عمان ـ بترا
قالت السفيرة اليونانية في عمان ماريا لويزا ماريناكيس ان اليونان استطاعت تذليل الاثار السلبية للازمة المالية التي اصابت بلادها والعالم اجمع ، مؤكدة سير اثينا بخطى ثابتة، بطيئة نحو التطور، والحرص على تطويرعلاقاتها وتعزيزها مع المملكة على كل الصعد .
واضافت ماريناكيس في حديث لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) بمناسبة العيد الوطني لبلادها الذي يصادف غدا الثلاثاء ان العام الماضي شهد بداية تحقيق بعض الانجازات على الصعيد المالي ، حيث تم تحقيق فائض يقرب من 0.4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بعجز اساسي وصل الى 10.4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العام 2009 ، مشيرة الى انخفاض العجز الحكومي العام من 15.6 بالمئة عام 2009 الى 2.2 بالمئة العام الماضي ، الامر الذي يعد اكبر واسرع تكيف وضبط تم تحقيقه لدولة عضو في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية .
واشارت الى تبني بلادها جملة من الاصلاحات البنيوية هدفت الى ردم الفجوة المتعلقة بالتنافسية وفي الوقت نفسه تعزيز البئية الاستثمارية ، مبينة ان تلك الاصلاحات شملت معظم نواحي النشاط الاقتصادي خاصة فيما يتعلق بسوق العمل ونظام التقاعد والرعاية الصحية والضريبة ، اضافة الى عدد من المبادرات التشريعية والتي ستؤتي اكلها على المدى المتوسط .
وفيما يتعلق بآثار تلك الاصلاحات على المجتمع اليوناني ، بينت ماريناكيس الاثار الاجتماعية الكبيرة التي خلفتها تلك الاصلاحات خاصة فيما يتعلق بنسبة البطالة وبين صفوف الشباب تحديدا ، لافتة في الوقت نفسه الى ان المواطن اليوناني كان معتادا على مستوى معيشة مرتفع قبل الازمة ، الامر الذي لم يدم طويلا ، اذ سرعان ما انخفض ذلك الدخل بنسبة تقرب من 25 بالمئة خلال واعقاب الازمة وبنسبة بطالة وصلت الى 27 بالمئة حاليا .
وحول العلاقات الاردنية - اليونانية ، اكدت السفيرة متانة العلاقات التي تربط الاردن واليونان في مختلف المجالات وخاصة السياسية ، حيث تطابق وجهات النظر بين البلدين الصديقين حيال العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك ، اضافة الى الدور الهام والاستراتيجي الذي يلعبه الاردن في الحفاظ على الاستقرار والامن الاقليمي .
واشادت ماريناكيس بسياسة الاردن الخارجية الحكيمة خاصة في ظل اوضاع المنطقة السياسية الصعبة ، مشيرة الى ان بلادها دعمت طلب ترشح الاردن للمقعد غير الدائم في مجلس الامن .
واعربت عن رضاها عن مستوى العلاقات القائمة بين الاردن واليونان ، مشيرة الى انها عند تسلمها ممنصبها سفيرة في المملكة لم تبدأ من نقطة الصفر وانما بنت على ما تم انجازه ، وتسعى على الدوام الى ادامة التواصل واللقاء بين السفارة والجالية اليونانية ، وتشجيع اللقاءات التي تجمع الاسر المختلطة ، حيث الاب اردني والام يونانية ، فضلا عن الدعم المقدم للقاءات والاجتماعات التي تعقد لخريجي الجامعات والمعاهد اليونانية .
وقالت الدبلوماسية اليونانية ان العلاقات مع الجهات الاردنية ليست تنافسية وانما تعاونية خاصة فيما يتعلق بقطاع السياحة ، حيث يحبذ السياح من دول امريكا الشمالية واستراليا والصين المجئ الى المنطقة ضمن حزمة سياحية واحدة وليس لبلد بمفرده ، الامر الذي يتطلب تضافر الجهود من اجل انجاح المملكة واليونان كمقصدين سياحيين ، مؤكدة اهمية السياحة الدينية وخاصة ان كلا البلدين يزخران بالعديد من المواقع الدينية والتي يجب تسويقها بالشكل الصحيح .
وفيما يتعلق بالاستثمارات اليونانية والميزان التجاري بين البلدين الصديقين ، اشارت ماريناكيس الى وجود عدد من الشركات اليونانية التي تقوم بتنفيذ بعض المشاريع في المملكة وخاصة تلك المتعلقة بالمطار الجديد وتوليد الكهرباء من خلال معالجة النفايات ، اضافة الى بعض المشاريع الاخرى ، مشيرة الى الميزان التجاري للعام الماضي يميل لصالح اليونان بحجم صادرت زاد عن 43 مليون دولار ومستوردات بلغ قرابة 15 مليون دولار .
أرسل تعليقك