الصحف الإيرانية تتابع باهتمام القمة الأميركية ــ  الكورية
آخر تحديث GMT09:55:42
 العرب اليوم -

الصحف الإيرانية تتابع باهتمام القمة الأميركية ــ الكورية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الصحف الإيرانية تتابع باهتمام القمة الأميركية ــ  الكورية

لقاء زعيم كوريا الشمالية والرئيس الأميركي فرض نفسه على الصفحات الأولى
طهران ـ مهدي موسوي

تابع الإيرانيون باهتمام استثنائي تطور العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية ولقاء الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأميركي، وذلك نتيجة نقاط التشابه الكثيرة بين طهران وبيونغ يانغ؛ أهمها تأزم علاقاتها الدولية، وتعرضها لعقوبات أميركية نتيجة تطوير البرنامج النووي، وهروب بيونغ يانغ لصنع قنبلة نووية، إضافة إلى ملف الصواريخ الباليستية. ورغم محاولات التقليل من أهمية القمة والتشكيك فيما توصل إليها الطرفان، فإن الترقب والمخاوف والسيناريوهات المتاحة أمام البيت الأبيض في مواجهة طهران، كانت النقطة الجوهرية المشتركة بين مختلف الصحف في أول رد فعل على قمة سنغافورة.

وتخلي كوريا الشمالية عن البرنامجين والتوجه إلى تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، يعرض التيار المحافظ ورموزه الإعلامية إلى موقف محرج في الداخل الإيرانية، لأنها كانت تطالب بتطبيق النموذج الكوري الشمالي.

ومنذ بدأ إعلان التقارب بين الجانبين، ساد الترقب في إيران. الصحف المؤيدة للاتفاق النووي والانفتاح على الغرب، قالت إن كوريا الشمالية طورت السلاح النووي، لكنها في نهاية المطاف تتجه للتخلي عنه. أما صحف التيار المحافظ والمعارض للاتفاق النووي مثل صحيفة "جوان" فقالت إن جلوس كوريا الشمالية إلى طاولة الحوار يستمد قوته من الرؤوس النووية.

أغلب الصحف الإيرانية أجمعت أمس على أن ترمب يريد أن يتبع نموذج كوريا الشمالية مع إيران مع قليل من التغيير، وكانت الصحف في طهران قد خرجت من المطابع عندما تصافح ترمب وكيم في أولى ساعات الثلاثاء بتوقيت إيران، لكن "المصافحة" أصبحت المادة الدسمة للصحافيين في صحف الأربعاء عبر التقارير الشاملة والحوارات والمواد التحليلية.

وكان ترمب جدد انتقاداته أول من أمس للاتفاق النووي مع إيران، وقال إن إيران تغير سلوكها في المنطقة، لكن لم تمض ساعات حتى سخر الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي من تصريحاته، وقال في مؤتمره الأسبوعي إن "ترمب إما استبدل مكتبه، أو ينظر بتلسكوب مختلف إلى المنطقة".بعد ذلك بساعات، أبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الفرنسي بأن طهران ترهن الانسحاب من سورية بنهاية الإرهاب. ونقلت وكالات إيرانية عن روحاني قوله "بعد نهاية الإرهاب؛ كل القوات الأجنبية ستنسحب من سورية

 وفرضت قمة ترمب نفسها بقوة على الصفحات الأولى في الصحف الإيرانية أمس. صحف "الحرس الثوري" والمحافظين حاولت توظيف الحدث لمهاجمة سياسة الحكومة الإيرانية في توقيع الاتفاق النووي وإقامة العلاقات، وركزت على التقليل من أهمية القمة. وفي المقابل، نحت الصحف الإصلاحية والمقربة من الحكومة باتجاه الإشادة بمواقف الزعيم الكوري الشمالي الذي تخلي عن برنامج الصواريخ والبرنامج النووي، إلا أنها في الوقت نفسه أبدت مخاوفها من نجاح خطة ترمب ونياته بشأن زيادة الضغط على إيران لتكرار السيناريو الكوري الشمالي.

 واختارت صحيفة "جوان" الناطقة باسم "الحرس الثوري" لصفحتها الأولى رسما يظهر الرئيس الأميركي والزعيم الكوري يمشيان وبأيديهم ملفان وقعا عليهما خلال القمة.وفي عنوان تهكمي قالت: "توقيع أميركي آخر". وقللت من أهمية الاتفاق الأميركي - الكوري الشمالي حول نزع السلاح، وقالت في تعليقات استندت إلى تصريحات لرئيس لجنة العلاقات الخارجية، إن "قمة سنغافورة لم تضع تعريفًا محددًا لمفهوم نزع السلاح النووي، ولا جدولًا زمنيًا واضحًا، ولا تفاصيل التحقق من المصداقية".

أما صحيفة "كيهان" الرسمية التي يختار إدارتها المرشد الإيراني علي خامنئي، فأرادت في عنوانها الرئيسي أن تسلط الضوء على التشكيك وما عدّته الصحف الإيرانية الأبعاد الغامضة لاتفاق الطرفين، وقالت: "الولايات المتحدة وكوريا الشمالية يتفقان للمرة الخامسة".

وفي مقالها الافتتاحي المفضل الذي جاء في أكثر من 1800 كلمة، هاجمت الصحيفة المعسكر الذي يحاول تضخيم صورة لقاء ترمب وكيم في الداخل، ويريد بناء الثقة أحادية الجانب.وانتقدت الصحيفة ما تستند إليه وسائل الإعلام الحكومية هذه الأيام حول تسبب الاتفاق النووي في شرخ بالعلاقات الأوروبية الأميركية. كما هاجمت تلك الأطراف بسبب موقفها من التفاوض مع الإدارة الأميركية ومحاولات إنعاش مطالب قديمة من جانب من أطلقت عليهم "أنصار الغرب"، وحاولت التذكير بمصير القذافي.

في 12 فقرة أوردت الصحيفة أسباب التشكيك بالولايات المتحدة. وعدّت أن إيران المشكلة الأساسية للولايات المتحدة وليست كوريا الشمالية، مشيرة إلى دور إيران في العراق وسورية واليمن، وزعمت الصحيفة أنها تمكنت من جرّ روسيا إلى الساحة السورية.

لكن الصحيفة استغلت ما قاله المتحدث باسم الحكومة محمد رضا نوبخت وعدّته إقرارا من الحكومة بعدم جدوى التفاوض مع الدول الغربية؛ وهو العنصر الذي كان عنوان صحيفة "وطن أمروز" المحافظة المتشددة في إيران.

أما صحيفة "إيران" الناطقة باسم الحكومة فاختارت الصورة الأولى للقمة التي تظهر كلا من ترمب وكيم من الخلف.في المقال الافتتاحي تحت عنوان: "ترمب ودبلوماسية الصدمة" بحثت صحيفة الحكومة أسباب القمة بين الجانبين.

وقارنت بين ما يقوم به وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ووزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، واتهمت ترمب بممارسة دبلوماسية الصدمة في بنية العلاقات الدولية والسياسة الإقليمية. واستنتج كاتب المقال أنه سيعتمد النماذج السلمية لتطبيق سياسته.

واعتمدت صحيفة "اعتماد" كلمة "هيج" وهي تعني "اللاشيء" في عنوانها الرئيسي ومقالها الافتتاحي، وكانت تغطية الصحيفة الإصلاحية أقرب للصحف المحافظة عندما أصرت على التقليل من أهمية القمة والتشكيك في مستقبل الاتفاق. وعلى خلاف التقليل من أهمية القمة، فإنها خصصت نصف الصفحة الأولى لترمب وكيم.

صحيفة "آرمان" الإصلاحية نشرت اللحظات الأولى من مصافحة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترمب تحت عنوان: "اللقاء التاريخي"، وأشارت إلى توقعها انتهاء 7 عقود من الخصومة بين الجانبين.

افتتاحية الصحيفة بقلم أستاذ العلوم السياسية في جامعات إيران والنائب السابق نوذر شفيعي، شرحت أسباب العنوان الرئيسي للصحيفة، وأشارت إلى 3 أسباب جعلت قمة الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأميركي تاريخية. الأول أنه اللقاء الأول بعد الحرب الكورية الذي يجمع البلدين بمستوى سياسي رفيع. الثاني؛ كان البلدان قريبين من الحرب. والسبب الثالث أن اللقاء تناول موضوعًا حساسًا هو البرنامج الكوري الشمالي النووي.

ويرى الكاتب أن في الأمر غموضًا، وأن الطرفين لم يتحدثا عن اتفاق. أما عن نزع السلاح النووي، فذكر المقال الافتتاحي أن ترمب وحده من تحدث عن ذلك، ولم يعلق الجانب الكوري الشمالي.

وخلص الكاتب إلى أنه ضمن فريق من المحللين ينظرون بعين الشك إلى التطورات الكورية الشمالية - الأميركية. والنتيجة أنه رأى أن هناك احتمال تراجع تاريخي بنسبة اللقاء التاريخي نفسها.

أما صحيفة "شرق" الإصلاحية، فكان عنوانها الرئيسي: "سقوط على ترس اليمين". وفي افتتاحيتها، قالت إن القمة تأتي نتيجة حاجة كل من ترمب وكيم إلى التوصل لاتفاق ممكن من أجل إدارة العلاقات بين البلدين والفهم المتبادل للأهداف والغايات قبل تحقق أهداف استراتيجية.

ورأت الصحيفة أن الرئيس الأميركي يتبع استراتيجية على أساس التعامل والاتفاق الكبير. وفي المقابل، فإن كيم يريد استخدام فرصة ترمب لتبديد تهديداته. وعدّت أيضا عدم تدخل جون بولتون الذي يطالب باستمرار الضغط على كوريا الشمالية، من إيجابيات القمة. لكنها أشارت إلى أن مشروع ترمب لنزع أسلحة كوريا الشمالية ورفع العقوبات عنها، لم يرافقه مشروع عملي.
وتابعت أن زعيم كوريا الشمالية جلس إلى طاولة المفاوضات في حالة من "التوازن الاستراتيجي" بعدما تحولت بلاده إلى قوة نووية وتملك صواريخ باليستية بإمكانها الوصول إلى الولايات المتحدة. انطلاقا من هذا، رأت أن الأسلحة النووية بيد كيم مهمة من أجل استخدامها أداة للحوار مع الرئيس الأميركي، وليس المواجهة.

وتشير الصحيفة إلى 3 أهداف تسعى وراءها بيونغ يانغ لحل مشكلتها النووية؛ أولها: تحسين العلاقات مع الصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة. ثانيها: الحصول على مساعدات اقتصادية وتعاون اقتصادي. ثالثها: رفع العقوبات.

حملت افتتاحية الصحيفة بعض الرسائل الداخلية عندما أشارت إلى حكمة كيم في احتواء خطر ترمب للخروج من المأزق الاقتصادي، وقالت إنه يتبع أهدافًا استراتيجية في تعاونه مع الإدارة الأميركية، وتوقعت أن تحرز كوريا الشمالية تقاربا أكبر من دول مثل روسيا والصين وكوريا الجنوبية.

ونوهت الصحيفة بأن الهدف النهائي من اللقاء هو التوصل إلى أقل ما يمكن من علاقات قائمة على نيات صادقة وبناء الثقة بين الجانبين، وتقييم الطاقات الموجودة، بدلا من الحصول على نتائج عاجلة وأهداف وتوقعات قائمة على الحاجات الاستراتيجية للجانبين

لكن الجانب الأهم في افتتاحية الصحيفة إشارتها إلى إمكانية تطبيق نموذج كوريا الشمالية مع إيران. وأشارت إلى ما ورد على لسان ترمب في مؤتمره الصحافي بسنغافورة. وقالت إن القضية حسب ترمب "نفوذ إيران الإقليمي".

كما لفتت إلى أهمية الرهان على سياسة مستقلة حول إيران من جانب ترمب للوصول إلى حوار من دون التأثر بحلفائه الإقليميين. وقالت إن التحدي الأساسي أمام اتفاق كبير مع إيران هو قائمة المطالب الكثيرة التي يريد ترمب الحصول عليها من إيران.

وفي تقرير آخر، عدّت الاتفاق بين بيونغ يانغ وواشنطن خطرًا على إيران ومستقبل الاتفاق النووي، وقالت إن المخاوف من العقوبات تتعمق، وهو ما يشير إليه أغلب المحللين الإيرانيين، وفق الصحيفة.

بدورها، أطلقت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية على القمة عنوان: "القمار الكبير"، وقالت إنها جاءت نتيجة إدراك كيم الثمن والخطر الذي يواجه كوريا الشمالية إذا ما تابع استراتيجية المواجهة، كما أوضحت أن كيم قرر تغيير سلوكه على خلفية التحديات الاقتصادية التي تواجه المواطن الكوري الشمالي. ورأت أن كيم يسير على خطى الصين في تحويل بلاده من العزلة إلى بلد اقتصادي قوي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحف الإيرانية تتابع باهتمام القمة الأميركية ــ  الكورية الصحف الإيرانية تتابع باهتمام القمة الأميركية ــ  الكورية



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:17 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

دنيا سمير غانم تعود للسينما بـ«الجارادية»
 العرب اليوم - دنيا سمير غانم تعود للسينما بـ«الجارادية»

GMT 17:57 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

مقتل وإصابة 4 أشخاص في انفجار غرب كابول

GMT 04:39 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

انتشال 60 جثة من مجمع ناصر الطبي في خان يونس

GMT 17:53 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

عواصف رعدية وفيضانات بجنوب الصين

GMT 23:25 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

إياد نصار يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 02:10 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

كما يقول الكتاب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab