دفن جثمان عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية في مصر
آخر تحديث GMT00:34:35
 العرب اليوم -

دفن جثمان عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية في مصر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دفن جثمان عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية في مصر

الشيخ عمر عبد الرحمن
القاهرة ـ سعيد فرماوي

شيع بضعة آلاف من المصريين يوم الأربعاء جثمان الشيخ عمر عبد الرحمن الذي توفي مطلع الأسبوع في سجن أميركي حيث كان يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة لإدانته في تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 وبالتخطيط لشن هجمات أخرى في الولايات المتحدة. ووصل جثمان عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية والمعروف بلقب "الشيخ الضرير" إلى مطار القاهرة على متن طائرة مقبلة من الولايات المتحدة الأميركية صباح الأربعاء. ونقل الجثمان إلى مسقط رأسه بمدينة الجمالية بمحافظة الدقهلية بدلتا النيل التي ولد فيها عام 1938 ليدفن هناك تنفيذا لوصيته.

وكانت السلطات الأميركية أعلنت يوم السبت أن عبد الرحمن توفي عن عمر 78 عاما لأسباب طبيعية في مركز طبي اتحادي بمجمع سجون اتحادي في بوتنر بولاية نورث كارولاينا. وكان يعاني من داء السكري ومرض الشريان التاجي. وظل عبد الرحمن المصري المولد زعيما روحيا للإسلاميين المتشددين حتى بعد أن قضى ما يزيد على 20 عاما في السجن. وكان الشيخ عبد الرحمن وجها للإسلام المتشدد في الثمانينيات والتسعينيات ودعا في خطبه النارية إلى قتل أشخاص وإسقاط حكومات يعارضها وإقامة نظام حكم إسلامي في مصر. وارتبط أتباعه بأعمال قتل وهجمات بقنابل لمتشددين في مختلف أنحاء العالم.

وسجن عبد الرحمن واتهم بإصدار فتوى أدت إلى اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات عام 1981 بعد أن عارضه لسنوات. وقال عبد الرحمن إنه عُلِّق من قدميه في سقف وضرب بالعصي وتعرض للصعق بالكهرباء عندما كان محتجزا إلى حين إطلاق سراحه والذهاب إلى منفى اختياري في عام 1990. وتمكن من السفر إلى نيويورك بعد أن منحته السفارة الأميركية في السودان تأشيرة سياحة عام 1990 على الرغم من حقيقة أنه على قائمة وزارة الخارجية الأميركية للأشخاص المرتبطين بجماعات إرهابية. وبعد انتقاله للولايات المتحدة عمل عبد الرحمن على نشر رسالته المتشددة وعاش في بروكلين بمدينة نيويورك بالقرب من جيرسي سيتي وأكتسب أتباعا من الإسلاميين المتشددين. 

وكان يواجه احتمال الترحيل عندما انفجرت شاحنة ملغومة في ساحة لانتظار السيارات أسفل مركز التجارة العالمي في 26 فبراير شباط 1993 مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة ما يربو على ألف في هجوم دفع الأميركيين لإدراك أنهم ليسوا بمنأى عن الإرهاب الدولي. وبعد أربعة أشهر اعتقل عبد الرحمن وقدم للمحاكمة مع عدد من أتباعه في عام 1995 واتهم بالتآمر لشن هجوم إرهابي في الولايات المتحدة الأميركية، وتنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات متزامنة في مقر الأمم المتحدة ومنشأة حكومية اتحادية رئيسية في مانهاتن وأنفاق وجسر يربط مدينة نيويورك بولاية نيوجيرزي. وبعد إدانته ظل في السجن حتى وفاته.

وفي الجمالية التي تقع على بعد 175 كيلومترا شمالي القاهرة كان مشيعون من أهل المدينة ومحافظات مصرية مختلفة ينتظرون وصول الجثمان منذ الظهيرة لكنه وصل في المساء وأقيمت عليه صلاة الجنازة بعد صلاة العشاء قبل أن يدفن في مقابر العائلة. وعند وصول الجثمان للمدينة ردد المشيعون هتافات من بينها "الله أكبر" و"بالروح والدم نفديك يا إسلام". وطالب رجال دين المشيعين بالالتزام بآداب وقواعد الجنازة والكف عن ترديد الهتافات.

ورفعت نساء يرتدين النقاب ورجال ملتحون لافتات كتب عليها عبارات من بينها "أهلا بك في بلدك رغم انف الحاقدين" و"نتقابل في الجنة" و"أميركا بلد الحريات تقتل الدكتور عمر عبد الرحمن". ووصفته بعض اللافتات "بالشهيد". وقبل وصول النعش إلى المسجد نقل الجثمان إلى منزل شقيق عبد الرحمن حيث أعيد تغسليه. وشارك في الجنازة تلاميذ لعبد الرحمن من محافظات مختلفة وعدد من قيادات ورموز الجماعة الإسلامية مثل عبد الآخر حماد مفتي الجماعة ومحمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وعبود الزمر الذي أدين في قضية اغتيال السادات.

وقال مشاركون في الجنازة إن عبد الرحمن تعرض للظلم من الحكومات المتعاقبة في مصر والولايات المتحدة الأميركية بسبب إصراره على مواقفه ومبادئه. وقال مصطفى الوكيل (40 عاما) وهو محام جاء من القاهرة للمشاركة في الجنازة "لو كان رجلا سيئا فلن يأتي الناس من كل أنحاء البلاد لحضور جنازته." وأضاف "لقد تربينا على كتبه وتسجيلاته." ونعت جماعات إسلامية عديدة ومتباينة المواقف عبد الرحمن بداية من جماعة الإخوان المسلمين التي تنفي صلتها بأي أعمال عنف وحتى تنظيم "القاعدة" المتشدد.

وقال تنظيم "القاعدة" في بيان نشره على "تليغرام": "لقد رحل الشيخ الإمام المجاهد العابد الزاهد الفقيه المفسر عمر عبد الرحمن بعد صراع مع طواغيت الأرض دام قرابة ستة عقود من حياته لم يتنازل فيها يوما عن مبادئه ولم يتخل عن ثوابته." ووصف البيان عبد الرحمن بأنه "جبل نفخ فيه الروح". وتوعد التنظيم الولايات المتحدة بشن هجمات تنفيذا لما قالوا إنها وصية عبد الرحمن. وقال البيان "يا شباب الأمة وليوثها هذه وصية الشيخ بين أيديكم. اجتهدوا في تنفيذها ولا تدعوا الأميركان ينعمون بالأمن والأمان. اقتلوهم. أقعدوا لهم كل مرصد. أزرعوا الخوف في قلوبهم. اثأروا لشيخكم. دمروا مصالحهم في كل مكان. أشعلوا الأرض نارا تحت أقدامهم. خذوا من دمائهم واشفوا صدور قوم مؤمنين."

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دفن جثمان عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية في مصر دفن جثمان عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية في مصر



الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - العرب اليوم

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 12:44 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 22

GMT 03:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 05:37 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 18:19 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

بيروت - جاكلين عقيقي

GMT 05:57 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 03:27 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 05:32 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور السبت 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 03:22 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 05:44 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab