جولة داخل العالم السري لمجموعات الدردشة بتطبيق واتساب
آخر تحديث GMT06:55:34
 العرب اليوم -

لعب دورًا حاسمًا في الكشف عن فضائح الاعتداء الجنسي

جولة داخل العالم السري لمجموعات الدردشة بتطبيق "واتساب"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جولة داخل العالم السري لمجموعات الدردشة بتطبيق "واتساب"

دور تطبيق "واتساب" في الكشف عن فضائح الاعتداء الجنسي
واشنطن ـ يوسف مكي

لو لم يفشل مؤسسي تطبيق "واتساب" جان كوم وبريان أكتون في الحصول على وظائف في "فيسبوك"، لاختلفت حياة مليار شخص أو نحو ذلك في جميع أنحاء العالم، ولكن فشلهم في الحصول على وظيفة عقب تركهم لشركة "ياهو" أتاح لهم الكثير من الوقت للعمل على فكرة، وقبل ثمانية أعوام، أصبحت هذه الفكرة هي "واتساب".

ومثل معظم الاختراعات المربحة فإنه بسيط للغاية، مجرد خدمة رسائل هاتفية مجانية وسريعة وسهلة، ويسمح للمستخدمين بإنشاء مجموعات من الأصدقاء لإرسال الرسائل الجماعية، ولكن في العام الماضي تجاوزت شعبية رسائل "واتساب" شعبية الرسائل النصية التقليدية، وعلى نحو متزايد أصبحت جزء من نسيج الحياة الحديثة، حيث أن ما تفعله حقًا هو خلق أماكن خاصة للاجتماعات في عالم الإنترنت العام جدًا، وبهذا المعنى، فإن "واتساب" بدأ في تحويل الصداقة مرة أخرى إلى ما كانت قبل "فيسبوك"، الذي اشترى التطبيق قبل ثلاثة أعوام، إذ إنه لا يقدم شبكة واسعة من المعارف الذين بالكاد تعرفهم، ولكن دوائر حميمة صغيرة حيث يمكن للناس ذوي التفكير المتشابه تبادل الأشياء التي تهمهم.

جولة داخل العالم السري لمجموعات الدردشة بتطبيق واتساب

وفي بعض الأحيان تكون تلك الأشياء مملة لأي شخص خارج الدائرة، كما هو الحال مع جحافل المجوعات العائلية على "واتساب" التي تُستخدم لتبادل صور الأطفال، والنكات الخاصة والرسائل اللطيفة من الأمهات إلى أبنائهم المقيمين بعيدًا، أما بالنسبة للمراهقين، فهي أماكن لتشريح ليلة السبت الماضي بتفاصيل كل دقيقة، مع تطوير مجموعة من الآداب المعقدة على طول الطريق، إذ من الوقاحة تجاهل مجموعة دردشة، لأن التطبيق يتيح لبقية المجموعة معرفة من هو على الإنترنت وإذا كانوا قد قرأوا الرسالة، ولكنه أيضًا من الوقاحة إغراق المجموعة برسائل لا نهاية لها أو إطالة المحادثة عندما يتضح أن الجميع يود التوقف، إلا إنه في معظم الأحيان يمكن أن يقال أي شيء عما يُشارَك في المجموعة إلا إنها مملة.

جولة داخل العالم السري لمجموعات الدردشة بتطبيق واتساب

فبعد فترة وجيزة من الانتخابات العامة في يونيو، استخدم أعضاء حزب المحافظين مجموعات واتساب من أجل جمع الآراء بشأن احتمالات فوز تيريزا ماي – وهذا أكثر تكتمًا بكثير من التجمع في زوايا المقاهي، كما فعل المتآمرون قبل سيطرة التكنولوجيا، وتُستخدم تلك المجموعات باستمرار في جميع جوانب البرلمان لمبادلة القيل والقال، أو للاتفاق على عبارات لاستخدامها لتأييد موقف معين، أو لدعم الأفراد تحت الضغط، وقد لعبت مجموعات الدردشة دورًا محوريًا في الكشف عن التحرش الجنسي في كل من السياسة والصحافة، مع تبادل الضحايا للأسماء عبر "شبكات الهمس" التي تجمع مجموعة من مستخدمي واتساب المشتركين في بعض الاهتمامات، كما إنه بالنسبة للناشطين السياسيين داخل الأنظمة القمعية، يمكن أن يكون سببًا لإنقاذ أحدهم.

ولكن أيضًا يجذب نظام التشفير حتى النهاية الذي يستخدمه "واتساب" – وهو يعني أنه لا يمكن لأحد خارج المجموعة اعتراض الرسائل - أولئك الذين لديهم نوايا أكثر شرًا، وكانت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر رود، قد أشارت في وقت سابق من هذا العام إلى أن "واتساب" أحد الأماكن التي من المحتمل أن الإرهابيين يستخدمونها للتخطيط للعمليات الإرهابية، فمن المعروف أن مجندي "داعش" يستخدمونه، كما وجه خالد مسعود رسالة من خلاله قبل وقت قصير من قيامه بقتل ستة أشخاص على جسر وستمنستر في وقت سابق من هذا العام، ويقال إن مكتب التحقيقات الفيدرالي يشعر بالقلق إزاء احتمال استخدامه في عمليات غسيل الأموال وغيرها من الجرائم المالية.

جولة داخل العالم السري لمجموعات الدردشة بتطبيق واتساب

إلا أن أكبر خطر يواجه المستخدمين العاديين هو أنه في حين قد تعطيك مجموعة الدردشة شعورًا بأنها مساحة آمنة وخاصة، فإنها ليست كذلك، فمن السهل جدًا في حالة التشتت إرسال ما كان من المفترض أن يكون رسالة خاصة إلى المجموعة الخاطئة، كما اكتشفت النائبة العمالية لوسي باول، عندما كتبت عن طريق الخطأ رسالة ليست جيدة بشأن زملائها في البرلمان وأرسلتها إلى حزب العمل البرلماني للمرأة بأكمله.

وعلى عكس المحادثات السرية في الحياة الحقيقية، فإن "واتساب" يترك سجلًا إلكترونيًا يمكن بسهولة أن يسربه أحد أعضاء المجموعة في حالة الاختلاف؛ مثلما يحدث في الصداقات البشرية على مر العصور، فبعض الأشياء، على ما يبدو، حتى التكنولوجيا لا تستطيع تغييرها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جولة داخل العالم السري لمجموعات الدردشة بتطبيق واتساب جولة داخل العالم السري لمجموعات الدردشة بتطبيق واتساب



GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب
 العرب اليوم - ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
 العرب اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة

GMT 08:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله بجنوب لبنان

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 09:16 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حرائق في منشآت طاقة روسية بعد هجمات أوكرانية

GMT 18:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أيهما أخطر؟

GMT 18:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

العرب واليونسكو

GMT 20:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مصر تنفي أي نقاش مع إسرائيل بشأن خطط اجتياح رفح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab