروبية إلى الصين أظهرت ايضا استعداد بكين لحل الخلافات عبر التعاون وتعميق التفاهم المتبادل عبر الحوار.
وعلى صعيد متصل، شجعت الصين الشركات المتورطة فى هذه النزاعات الاطلاع على قوانين نظيريتها وبيئة السوق لديها لحماية حقوقها القانونية.
وتعد جهود الصين لتحويل وتطوير اقتصادها وتقليل الاعتماد على الصادرات واحدة من الاجراءات المفيدة لحل الخلافات التجارية.
وقال محللون فى الخارج إن مجالات للاستهلاك ومحركات نمو اقتصادي جديدة بدأت تظهر. واذا تمكنت الصين من النجاح في التحول الاقتصادي سيكون هناك وتيرة نمو تتراوح قيمتها من 5 إلى 6 تريليونات دولار امريكي في مجال تجارة الخدمات، وهو ما قد يتيح فرصا عظيمة لعملاقة التجارة والشركات متعددة الجنسيات.
وجدير بالملاحظة أن الاطراف المعنية اظهرت رضاها عن منظومة حل النزاعات التجارية التي تتبناها الصين، وقد تخلت المفوضية الأوروبية عن تحقيقات مكافحة الإغراق الخاصة بمعدات الاتصالات اللاسلكية الصينية وغيرها من المنتجات لفتح المجال أمام المفاوضات المستقبلية.
كما يتعين على صانعي القرار السياسي أن يفهموا أن اقامة علاقة تجارية نشطة يصب في مصلحة الأطراف كافة، وافضل السبل ، باختصار، هو الحوار.
أرسل تعليقك