دمشق ـ سانا
تركزت الجلسة الأولى من فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر "إعادة البناء والتنمية فى سورية" الذي يقام على المدرج الكبير في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق على دور هيئة الاستثمار السورية في إعادة الإعمار وكيفية الوصول إلى التعافي المبكر من الأزمة إضافة إلى تأهيل الشبكة الطرقية وشبكة النقل والمواصلات وفق معايير التنمية المستدامة.
وأشارت مدير عام هيئة الاستثمار السورية المهندسة هالة غزال إلى أن البيئة الاستثمارية الداخلية تعاني من عدم إمكانية المتابعة الميدانية على واقع المشاريع الاستثمارية في الظروف الراهنة وتوقف العديد من مذكرات التفاهم والعلاقات مع الجهات الخارجية وضعف اعتمادات الموازنة المخصصة لمشروعات البنية التحتية خاصة مشروع الربط الشبكي وتطوير مديرية الشؤون التقنية.
وأوضحت غزال أن التحديات الحالية للاستثمار بسبب الأزمة تتمثل بخروج العديد من المشاريع الاستثمارية والمنشآت الصناعية عن الخدمة نتيجة أعمال التدمير والحصار الاقتصادي والسرقة والتأثر الكبير في البنى التحتية والخدمات العامة.
ولفتت مدير الهيئة إلى خروج العديد من الاستثمارات المحلية والأجنبية وإغلاق العديد من المنشآت وخروجها من العملية الإنتاجية إضافة إلى قصور المناخ الترويجي وانعكاس ذلك سلباً على تنفيذ الخطة الاستثمارية مبينة أن المرحلة المقبلة تتطلب زيادة الاستثمارات الخاصة الوطنية منها والأجنبية وتهيئة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتشريعية المشجعة للمستثمرين والمساعدة على توفير أفضل الشروط لإنجاح العمليات الاستثمارية.
من جهته رأى الدكتور فضل غرز الدين من هيئة التخطيط والتعاون الدولي في ورقته البحثية حول التعافي المبكر وإعادة إعمار سورية أنه يجب البدء بعملية الإصلاح الاقتصادي والتحضير لمرحلة ما بعد الأزمة مبكرا حتى في ظل ظروف استمرارها من خلال تحديد دور كل من القطاعين العام والخاص والمجتمع الأهلي في العملية التنموية وإعطاء الأولوية للزراعة والصناعة والشراكة بين القطاعين العام والخاص ووضع برامج تنمية المشاريع الصغيرة.
وأشار غرز الدين إلى أهمية تطوير وخلق المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الرديفة وتطوير الجمعيات المهنية ذات العمق المعرفي والفني وتشكيل نواة للتواصل مع بيوت الخبرة المحلية والخارجية والحكومية بهدف تطوير صنع السياسات لافتا إلى ضرورة تأسي
س علاقات اقتصادية استراتيجية مع الدول الصديقة وإعطاء بعد استراتيجي للعلاقة مع هذه الدول من خلال إعطاء مزايا تشريعية خاصة للتعامل معها في المجال التجاري أوالاستثماري أو في إنشاء شراكات معها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
وتحدث الدكتور المهندس مهند الفا من جامعة دمشق حول أهمية تأهيل الشبكة الطرقية باستخدام الإسفلت المكشوط "المستخدم سابقا" والإسفلت الطبيعي مستعرضا تكنولوجيا مزج وتنفيذ هذه الخلطات الإسفلتية الساخنة بالمجابل المحلية.
ولفت الدكتور الفا إلى أن أهمية استخدام الإسفلت الطبيعي بعد تحسين خصائصه في تحقيق المواصفات القياسية المطلوبة في رصف الطرق لما له جدوى اقتصادية كبيرة على اعتبار أن التكلفة المالية قليلة مع ضمان جودة الإنشاء وتحقيق العمر الافتراضي المستهدف.
بدوره أشار رئيس قسم هندسة النقل والمواصلات في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق الدكتور جندب زعرور إلى أهمية إعادة إعمار شبكة النقل والمواصلات وتطويرها وفق معايير التنمية المستدامة من خلال تطبيق مبادئ التخطيط الإقليمي واستعمالات الأراضي عند إعادة التخطيط وتوظيف المساحات الجديدة بشكل جيد وتطبيق نهج متكامل يراعي شروط البيئة واحتياجات مستخدمي النقل.
وأكد زعرور في ورقته البحثية على ضرورة إيجاد قواعد بيانات تخصصيةٌ تساعد في إعداد المخططات التنظيمية المستقبلية وتحديثها بشكل مستمر ودمج التخطيط العمراني مع تخطيط النقل والمحافظة على المناطق الخضراء والعمل على اتساعها في المدن وبناء مواقف للسيارات وإعادة تدوير مواد الهدم والأنقاض وضرورة استخدامها مرة ثانية في البناء واعتماد النقل بالدراجات الهوائية وتخطيط ممرات خاصة لها في الشارع وإلزام كافة منشئي الأبنية الحديثة والجديدة ببناء مرآب للسيارات واستخدام وسائط النقل الصديقة للبيئة.
أرسل تعليقك