العمال الأجانب في ليبيا لا يجدون سوى الابتزاز والخطف والتعذيب
آخر تحديث GMT22:32:53
 العرب اليوم -

العمال الأجانب في ليبيا لا يجدون سوى الابتزاز والخطف والتعذيب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - العمال الأجانب في ليبيا لا يجدون سوى الابتزاز والخطف والتعذيب

أحوال العمال الأجانب في ليبيا
طرابلس ـ فاطمه سعداوي

بعدما كانت ليبيا في عهد الراحل معمر القذافي قبلة الباحثين عن فرص للعمل وتحسين مصدر دخلهم، باتت اليوم جحيما حقيقيا للمهاجرين الذين يأتون إليها على أمل الوصول إلى أوروبا، أو العثور على عمل، فلا يجدون سوى الابتزاز والخطف والتعذيب والاستغلال الأقرب إلى الرق. ويروي مهاجرون التقتهم وكالة "الصحافة الفرنسية" في أغاديز ونيامي في النيجر، تفاصيل معاناتهم في ليبيا، البلد الذي تنتشر فيه مجموعات مسلحة وسط فوضى، يبقى فيها المهاجرون من أفريقيا جنوب الصحراء تحت رحمة جميع أنواع التجاوزات.

وفي هذا السياق، يقول إبراهيم علي، المتحدر من غينيا بيساو، والذي يبدو مصدوما ومنهكا بعد عبور الصحراء، إنه قضى عامين يعمل وشهرين في السجن، مشددا على أن ليبيا الآن في وضع سيء جدًا.ويوضح عامل البناء الغيني إريك مانو، الذي قضى سنوات عدة في ليبيا، أن "هناك أسلحة في كل مكان، ومشكلات كثيرة. ليبيا لم تعد جيدة. وقد قررت الرحيل بسبب انعدام الأمن، وتدني الأجور التي لم تعد تساوي سوى ثلث ما كانت عليه من قبل، إضافة إلى المشكلات في الدفع؛ إذ من الممكن أن تعمل وبعد ذلك لا يدفعون لك أجرك".

ويقول شاب آخر يتحدر من كوماسي "هناك الكثير من اللصوص يريدون أموالك أو هاتفك. بوسعهم قتلك أو إطلاق النار عليك". ويضيف هذا الشاب الذي تمكن من تحويل أمواله إلى البلاد قبل أن يعود إلى أغاديز بجيوب فارغة "إنهم يترقبونك على الطريق". وانطلق كانتي سيكو (27 عاما) من غينيا عام 2013 سعيا للوصول إلى أوروبا، لكن في ليبيا عاش أياما مريرة جعلته يتخلى عن مشروعه، وكان يحاول جاهدا أن يتفادى الشرطة التي تقوم باعتقالات جماعية، في حين الميليشيات تتناحر فيما بينها. وفي نهاية الأمر وجد وظيفة عامل في ورشة بناء مع مهاجرين آخرين داخل ليبيا.

يقول هذا الخريج الجامعي، المتخصص في الاتصال الاجتماعي: "لقد كان العمل رديئا. كانوا يدفعون لنا 15 دينارا (نحو 10 يورو) في اليوم، ننفق منها خمسة للطعام. لكن المال لم يكن يصلنا. كنا ننتظر أحيانا ثلاثة أو أربعة أسابيع من دون أن نتقاضى أجرا. وبعد ذلك أصبح الطعام نادرا، ولم نعد نعرف ما نفعل". ويضيف سيكو مستعرضا تفاصيل عمله ومعاناته اليومية لكسب لقمة العيش "كنا مضطرين إلى الذهاب إلى قرية فيها مسلخ. كنا نجمع البقايا: قوائم جمال أو ما شابه، وكل ما لا يريدونه. لم يكن الطعم طيبا، لكن لم يكن لدينا خيار.

وفي أحد الأيام قالوا لنا إن المال وصل. لكن لم يدفعوا لي كل ما كان يترتب عليهم، إلا أنني غادرت رغم ذلك"، وتوجه إلى منطقة قريبة من مصراتة حيث عمل دهانا.لكن ذلك لم يكن نهاية مسلسل المعاناة، فقد نجا سيكو أيضا من لصوص يعتقلون المهاجرين للمطالبة بفدية، وحول ذلك يقول: "اضطررنا إلى القفز من السيارة وهي تسير حتى لا ينتهي بنا الأمر في السجن".

وسيكو ليس حالة معزولة. فقد عانى الكثير من المهاجرين الآخرين من هول عمليات الخطف. يقول إبراهيم كاندي السنغالي، البالغ من العمر 26 عاما: "إن كنت تكسب مالا، يقبض عليك المسلحون ويضربونك، ثم يضعونك في السجن. لكنه ليس سجنا عاديا، إنه سجن خاص". ويتابع كاندي موضحا "عندما يحتجزونك عليك أن تدفع ما بين 200 إلى 500 ألف فرنك أفريقي (300 إلى 750 يورو)، ثم يتصلون بأهلك في البلاد، وعليك أن تقول لهم أرسلوا لي مالا، وإلا سوف يقتلونني". بعد ذلك يقوم وسيط بتقاضي المال في بلد المهاجر، ثم يرسله إلى وسيط ثان في أغاديز، وهذا الأخير يعطي عندها الضوء الأخضر لإطلاق سراح المعتقل، وفق آلية شرحها وأكدها الكثير من المهاجرين.

وبعد ذلك، يسلك المال طرقات غامضة ليصل إلى ليبيا.ويختم كاندي مشيرا إلى ندبات على جبينه وساقه وقال: "تلقيت الكثير من الضرب والركل والطعن بالسكين، وتعرضت للسرقة ثلاث مرات. لا يمكنك النوم. يلاحقك الخوف طوال الوقت".

وفي أحد هذه السجون اعتقل بالديه أبو بكر الصديق (35 عاما) القادم من كينديا في غينيا، والذي يوضح حجم المعاناة التي تعرض لها داخلها بقوله "إنها بيوت عادية من الخارج، لكن هناك غرفا يعتقلونك فيها. هناك الكثير من الناس. الوضع في غاية القسوة. عندما يخرجونك من زنزانتك يضربونك على باطن قدميك بالعصي أو الأسلاك"، وقد اضطر هو أيضا إلى دفع فدية.لكن رغم أن الكثير من المهاجرين العائدين من ليبيا يروون قصصا مماثلة. إلا أن كل هذه الشهادات لا تحبط آمال الكثير من المهاجرين المصممين على القيام بالرحلة إلى أوروبا. يقول أحد سكان المنطقة "هذا سيزيد من ثمن الرحلة لأنها أكثر خطورة، لكن المهاجرين هم الذين سيدفعون الثمن دائما في نهاية المطاف".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمال الأجانب في ليبيا لا يجدون سوى الابتزاز والخطف والتعذيب العمال الأجانب في ليبيا لا يجدون سوى الابتزاز والخطف والتعذيب



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب
 العرب اليوم - ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
 العرب اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
 العرب اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة

GMT 08:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله بجنوب لبنان

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 09:16 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حرائق في منشآت طاقة روسية بعد هجمات أوكرانية

GMT 18:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أيهما أخطر؟

GMT 18:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

العرب واليونسكو

GMT 20:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مصر تنفي أي نقاش مع إسرائيل بشأن خطط اجتياح رفح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab