طرابلس ـ أ ش أ
إكتسبت زيارة رئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان لتركيا أهمية كبيرة للبلدين، خاصة في مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، وتدعيم التعاون النفطي، سواء في زيادة الكميات التى تستلمها تركيا من ليبيا أو إتاحة المجال أمام الشركات التركية للتنقيب والاستكشاف والحفر في ليبيا.
وكان علي زيدان قد وصل مساء الخميس الماضي والوفد المرافق له إلى إسطنبول، في زيارة عمل استغرقت ثلاثة أيام التقى خلالها نظيره التركي رجب طيب أردوغان والرئيس عبد الله جول.
واختتم زيدان زيارته لتركيا، بالتوقيع على اتفاقية تشكيل مجلس للتعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، بهدف تطوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، والاتفاق مع الحكومة التركية على زيادة تدعيم التعاون النفطي.
وتنص الاتفاقية على تشكيل مجلس للتعاون الاستراتيجى رفيع المستوى برئاسة رئيسى الوزراء في البلدين، وأن يعقد المجلس اجتماعا مرة كل سنة بالتناوب فى البلدين، وأن يكون وزيرا الخارجية والوزراء المسئولون عن التجارة والاقتصاد والتنمية والتخطيط والاستثمار والمصارف والتمويل والمالية والصناعة والنقل والسياحة والصحة والأمن والعدل والدفاع والإعلام والطاقة والزراعة والتعليم والثقافة في البلدين أعضاء في المجلس ويجوز توسيعه ليشمل وزراء آخرين من الطرفين.
كما تنص على أن يتولى وزيرًا الخارجية في كلا البلدين تنسيق عمل المجلس وإعداد جدول أعمال كل اجتماع، وأن يعقد الوزراء الأعضاء اجتماعًا قبل يوم واحد من اجتماع المجلس برئاسة وزيري الخارجية في البلدين، وللمجلس كذلك الصلاحية في إعداد خطط عمل مشتركة كل في مجال تخصصه لتسريع وتيرة التعاون .
ووقعت ليبيا وتركيا أيضًا على اتفاقية للتعاون والمساعدة المشتركة في الشؤون الجمركية وتجنب الإزدواج الضريبي، والتي وقعها عن الجانب الليبى وزير المالية، وعن الجانب التركي وزير الاقتصاد فى حضور رئيسى وزراء البلدين.
وتضمنت الإتفاقية، العمل على دعم التعاون في المجالات المصرفية والمالية بهدف تشجيع المشاريع المشتركة والشروع في تبادل برامج التدريب بين المؤسسات الاقتصادية والمالية المعنية في البلدين، والسعى لتطوير شراكة استراتيجية طويلة الأمد في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة ومواردها المالية .
وأكد زيدان أن الحكومة تعمل جاهدة لتذليل كافة الصعوبات والعراقيل أمام عودة كافة الشركات التركية العاملة في ليبيا ..موضحًا أن هناك 31 شركة تركية عادت فعليًا للعمل في ليبيا، وأن الأخرى ستعود لأماكنها بالبلاد في القريب العاجل .
وأوضح أنه تم الاتفاق مع الحكومة التركية على زيادة تدعيم التعاون النفطي بين البلدين سواء في زيادة الكميات التى تستلمها تركيا من ليبيا أوإتاحة المجال أمام الشركات التركية للتنقيب والاستكشاف والحفر فى ليبيا، وأشاد بمستوى التبادل التجارى بين البلدين وما حققه من مكاسب مالية تقدر بـ 4 مليارات دولار وبالتعاون العسكري والأمني، خاصة في مجال تدريب عناصر الجيش والشرطة.
وأكد أن ليبيا تطمح لمزيد من التعاون التجارى والاقتصادى مع تركيا باعتبار الأخيرة أصبحت وجهة سياحية ووجهة لتسوق الآف الليبيين الذين يزورون شهريا تركيا إما للعلاج أو السياحة أوالتجارة، وشدد على ضرورة إزاحة كافة الإشكاليات التي تواجه العمليات المصرفية وبعض جوانب التعاقد بين المؤسسات المصرفية في كلا البلدين، مؤكدا أن آفاق التعاون بين المصرفين المركزيين في ليبيا وتركيا سيفتحان لتسهيل التعامل المصرفى بين البلدين، ما يسهم في تسهيل عمل الشركات التركية بليبيا ويسهل عمل الشركات الليبية في تركيا .
من جانبه، أبدى الرئيس التركي خلال لقائه بزيدان استعداد بلاده لتقديم الدعم والإمكانيات لليبيا وما تحتاجه في الميادين والمجالات كافة.
وتناول اللقاء الذي عقد بالقصر الرئاسي في العاصمة أنقره العلاقات الثنائية والتاريخية التي تربط البلدين والدفع بها لآفاق أرحب وأوسع في شتى المجالات.
وتم خلال اللقاء التأكيد على تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين بما فى ذلك التعاون في مجال الصيرفة وتقديم كافة التسهيلات الممكنة للإستثمارات بين البلدين والعمل على تنميتها، كما تطرق اللقاء إلى الملف الأمني المتمثل فى تأمين نزع السلاح، والتعاون في مجال الدفاع والمشتريات العسكرية بين البلدين.
وأكد الجانبان عقب التوقيع على الاتفاقيتين عزمهما الإستمرار في تطوير علاقتهما في كل المجالات استنادًا للروابط التاريخية والثقافية والإجتماعية بين شعبيهما خدمة للمصالح المشتركة .
أرسل تعليقك