وصلت مدرعات وناقلات عسكرية إلى جبهة الموصل في العراق، لاستئناف المعارك التي توقفت بسبب قصف منازل قتل فيه عشرات المدنيين، فيما اعتبر المجلس المحلي لقضاء الموصل أن ما يجري في الجانب الأيمن من قتال عسكري هو عمليات تدمير للمدينة، وليس تحرير، منبهًا إلى نسبة الخراب وصلت إلى 80%.
ويأتي ذلك في وقت أكد فيه قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، الجنرال جو فوتل، أن مقتل عدد كبير من المدنيين في ضربات جوية في الموصل يشكل "مأساة رهيبة"، دون أن يقر رسميًا بأن التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، شن هذه الغارات. وقال فوتل، في بيان له: "نجري تحقيقًا حول هذا الحادث لنحدد بالضبط ما حصل، ونواصل اتخاذ إجراءات استثنائية لتجنب ضرب المدنيين".
وأكدت قوات التحالف، السبت، أنها وجهت ضربات إلى القطاع الذي سقط فيه العدد الكبير من المدنيين، غرب الموصل. وقال مسؤولون عراقيون وشهود إن الضربات الجوية ضد المتطرفين، خلال الأيام الماضية، أدت الى مقتل مدنيين يتراوح عددهم بين العشرات والمئات، لكن لم يمكن التأكد من الحصيلة من مصدر مستقل.
وأضاف فوتل، في بيانه، أن المعركة في الموصل صعبة، بسبب اختلاط المتطرفين بالمدنيين، مبينًا أن القوات العراقية وقوات التحالف اتخذت تدابير لتخفض بأكبر قدر ممكن معاناة السكان.
وتمكن أكثر من 200 ألف شخص من الفرار من غرب الموصل، منذ شهر، وفق السلطات العراقية، لكن نحو 600 ألف لا يزالون داخل المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون، وضمنها ثلثا المدينة القديمة، وفق الأمم المتحدة. وقال مسؤول في الشرطة الاتحادية العراقية إن نحو ٨٠ مدرعة عسكرية وناقلة جند وصلت إلى المنطقة القديمة في الجانب الأيمن من الموصل، استعدادًا لاستئناف العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" المتطرف. ولفت إلى أن العمليات العسكرية ستشهد أسلوبًا جديدًا، حفاظًا على أرواح المدنيين العزل، دون الخوض في تفاصيله.
واعتبر عضو المجلس المحلي لقضاء الموصل، زهير الجبوري، الإثنين، أن ما يجري في الجانب الأيمن من قتال عسكري هو "عمليات تدمير للمدينة وليس تحريرًا"، لافتًا إلى نسبة الخراب وصلت إلى 80%. وقال الجبوري، في تصريح صحافي، إن هناك إبادة لأهالي مدينة الموصل جراء العمليات العسكرية، مشيرًا إلى أن نسبة تدمير البنى التحتية وصلت إلى 80%، وأكثر الأضرار في بيوت المدنيين.
وأضاف أن تنظيم "داعش" يتعامل مع المناطق التي تحررها قبل القوات الأمنية على أنها خارج "أرض الخلافة"، و"تابعة للمرتدين"، وبالتالي يقصفها بشكل جنوني، مبينًا أن القوات الأمنية تقصف المناطق في الجانب الأيمن من الموصل بمقذوفات "الهاون"، وتتعامل معها على أنها مناطق مفتوحة وليست سكنية.
والجدير بالذكر أن شخصيات سياسية واجتماعية اتهمت العمليات المشتركة، المسؤولة عن عمليات تحرير الموصل، بتنفيذ "مجزرة" في الساحل الأيمن، من خلال قصف جوي لمنازل في داخلها مدنيون، وقتل المئات منهم، إلا أن قيادة العمليات نفت تلك الأنباء، وحمَّلت تنظيم "داعش" المسؤولية.
وقال مصدر محلي في نينوى إن مسؤول "الشرطة الإسلامية" في تنظيم "داعش" داخل مركز قضاء تلعفر، غرب الموصل، أصيب بجروح حرجة، وقتلت زوجته في انفجار عبوة لاصقة، ثُبتت أسفل مركبته في الضواحي الجنوبية للقضاء، حيث يقع منزله. وأضاف المصدر أن أغلب عمليات استهداف قادة "داعش" تأتي في سياق تنافس القيادات على المناصب والمكاسب، بعد ضعف مركزية التنظيم عقب معركة تحرير الموصل.
وأعلن مدير منظمة ديالى لحقوق الإنسان، طالب الخزرجي ، أن قوات "البيشمركة" الكردية اعتقلت، أخيرًا، أحد عناصر تنظيم "داعش"، الذي اعترف خلال التحقيق معه بوجود مقبرة جماعية لضحايا التنظيم في أطراف ناحية السعدية، التي تقع على بعد 60 كيلومترًا شمال شرقي بعقوبة.
وأضاف الخزرجي، أن قوات "البيشمركة" حددت بدقة موقع المقبرة، والتي ستُفتح خلال الأسابيع المقبلة، بعد الحصول على الموافقات القضائية اللازمة، موضحًا أن ضحايا المقبرة هم ممن جرى إعدامهم من قبل "داعش" أثناء فترة سيطرته على ناحية السعدية، بعد حزيران / يونيو 2014.
وقال الخزرجي" "المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد وجود أكثر من 100 مدني مفقود، لم يعرف مصيرهم حتى الآن في السعدية، أغلبهم كانوا محتجزين لدى التنظيم في السعدية، ونسعى من خلال التنسيق مع القوى الأمنية إلى معرفة مصيرهم".
وأعلنت قيادة عمليات بغداد، الإثنين، في بيان لها، أن قوة أمنية من فرقة مشاة 17 نفذت عددًا من واجبات التفتيش، ضمن مناطق العمية والكراغول، جنوب بغداد، مبينة أن القوة تمكنت من العثور على ثماني قذائف مختلفة الأنواع، مع خمسة لترات من المواد المتفجرة.
وأعلنت قيادة عمليات بغداد، في وقت سابق، الإثنين، ضبط صواريخ محلية ومقذوفات "هاون"، ضمن منطقة العرسان، غرب بغداد، فيما أعلنت، الأحد، العثور على حزام ناسف شمال العاصمة. وأفاد مصدر في الشرطة، الإثنين، بأن عبوة ناسفة مزروعة على جانب طريق قرب سوق شعبي، في منطقة الرضوانية، جنوب غربي بغداد، انفجرت، ظهر الإثنين، ما أسفر عن إصابة مدنيين اثنين.
أرسل تعليقك