ديفيد كازاليت يقدم عرضًا موسيقيًا رائعًا يتناول مأساة السوريين
آخر تحديث GMT02:08:57
 العرب اليوم -

ديفيد كازاليت يقدم عرضًا موسيقيًا رائعًا يتناول مأساة السوريين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ديفيد كازاليت يقدم عرضًا موسيقيًا رائعًا يتناول مأساة السوريين

المباني السورية المتأثرة بالقصف الجوي
دمشق ـ نور الخوام

يعرض القداس الذي صممه ديفيد كازاليت، عرضًا موسيقيًا راقصًا، يتناول قصص السوريين لالتقاط فظائع حلب، وإثبات أن الأمل لا يموت. وفي الصيف الماضي، كان ديفيد كازاليت مشغولا بإدارة شركة الأمن المعلوماتي التي أنشأها منذ 18 عاما، ولكنه وجد نفسه مشغولا على نحو متزايد بالأخبار الآتية من سورية، فكانت نشرة العاشرة مساء يملؤها شعور بالانزعاج مع تصاعد الفزع، فيقول "كان يسيطرعليّ شعور بالرعب لرؤية المستشفيات التي يتم قصفها والأطفال الذين يقتلون، ثم رؤيتهم يدرجون في جدول نشرة الأخبار، كان لدي شعور بالعجز التام ".

ديفيد كازاليت يقدم عرضًا موسيقيًا رائعًا يتناول مأساة السوريين

وعلى الأغلب كان لدى معظم الناس مشاعر مماثلة بالعجز عند مشاهدة اللقطات الكارثية من مناطق الحرب، ولكن كان رد فعل كازاليت غير معتادا، إذ قرر أن يجلس ويؤلف قداس، آملا في جمع الأموال للجمعيات الخيرية السورية من عائد العروض، ويقول عن القداس "لم أستطع الاستمرار في مشاهدة التيلفيزيون ورؤية ما يحدث في حلب، فكرت أنني أستطيع أن أفعل شيئا من خلال الموسيقى والرقص، كنت أذهبت للفراش يوميا في العاشرة مساء، وأستيقظ الرابعة فجرا وأكتب لمدة ثلاث ساعات".

وبعد مرورعام أصبح عرض قداس من أجل حلب صورة قوية ومتحركة، عُرض لأول مرة في مسرح "سادلر ويلز" بلندن في شهر نيسان/أبريل، وجمع على80,000 جنيه استرليني، ومعظمها سيستخدم لتدريب المعلمين في سورية، وقد باع كازاليت شركته، ويخطط الآن لنقل إنتاجه الفني إلى الشرق الأوسط والولايات المتحدة وكندا، ويصف هذا العرض بأنه "مرثية شخصية للأبرياء المحاطين بالرعب"، يُعرض القداس في ادنبره هذا الأسبوع، بعد أن رُشح لجائزة منظمة العفو الدولية لحرية التعبير.

ويعكس العرض التراث الثقافي المتنوع في حلب، فالموسيقى تجمع بين الأثر العربي والمسيحي والبربري واليهودي، وأيضا يشمل العرض كلمات جماعية من القداس المسيحي ممتزجة بموسيقى الكورال وكذلك الشعر العربي القديم، ويغنيها بروعة جوليانا يزبك وعبد السلام خير، ويتخلل العمل أصوات سكان حلب يصفون القتال وهروبهم من الأزمة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة إنسانية في عصرنا.

ويصور كازاليت الأمر كما لو كان سهلا أن يوفق بين إدارة شركته وتأليف هذه القطعة، فيقول "إن أفضل وقت للتفكير في الموسيقى هوالرابعة فجرا في فصلي الصيف والربيع"، ويضيف أنه على الرغم من أنها كانت خطوة كبيرة بعيدا عن حياته المهنية، إلا إنه كان دائما مهتما بالموسيقى ويعزف الجيتار ولديه مهنة جانبية في كتابة الأغاني والغناء، وفي عام 2014، أصدر أول ألبوم له، تحت اسم "كاز بينيديكت"، وهو ألف معظم الموسيقى للقداس على جيتاره، في حين ساعده الموسيقار "راسموس أندرسن" في تسجيل العمل.

وانضم جاسون مابانا، وهو خريج حديث من معهد رامبرت، للعرض لتصميم قطعة من الرقص المعاصر من شأنها استحضار المعاناة الإنسانية الهائلة لسكان سوريا والفوضى الناتجة عن الحرب. خُصصت الرعاية المقدمة من مؤسسة "لينبوري" ومؤسسة "سعيد" لتمويل أجور الراقصين وتكاليف الإنتاج، مما يعني أن أموال التذاكر ستوجه مباشرة إلى الإغاثة السورية. وعُين فريق الراقصين المكون من 12 شخصًا (ثماني نساء وأربعة رجال) من جميع أنحاء العالم، وأداءهم المميز يجعل ذلك العرض ذائع الصيت ذا تأثير قوي.

وطوال مدة العرض، يتناوب الراقصون الأدوار في الجري بالمشهد، أحيانا في مركز المسرح، وأحيانا على الحافة، في محاولة يائسة للفرار من كارثة غير مرئية، إنه مشهد قوي ومثير للمشاعر حين يصبح المؤديون أكثر إرهاقا ويأسا، ولكن يواصلون الكفاح للاستمرار وإيجاد الأمان، هذا يجعلها قطعة صعبة للراقصين، الذين يكونون على خشبة المسرح معظم الوقت.

ويقول كازاليت "إن الجري ينقل صورة قوية، إنه أمر مستمر، فهو يشير إلى النضال، والحاجة إلى الهرب، ولكن الأداء مرهق، بسبب قوة الرقصة بالإضافة لإدراك الراقصين أنهم يمثلون شيئا ذا ثقل عاطفي هائل". وكان كازاليت، الذي لم يسبق له الذهاب إلى حلب، قلقا بشأن كيفية استجابة العدد الكبير من السوريين الذين حضروا العرض في لندن، فيقول "كنت أشعر بالتوتر الشديد أن العرض سيفشل تماما مع الناس الذين عانوا من آلام كبيرة في الحرب، كنت قلقا من أنهم قد يسألون من أنا، هذا الذي لم يذهب أبدا إلى سورية، وكيف يكون لي أن آخذ ماضيهم القريب وأصنع عرضا بناء عليه، ولكنها كانت إيجابية بشكل لا يصدق، سمح العرض لنا أن نعطيهم صوتا، وشعروا أن جزء من قصتهم قد سمع ".

 وأجرى كازاليت مع الكاتب "بن فاسيني"، مقابلات مع ١٠ أشخاص يتحدثون عن حياتهم وهروبهم، فيقول "بينهم صغار وكبار"، سجلت بعض المقابلات رسميا باستخدام ميكروفونات في لندن، وبعضهم عبر الهاتف المحمول، أو التحدث عبر واتساب من تركيا"، ويؤكد أن إجراء المقابلات كان صعبا، ولكن "مهمة تحريرهم بدت أكثر صعوبة، حيث أن هذه الروايات المتعلقة بالنجاة والحزن والفرح في الماضي تأتي مع مسؤولية مباشرة. إذ يتحدثون عن أرواح مفقودة، ومعاناة، ومدينة كانت مزدهرة ولم تعد موجودة، ولكن أكثر من ذلك فإنها تحمل رسالة ضمنية: لا ينبغي لأحد أن يعتبر منزله أو بلده أمرا مفروغا منه، ولا ينبغي لأحد أن يفترض أن البشرية قادرة على مقاومة العنف ".

سمعنا من "هيا تاتو"، وهي طالبة تبلغ من العمر 20 عاما تدرس في بريطانيا، وتأمل أن تتدرب لتكون طبيبة وتعود إلى ديارها "الآن بعد أن هربنا من سورية، في كل مرة نأكل اللحوم والدجاج وأي شيء، نشعر بالذنب، لأن عائلتنا وجميع أولئك الذين لا يستطيعون الهرب لا يمكنهم الاستمتاع، حتى عندما تشعر بالسعادة تشعر بالذنب ".

 ويخبرنا اللاجئ، شديد التوتر لدرجة عدم ذكر إسمه، أنه يتوق إلى العودة إلى دياره للنظر مرة أخرى إلى قلعة حلب، يقول "أنا سوري. أريد فقط أن أعود إلى الوطن. أريد أن أعيش مع أفكاري الخاصة، ومع آرائي الخاصة. أريد أن أكون حرا في رؤية ما أريد، وفعل ما أريد، مثلك تماما ".

 وفر أحمد الرشيد، وهو طالب أدب إنجليزي في حلب، في ذروة الحرب الأهلية ويدرس الآن العنف والصراع والتنمية في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، ويقول "إذا كنت تعيش في حلب، لوجدت الحياة ليست مختلفة عن لندن. كنت أدرس في الجامعة، وكان الناس يهتمون بأعمالهم اليومية في الدراسة والعمل، ولكن بعد ذلك تستيقظ لتجد أن الشخص الذي يعيش إلى جانبك قد قتل على يد قناص، أو المدرسة المجاورة قد دمرت تماما ".

ولكنه يحاول إضافة ملاحظة إيجابية، فيقول "إن رؤية كل هذه الدماء، ورؤية كل هذا القتل والوحشية، لم يجعلوني أكره البشرية. هناك كثير من الناس الذين فعلوا أشياء رهيبة حقا - قتلوا الناس، وقطعوا رؤوس الناس، وأحرقوا أشخاص على قيد الحياة، ولكن لا يزال لا يمكنني أن أكره الناس، إذا ركزنا على سرد الكراهية والخوف، فإن إراقة الدماء هذه لن تتوقف أبدا. نحن بحاجة إلى التركيز على الإنسانية، والأمل في أن الأمور ستتحسن.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديفيد كازاليت يقدم عرضًا موسيقيًا رائعًا يتناول مأساة السوريين ديفيد كازاليت يقدم عرضًا موسيقيًا رائعًا يتناول مأساة السوريين



GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب
 العرب اليوم - ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
 العرب اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
 العرب اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة

GMT 08:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله بجنوب لبنان

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 09:16 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حرائق في منشآت طاقة روسية بعد هجمات أوكرانية

GMT 18:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أيهما أخطر؟

GMT 18:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

العرب واليونسكو

GMT 20:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مصر تنفي أي نقاش مع إسرائيل بشأن خطط اجتياح رفح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab