مستقبل كاتالونيا الاقتصادي سيكون غامضًا بينما الاقتصاد الإسباني سيستمر في النمو
آخر تحديث GMT23:17:01
 العرب اليوم -

محللون يرون أن استقلاله عن إسبانيا لن يكون مجدياً اقتصاديا قبل 20 سنة

مستقبل كاتالونيا الاقتصادي سيكون غامضًا بينما الاقتصاد الإسباني سيستمر في النمو

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مستقبل كاتالونيا الاقتصادي سيكون غامضًا بينما الاقتصاد الإسباني سيستمر في النمو

مستقبل غامض ينتظر اقتصاد كاتالونيا
برشلونة - العرب اليوم

لا شك بأن إعلان كاتالونيا الاستقلال عن إسبانيا سيخرجها فوراً من الاتحاد الأوروبي، وعليها لاحقاً تقديم طلب انضمام سيكون نقاشه والموافقة عليه صعباً، هذا ما يؤكده أكثر من مفوض في الاتحاد. ولذلك يرى محللون اقتصاديون أن مستقبل كاتالونيا الاقتصادي سيكون غامضًا، بعكس حجج الاستقلاليين التي تتردد منذ 2012 بالتركيز على أن الاقتصاد الكاتالوني سيصبح أفضل حالاً مع الانفصال ، خصوصًا أن مفوضون أوروبيون، أن مدريد أفشلت معظم مساعي برشلونة في الحصول على حلفاء لها في بروكسل مقر المفوضية، وأن مدريد ستعارض بقوة أي اعتراف أوروبي باستقلال كاتالونيا (إذا حصل إعلانه) لأنه يخرق الدستور الإسباني، وبالتالي القوانين الأوروبية ذات الصلة.

وكانت سلطات إسبانيا قللت من أهمية تلك النزعة الاستقلالية بالرهان على أنها ستزول أو تخف حدتها مع عودة الاقتصاد إلى النهوض. لكن شيئا من هذا القبيل لم يحصل؛ إذ على الرغم من تجاوز الأزمة نسبياً وعودة الاقتصاد الإسباني إلى إظهار علامات نمو، تعاظمت ضغوط الانفصاليين الأقوياء على الحكومة الكاتالونية المحلية للمضي قدماً في دعوات الاستقلال حتى حصل الاستفتاء. ويستمر هؤلاء في الضغط لمنع أي تراجع عن المسار الانفصالي.

وتحت شعار "إسبانيا تسرقنا" الذي صرخ به الاستقلاليون خلال سنوات الأزمة، حاول الكاتالونيون الاشارة إلى تفاقم عجز الميزانية المحلية بسبب ارتفاع المساهمة في الصناديق الوطنية من دون الحصول على استثمارات كافية في المقابل. ويردد الاقتصاديون الإسبان بأن ذلك "كلام حق يراد به باطل؛ لأنه يتجاهل كلفة البنية الأساسية للدولة الإسبانية ككل، وسيعرف الكاتالونيون حجم هكذا كلفة عندما ينفصلون ويقع على عاتقهم مبالغ مليارية لازمة لقيام دولة ببناها المختلفة".

ويشير اقتصاديون في جامعة "ساراغوس" إلى أن الاستقلال لن يكون مجدياً اقتصاديا قبل 20 سنة، وهذه هي الفترة التي احتاجت إليها الدول التي انبثقت عن تفتت جمهورية يوغوسلافيا السابقة حتى عرفت اقتصاداتها طريق النمو وبعض الازدهار. وفي فترة طويلة كهذه سيكون الثمن باهظاً؛ لأن كاتالونيا ستتخبط خلالها بينما الاقتصاد الإسباني سيستمر في النمو ليتسع الفارق كثيراً.

ويبلغ الناتج الكاتالوني حالياً 221 مليار يورو، ويشكل 19 في المائة من إجمالي ناتج إسبانيا، لكن الانفصال الحاد مع قطيعة عدائية قد يكبد الكاتالونيين أثماناً لا يستطيعون تقديرها كلها الآن. ويقول تقرير صادر عن جامعة أدنبرة: إن وضع الحدود بقطيعة صارخة سيؤدي فوراً إلى فقدان الناتج الكاتالوني بين 3.8 و6.1 في المائة. ويجب ألا ننسى أن مدريد ستطلب من برشلونة تحمل جزء من الدين الوطني العام البالغ الآن 1107 مليار يورو. وبذلك؛ سترتفع نسبة الدين الكاتالوني من 35.2 في المائة من الناتج، إلى نحو 100 في المائة فوراً، علما بأن حجمه حالياً 75.4 مليار يورو فقط... وسيفرض ذلك تحديات على الاقتصاد الوليد، ولا سيما في جانب صعوبة الحصول على تمويل؛ وبأي أسعار فائدة كانت.

وإذا وقع الطلاق الصعب وتوترت العلاقات، فإن التبادل التجاري والاستثماري بين كاتالونيا وجارتها إسبانيا سيكون بوتيرة أقل مما هو متاح حالياً. ويقدر اقتصاديون في جامعة مدريد الكلفة بخسارة الناتج الكاتالوني ربع قيمته في المرحلة الأولى إذا حصل الانفصال من دون تفاوض ودي على رعاية المصالح المتبادلة. فالشركات الكبرى التي تتخذ من برشلونة مقراً لها لن تغامر بالبقاء وستنتقل إلى مدن إسبانية أخرى، كما أعلن ذلك في الأيام القليلة الماضية عدد من تلك الشركات وبعض البنوك الكبيرة. فالرساميل تكره حالات اللايقين القانونية والسياسية والضريبية، ولا تفرط فيما هو ممكن من سبل التمويل... ولن تستمر طويلاً مقولة أن برشلونة مدينة جاذبة؛ لأنه لا مقارنة بين سوق تعداد سكانها 7.5 ملايين نسمة مع السوق الإسبانية والأوروبية الأكبر بما لا يقاس. أما الشركات الصغيرة، فهي أقل قدرة على التحرك والانتقال لأن سوقها وعملاءها في المحيط القريب، لكنها قد تحمي نفسها بتوطين حساباتها في بنوك خارج كاتالونيا.

ويذكر أن للشركات الكاتالونية علاقات قوية مع المحيط الإسباني الذي يشكل سوقاً لنحو 40 في المائة من مبيعات تلك الشركات. وللمثال، تصدّر كاتالونيا إلى ولاية آراغون الإسبانية القريبة منها ما قيمته 11.5 مليار يورو سنوياً، مقابل 10.4 مليار إلى فرنسا و5.5 مليار إلى ألمانيا... لذا؛ فأي انفصال يعرقل نمو التبادل، سيكون بخسائر شبه مؤكدة في السنوات الخمس المقبلة، بحسب معظم المحللين.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل كاتالونيا الاقتصادي سيكون غامضًا بينما الاقتصاد الإسباني سيستمر في النمو مستقبل كاتالونيا الاقتصادي سيكون غامضًا بينما الاقتصاد الإسباني سيستمر في النمو



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
 العرب اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 16:00 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تعلن شرطها للعودة إلى السينما
 العرب اليوم - دينا فؤاد تعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 14:16 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية
 العرب اليوم - "فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 15:31 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

شهداء وجرحى في قصف جوي إسرائيلي على قطاع غزة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 6.4 درجة يضرب جنوب غرب اليابان

GMT 19:19 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

مصرع وإصابة 102 شخص في أفغانستان جراء الفيضانات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab