مقتل ضابط إيراني في حلب وغارات روسية على أحيائها وسقوط 28 عنصرًا حكوميًا في تدمر

استعادت القوات الحكومية السورية مدعومة بمقاتلي "لواء القدس" التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، السيطرة على مخيم "حندرات" الفلسطيني شمال مدينة حلب، في وقت تعرضت فيه الأحياء الشرقية من المدينة لقصف جوي عنيف تسبب بوقوع دمار كبير وسقوط قتلى وجرحى، بينما واصلت فصائل المعارضة التقدم في ريف حماة لتضيف إلى مناطق سيطرتها قريتين جديدتين هما كراح وخفسين ، فيما تعرَّض مطار السين العسكري في ريف دمشق لهجوم عنيف من مسلحي تنظيم "داعش" المتطرف.

وقال مصدر ميداني لـ"العرب اليوم" إن تنظيم "داعش" شنَّ هجومًا عنيفًا على مطار السين في ريف القلمون الشرقي في محاولة للسيطرة عليه، مبينا أن القوات الحكومية بتغطية من الطيران الحربي الروسي تمكنت من صد الهجوم وإيقاع خسائر كبيرة بالتنظيم. وحسب المصدر سقط مالا يقل عن 30 قتيلا و50 مصابا بين مسلحي التنظيم خلال الهجوم الفاشل إضافة إلى تدمير 17 آلية متنوعة قرب المطار الذي يشكل قاعدة جوية رئيسية إلى جانب مطار الضمير في ريف دمشق لإقلاع الطائرات الحكومية بعد خروج عشرات المطارات في سورية من سيطرة القوات الحكومية.

وفي ريف دمشق الغربي حصل تبادل لإطلال النار بين فصائل المعارضة المسلحة في بلدة الهامة ومدينة قدسيا والقوات الحكومية التي قصف بالمدفعية المتوسطة والرشاشات الثقيلة قصفت بلدة الهامة. وذكرت مصادر محلية أن القصف وقع وسط اشتباكات بين القوات الحكومية بمساندة الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي المعارضة من جهة أخرى في منطقة الخياطين على أطراف مدينة قدسيا دون ورود معلومات عن سقوط قتلى.

وفي حلب أكد مصدر ميداني لـ"العرب اليوم" سيطرة مقاتلي القوات الحكومية و"لواء القدس" التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي يترأسها أحمد جبريل وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة التي اضطرت للفرار نتيجة القصف الجوي العنيف الروسي. وكانت القوات الحكومية خسرت مخيم حندرات الواقع شمال شرق مدينة حلب بحوالي 13 كم مطلع الاسبوع الجاري  بعد سعات قليلة على سيطرة القوات الحكومية عليه.

وفي حلب قالت مصادر من المعارضة إن الطيران الحربي الروسي استهدف صباح اليوم الفرن الآلي في مدينة عندان بريف حلب بعدة صواريخ أسفرت عن اشتعال النيران في الفرن بشكل كبير، ودمار في معدات الفرن والبناء، ما تسبب بخروجه عن الخدمة، وتوقفه عن العمل بشكل كامل، حيث قامت فرق الدفاع المدني بإخماد الحرائق الناجمة عن القصف. ولفتت المصادر إلى أن الطيران الروسي شن صباح اليوم غارة جوية على حي قاضي عسكر بمدينة حلب في حين شنت طائرات أخرى غارات جوية على أحياء حلب القديمة تزامناً مع محاولات تقدم القوات الحكومية عليها.

وتجددت الاشتباكات في أحياء حلب القديمة، حيث شن الطيران الحربي غارات جوية على الأحياء المجاورة وعلى نقاط الاشتباك، بينما تعرضت مناطق في حي الراشدين وأطراف حي الزهراء غرب حلب ومشروع 1070 جنوب غرب حلب، وبلدة القراصي وخان طومان بالريف الجنوبي ومناطق أخرى في بلدة كفرحمرة، ومدينة عندان بالريف الشمالي لقصف جوي ومدفعي خلف أضرار مادية.

وأعلنت مواقع موالية للحرس الثوري الإيراني مقتل العقيد محمد رضا زارع الواني خلال المعارك في سورية. وحسب المواقع قتل العقيد في معارك مدينة حلب الأخيرة، والذي تشارك فيها قوات خاصة من الحرس الثوري إلى جانب القوات الحكومية. وكانت وكالة أنباء فارس الإيرانية أعلنت الأحد الفائت مقتل 12 عنصرًا من الحرس الثوري الإيراني، ضمن الاشتباكات الدائرة مع فصائل المعارضة وهم  9 من "لواء زينبيون" الباكستانية و3 من "لواء فاطميون" الأفغانية، والتي تقاتل تحت إمرة "الحرس الثوري" الإيراني، قتلوا في معارك حلب، دون أن تحدد زمان مقتلهم.

في هذه الأثناء وصفت منظمة "أطباء بلا حدود" على لسان رئيسة المنظمة، الوضع في مدينة حلب بالكارثي وأنه يسير نحو الهاوية, مشيرة إلى أن مستشفيين تدعمهما في حلب الشرقية تعرضا لأضرار بالغة جراء قصف عشوائي على المدينة، فتوقفت جميع أنشطتهما.

وجاء في بيان لها حول أوضاع المستشفيات في حلب: أن من بين ثمانية مستشفيات متبقية في حلب الشرقية، كانت أربعة منها بقدرات جراحية، لم يتبق منها الآن سوى اثنين, ولفتت الى تدهور الوضع الطبي لدرجة أن  نزلاء المستشفيات في حلب تنزع عنهم الأجهزة التي تبقيهم على قيد الحياة لمعالجة العدد الكبير من الجرحى، وإن الأطباء ينتظرون حتفهم.

ويقول رئيس بعثة "أطباء بلا حدود" في سورية، كارلوس فرانسيسكو: إنه وفق مصادر طبية عدة هنالك فقط سبعة أطباء جراحين متبقين، يخدمون سكان المنطقة المقدر عددهم بـ250 ألف شخص, في وقت تتعرض فيه حلب الشرقية لحصار منذ شهر يوليو/تموز، وتعاني من أعنف قصف عشوائي منذ بداية الحرب.

وأكدت المنظمة أنه منذ الأربعاء الماضي استقبلت مستشفيات مدينة حلب الشرقية المحاصرة أكثر من 270 قتيلًا و800 جريح, داعية إلى إخلاء الجرحى والمرضى الذين حالتهم حرجة إلى خارج أحياء حلب الشرقية.

واقترحت روسيا، الخميس، إعلان هدنة لمدة 48 ساعة في مدينة حلب السورية، مؤكدةً في الوقت ذاته رفضها لاقتراح تقدمت به واشنطن لتحقيق هدنة من 7 أيام في المدينة، حسب وسائل إعلام روسية.

وذكرت شبكة “روسيا اليوم” الإخبارية عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، اليوم، إن موسكو اقترحت إعلان هدنة لمدة 48 ساعة في حلب. ونقلت الشبكة عن نائب وزير الخارجية الأميركي، سيرغي ريابكوف، قوله نرفض الاقتراح الأميركي بهدنة من 7 أيام في حلب.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، هدد نظيره الروسي سيرغي لافروف، بوقف تعاون بلاده مع موسكو في الملف السوري، إذا لم توقف روسيا والقوات الحكومية فوراً غاراتهما على حلب شمالي البلاد، والعودة إلى وقف الأعمال العدائية.

وذكر بيان أصدرته الخارجية الأميركية أمس، أن كيري أخبر لافروف في مكالمة هاتفية “أن الولايات المتحدة بصدد اتخاذ إجراءات لوقف التعاون الثنائي الروسي الأميركي في سوريا، بما في ذلك إنشاء مركز التنفيذ المشترك، ما لم تتخذ موسكو خطوات فورية لإنهاء الاعتداءات على حلب، والعودة إلى وقف الأعمال العدائية”.

وفي حماة تمكنت فصائل المعارضة ضمن المعارك الدائرة مع الريف الشمالي في ريف حماة، من السيطرة على قريتي كراح وخفسين وحواجز جديدة محيطة بالقريتين للقوات الحكومية. وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة اندلعت فجراً سبقها تمهيد مدفعي وصاروخي عنيف على مواقع القوات الحكومية في بلدات كراح وخفسين، تمكن مقاتلو المعارضة خلالها من السيطرة على جميع الحواجز ومنها الخزان وسعدو شرقي بلدة معان، وحواجز الشيلكا والتفتيش شرقي بلدة الكبارية.

وأعلنت غرفة عمليات "مروان حديد" التابعة للمعارضة المسلحة السيطرة على حاجزي السعدو والخزانات واغتنام أربعة دبابات وعربتي BMB بالإضافة لأسلحة وذخائر متنوعة بالتزامن مع عمل آخر على قريتي كراح وخفسين, تمكنوا على إثره من السيطرة على القريتين وحاجز التفتيش شرقي كراح وحاجز الشيلكا شرقي قرية الكبارية المحررة حديثاً. وشنَّ الطيران الحربي عشرات الغارات الجوية استهدف مدن وبلدات قريبة من مناطق الاشتباك في ريف حماه، مخلفة قتلى وجرحى, عقب التقدم الذي حققته المعارضة بريف حماه الشمالي.

وفي إدلب شن الطيران الحربي السوري غارات جوية عدة استهدفت الأحياء السكنية في مدينة خان شيخون، خلفت شهداء وجرحى. وقال مصادر المعارضة إن الطيران الحربي استهدف الحي الشمالي في المدينة بالقنابل العنقودية، خلفت 4 قتلى بينهم طفل، وعدد من الجرحى، قامت فرق الدفاع المدني بنقلهم للمشافي الطبية في المدينة.

وفي حمص قال مصدر ميداني لـ"العرب اليوم" إن القوات الحكومية قررت إيقاف عمليتها العسكرية في منطقة تلة الصوانة شمال غرب مدينة تدمر بحوالي 60 كم وتحويل وجهة عملياتها باتجاه الشمال الشرقي نحو حق المهر وذلك بسبب المقاومة العنيفة من مسلحي "داعش". واضاف المصدر إن العملية فشلت في تحقيق أهدافها التي كانت تتمحور على السيطرة على تلة الصوانة كنقطة انطلاق للتوجه إلى حقل الشاعر النفطي واستعادته من تنظيم "داعش"، مبينًا أن سبب توقيف العملية العسكرية يعود إلى الخسائر الكبيرة التي تكبدتها القوات الحكومية وسوقط أكثر من 28 قتيلا بين صفوفهم خلال اليوم وأمس.

وتعاني القوات الحكومية من نقص كبير في الأعداد بريف تدمر الشرقي بعد ان سحب غالبية عناصر الجيش الحكومي إلى معارك حلب وتكليف مقاتلي الدفاع الوطني وجمعية البستان التي يمولها رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد بمهام القتال على هذه الجبهة.