أشغال تعلن عن مشروع "معبر شرق" أحد أهم مشاريع البنية التحتية في قطر

أعلنت هيئة الأشغال العامة "أشغال" عن مشروع "معبر شرق"، أحد أهم مشاريع البنية التحتية بالدولة، والذي سيصبح عند اكتماله رمزا لمدينة الدوحة حول العالم، وذلك في حفل أقيم اليوم تحت رعاية سعادة الشيخ عبدالرحمن بن خليفة آل ثاني وزير البلدية والتخطيط العمراني. وقال المهندس ناصر بن علي المولوي رئيس هيئة الأشغال العامة "أشغال" في كلمة له خلال الحفل، إننا نلتقي اليوم لنعلن عن مشروع "معبر شرق" والذي يتسم بصفة تميزه عن غيره من المشاريع، حيث بدأ بتوجيه ودعم من صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظه الله، حين أراد إنشاء معبر يربط بين منطقة رأس بوعبود ومنطقة الأعمال والدوائر الحكومية في الخليج الغربي. وأضاف أنه بعد أن اطلع سمو الأمير الوالد على التصاميم الأولية للمشروع، قرر سموه أن يقدم للدوحة هدية وهي عبارة عن تحفة هندسية تضيف على جمالها جمالا، تميزها وتتميز بها، فأعطى سموه توجيهاته باستقطاب مهندس عالمي للاضطلاع بهذه المهمة، فتم تكليف المهندس العالمي "سانتياغو كالاترافا" بتصميم معبر مائي مبتكر يربط بين المطار الجديد والخليج الغربي ومنطقة الحي الثقافي (كتارا) وشمال الدوحة، فكان "معبر شرق". وأوضح أن "معبر شرق" ليس مجرد تحفة معمارية من الجسور والأنفاق، بل إنه عنصر هام في المخطط الشامل لشبكة الطرق في الدولة، كطريق حيوي يربط بين المناطق الواقعة في شرق الدوحة، ويعزز انسيابية المرور إلى الخليج الغربي، والحي الثقافي "كتارا"، ومدينة لوسيل شمال الدوحة. وأكد أن "معبر شرق" يعتبر تحديا هندسيا بكل المقاييس، وهو لن يكون فقط معلما من المعالم المعمارية التي ستميز دولة قطر بين شقيقاتها في المنطقة، بل سيكون أيضا من أهم الإنجازات التكنولوجية والإنشائية على مستوى العالم. وبين أنه من خلال جسوره الثلاثة الممتدة من مطار حمد الدولي عبر جسر الشرق إلى منطقة الأعمال التجارية المركزية عبر جسر الخليج الغربي، وإلى قلب الدوحة النابض بعبق الثقافة والتراث عبر جسر الحي الثقافي، سيجسد "معبر شرق" رؤيتنا المستقبلية لقطر، وهي رؤية واضحة وطموحة تستهدف إدامة النمو والتقدم والازدهار لوطننا. وقال إنه انطلاقا من حرص "أشغال" على إنجاز المشروع بالطريقة المثلى وفق أعلى المعايير العالمية، فقد تم تكليف شركة "فلور" بإدارة المشروع، وهي شركة عالمية متخصصة ولها سجل كبير من الإنجازات الهامة في مجال الإنشاء وإدارة المشروعات. عديد التحديات الفنية غير المسبوقة تتطلب قدرا كبيرا من الابتكار والخبرة وأكد المهندس ناصر بن علي المولوي رئيس هيئة الأشغال العامة "أشغال" أن تنفيذ مشروع "معبر شرق" يتضمن إيجاد الحلول الهندسية للعديد من التحديات الفنية غير المسبوقة، التي تتطلب قدرا كبيرا من الابتكار والخبرة، لذلك فإن المراحل التنفيذية للمشروع سوف تحتاج إلى التعاون بين أفضل الخبرات الدولية في مجال بناء الجسور والأنفاق وبين شركات المقاولات المحلية من ذوات الخبرة لمواجهة هذه التحديات. وأضاف أننا نشجع كافة الشركات على المستوى المحلي والدولي للاستعداد لهذا المشــروع، عبر إقامة الشراكات بين الشركات الهندسية العالمية ونظيراتها من الشركات القطرية، للمشاركة في إنجاز هذا المشروع الكبير. وأوضح أنه بعد الإعلان عن هذا المشروع، سنبدأ اعتبارا من عام 2014 في تعريف الشركات العالمية بتفاصيله، ودعوتها لعرض خبراتها في المجالات المختلفة المتعلقة بتنفيذ المشروع، مستهدفين أن يبدأ العمل في تنفيذ العناصر الأساسية للمشروع خلال عام 2015، بما يتيح الانتهاء من المشروع بالكامل خلال عام 2021. وأكد أن "معبر شرق" يعتبر مشروعا حيويا يشكل قاعدة أساسية لتطوير الدوحة وربطها بعدد من الأماكن والمعالم الرئيسية في الدولة، وفي الوقت ذاته سيصبح "معبر شرق" من المشاريع المتميزة في فئته على مستوى المنطقة والعالم. وأضاف أن المعبر بجسوره الثلاثة سيشكل جزءا مهما من المنظر العام لمدينة الدوحة، كما أنه يشكل محورا رئيسيا في شبكة الطرق المستقبلية، إذ أنه يربط بين شرايين حيوية لشبكة الطرق الســريعة التي تعمل "أشغال" على تنفيذها. وجدد التزام هيئة الأشغال العامة بالعمل ضمن استراتيجية الدولة وخططها قريبة وبعيدة المدى، بما يخدم الاحتياجات الآنية والمشاريع المستقبلية من دون أن تؤثر أولوية على أخرى، وقال إنه في الوقت الذي نقوم فيه بتنفيـذ المشــروعات التي تحســن حركــتنا اليوميــة، فإننا نعمل على تنفيذ مشاريع عملاقة في مجالات الطرق والبنية التحتية والمباني والمرافق العامة. وتوجه رئيس هيئة أشغال في كلمته بالتهنئة إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، وإلى حضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والشعب القطري الكريم، بمناسبة اليوم الوطنــي لقطر. وأعرب كذلك عن شكره لسعادة وزيـر البلديـة والتـخطيط العمرانـي، الذي رافق هذا المشــروع منـذ بداياته، وأدرجــه ضمن الخــطط الطموحــة للطـــرق في قطـــر. سعى إلى إضفاء الطابع الإنساني والتناغم مع الطبيعة المحيطة من جهته، قال المهندس المعماري "سانتياغو كالاترافا" في تصريح صحفي إن التصاميم المعمارية للمشاريع العامة تسعى بشكل عام إلى إضفاء الطابع الإنساني والتناغم مع الطبيعة المحيطة بها، بالإضافة إلى خدمة المجتمع، مؤكدا أن مشروع معبر شرق يشكل فرصة كبيرة للدوحة حتى تبني تحفة استثنائية فريدة من نوعها في مجال المشاريع العامة. وعقب الإعلان عن المشروع تم عرض فيلم مصور يعرض أهم ملامح مشروع "معبر شرق"، ثم توجه الحاضرون إلى معرض يضم مجسمات للمشروع. وقد تبين من المعرض والفيلم المصور أن المعبر يصل بين مطار حمد الدولي في شرق الدوحة ومنطقة الأعمال بالخليج الغربي، والحي الثقافي "كتارا" ومدينة لوسيل شمال الدوحة، وقد صمم المشروع، الذي يبلغ طوله الإجمالي حوالي 12 كيلومترا، المهندس المعماري العالمي سانتياغو كالاترافا، ليكون رمزا لقطر ومعلماً للدولة على مستوى العالم، وسوف يكون هذا المشروع من أكثر المشاريع المتقدمة في استخدام تكنولوجيا البناء التي تقوم أشغال بتنفيذها في قطر، استعدادا لمونديال كأس العالم لكرة القدم  2022وتنفيذاً لرؤية قطر الوطنية 2030. ويتكون معبر شرق من ثلاثة جسور مستقلة يتراوح طولها ما بين 600 و 1300 متر، تتصل ببعضها البعض بواسطة ثمانية كيلومترات من الأنفاق المائية المغمورة، وقد استوحى كالاترافا التصميم من خلال الأشكال الطبيعية في قطر، لتشكل الجسور الثلاثة أشكالا بديعة تطفو برشاقة فوق سطح المياه ليكون المعبر إضافة مذهلة لأفق الدوحة. وسوف يشمل معبر شرق ثلاثة جسور مترابطة وهي: جسر الشرق، وجسر الخليج الغربي، وجسر المدينة الثقافية، ولعل الأكثر تميزا بين الجسور الثلاثة هو جسر الخليج الغربي، والذي سيتكون من هيكل مقوس مهيب، يضم طابقين أحدهما للسيارات والآخر للمشاة، بالإضافة إلى حدائق ترفيهية يمكن الوصول إليها عن طريق الممشى المرتفع والعربات الكهربائية المعلقة، بالإضافة لاحتوائه على مرافق للضيافة والترفيه التي سوف تكون إضافة بانورامية لأفق مدينة الدوحة. وسوف توفر الأنفاق المائية لمعبر شرق طريقا سريعا من ثلاثة مسارات في كل اتجاه يربط بين مطار حمد الدولي ومنطقة الخليج الغربي، وآخر يتكون من مسارين في كل اتجاه يربط بين منطقة الخليج الغربي ولوسيل عبر المدينة الثقافية، وتم أيضا تصميم الأنفاق والجسور بطريقة تتيح الالتزام بمتطلبات نظم إدارة المرور ومعايير السلامة الدولية. ولتحسين إجراءات السلامة، سيتم حظر استخدام الشاحنات لمعبر شرق، كما تم اتباع معايير الصحة والسلامة بعناية في جميع جوانب المعبر، وذلك من خلال هياكل المعبر المقاومة للحريق، بالإضافة إلى نظم التهوية المتقدمة، ومسارات الطوارئ. وقد عينت هيئة الأشغال العامة شركة "فلور كاستشاري" لإدارة المشروع لتشرف على أعمال تنفيذ معبر شرق، الذي سيبدأ تنفيذه بحلول عام 2015.