وصول سيارات حديثة ومئات المتطرفين إلى قضاء الحويجة للتمركز فيها
آخر تحديث GMT11:18:22
 العرب اليوم -

أكثر من 1000 داعشي ينوون تنفيذ عمليات في الزركة والفتحة ومكحول

وصول سيارات حديثة ومئات المتطرفين إلى "قضاء الحويجة" للتمركز فيها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - وصول سيارات حديثة ومئات المتطرفين إلى "قضاء الحويجة" للتمركز فيها

الحكومة المحلية في قضاء الحويجة التابعة لمحافظة كركوك
بغداد - نجلاء الطائي

أكّدت الحكومة المحلية في قضاء الحويجة التابعة لمحافظة كركوك، عن وصول عدد كبير من السيارات الحديثة إلى قضاء الحويجة لاستخدامها من قبل تنظيم داعش، بعد تدمير وحرق غالبية عجلات التنظيم المتطرف من قبل طيران التحالف الدولي، فيما تخوض القوات الأمنية معارك عنيفة لتحرير ما تبقى من مدينة الموصل الحدباء من قبضة تنظيم "داعش"، لتقترب من تحرير كامل الموصل القديمة.

وقال خورشيد، إن "الحديث عن محاصرة داعش في الحويجة مجرد كلام، لأن أكثر من 1000 مسلح من داعش دخلوا قضاء الحويجة بعد اشتداد المعارك في الموصل، إضافة إلى دخول العديد من السيارات الحديثة إلى القضاء وهذا محل استغراب".

وأشار خورشيد إلى أن "متطرفي "داعش" ينوون القيام بعمليات إرهابية واسعة في الأيام المقبلة في حدود الزركة والفتحة ومكحول". فيما تخوض القوات الأمنية معارك عنيفة لتحرير ما تبقى من مدينة الموصل الحدباء من قبضة تنظيم "داعش" ، لتقترب من تحرير كامل الموصل القديمة . وعلى بعد خطوات فقط تنتصب في أرض حرام تفصل بين المتحاربين قاعدة المئذنة الحدباء التي ظلت تطل على المدينة على مدار 850 عامًا حتى قام المتشددون بتلغيمها ونسفها في الأسبوع الماضي.

ويقتضي الوصول إلى هذا العمق في الموصل القديمة أن ينزل جنود جهاز مكافحة الإرهاب من عربات الهمفي المدرعة والسير عشر دقائق في متاهة من الأزقة الضيقة التي لا تتسع في بعض المناطق سوى لمرور رجل واحد.

ويعبر الجنود من خلال فتحات في الجدران ويدخلون بيوتًا وأفنية مهجورة ينتشر فيها الركام.

والمباني في هذه المنطقة شديدة الكثافة لدرجة أن السيارات لا يمكنها المرور فيها كما أن الضربات الجوية ستتسبب على الأرجح في أضرار وخسائر بشرية واسعة غير مقصودة.

وأصبحت معركة استعادة العاصمة الفعلية لتنظيم "داعش" في العراق تقتصر على مجموعة من الجنود العراقيين مسلحين ببنادق هجومية يناورون سيرا على الأقدام عبر قلب المدينة بأزقته الترابية. وتسببت الاشتباكات العنيفة والقتال المتلاحم بين القوات الخاصة ومقاتلي التنظيم الذين اكتسبوا خبرة قتالية كبيرة في إلحاق أضرار شديدة بالمدينة القديمة حتى أصبح من الصعب التمييز بين البيوت وأفنيتها.

ومنذ تسعة أيام اقتحمت القوات العراقية المدينة القديمة التي تمثل الهدف الأخير لحملة عسكرية بدأت قبل ثمانية أشهر لاسترداد الموصل. ويوم الاثنين سيطرت القوات على حي الفاروق المواجه للمئذنة الحدباء وجامع النوري ويوم الثلاثاء قال الجيش إنه استعاد حي المشاهدة.

ومثل الأحياء التاريخية في العواصم العربية الكبرى كالقاهرة ودمشق توجد في مدينة الموصل القديمة سوق شعبية وبضعة مساجد وكنائس وتنتشر البيوت الصغيرة التي أعيد بناء بعضها فوق بعض على مر العصور.

وترجع أغلب الأبنية الحجرية إلى فترة العصور الوسطى غير أن بعضها أقدم من ذلك. وقد تسببت مبادرات التطوير والإهمال الطويل في إحداث أضرار جسيمة قبل أن يسيطر التنظيم على المدينة غير أن المئذنة الحدباء، التي كانت ترتفع 45 مترا في سماء الموصل، ظلت قائمة كرمز خاص بالمدينة خلال تلك التحولات.

وقد قال رئيس الوزراء العراقي إن تدمير المئذنة يرقى إلى مستوى الاعتراف بالهزيمة من جانب الدولة الإسلامية.

فعلى منبر هذا المسجد كانت المرة الوحيدة التي ظهر فيها أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم على الملأ قبل ثلاثة أعوام ليعلن قيام دولة الخلافة التي تتهاوى أركانها الآن.

وقالت مصادر عسكرية أميركية وعراقية إن البغدادي ترك القتال في الموصل لقادة محليين ومن المعتقد أنه يختبيء في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا. ويقدر الجيش العراقي أن مايصل إلى 350 متشددا مازالوا محاصرين في المناطق الباقية من المدينة القديمة متحصنين بين المدنيين في بيوت متداعية ويستخدمون الشراك الخداعية والتفجيرات الانتحارية ونيران القناصة على نطاق واسع لإبطاء تقدم القوات الزاحفة من الغرب والشمال والجنوب.

ويقول من تمكنوا من الهرب إن أكثر من 50 ألف مدني محاصرون خلف خطوط الدولة الإسلامية ولديهم كميات لا تذكر من الغذاء والماء والدواء. ولم يظهر أثر لأي منهم يوم الثلاثاء في المناطق التي تخضع لسيطرة القوات الحكومية في المدينة القديمة. ولاتزال بضعة أحياء خارج سيطرة القوات العراقية. ورغم أن السلطات تتوقع أن ينتهي الهجوم في الأيام القادمة فما زال تقدم القوات عملية مضنية.

وفي باحة بيت متهدم يطلق جندي طائرة صغيرة دون طيار. وبينما كانت ترتفع بأزيزها في السماء تجمع الضباط على أريكة لتفقد الدفاعات المعادية من خلال بث الفيديو الذي يستقبلونه من الطائرة.

وقال جنود ممن ينطلقون عبر أزقة تسدها حجارة وقطع أثاث إن القناصة والمفجرين الانتحاريين مازالوا مصدر المقاومة الرئيسي من جانب الدولة الإسلامية. ويتداول الجنود فيما بينهم سبل التكيف مع القتال خارج عرباتهم الهمفي. بحسب رويترز

وقال جندي إن المواجهة ليست مباشرة مضيفا "أحيانا يخرجون فجأة من ناصية".

سياسيا يعاني المشهد السياسي العراقي من ارتباك واختناقات تزيده التباساً وتعقيداً لصعوبة إدراك واقعه، ويتجسد ذلك، بنحو واضح، في مأزق الأحزاب الشيعية الكبرى، التي تبدو عاجزة عن التجدد على الرغم من مناوراتها من خلال دعواتها إلى التسوية التاريخية والأغلبية السياسية وبناء تحالفات غامضة مع بعض القوى السياسية.

يرى المحلل العسكري والاستراتيجي اللواء هاشم السامرائي خلال حديث صحفي  "العائق الأكبر الذي يواجه القيادات الشيعية والسُنيّة التقليدية، على حد السواء، بمن فيها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، هو ما يتعلق بخطط ميليشيات الحشد لحكم العراق بعد الانتهاء من الحرب على داعش"، مشيراً إلى أن "التحرك العلني لهذه الميليشيات لخوض الانتخابات البرلمانية، في مسعى منها لنيل منصب رئيس وزراء العراق الذي يرنو إليه هادي العامري وأبومهدي المهندس".

ويتابع "أن المالكي، المستظل بالميليشيات الإيرانية والذي يطرح نفسه كمؤسس للحشد الشعبي، لم يتورع عن مغازلة واشنطن، كي يعود مجدداً إلى سدة الحكم، عارضاً عليها رسائل مفادها إنّ مخاوفه من هذه الميليشيات لا تقلّ عن المخاوف الأميركية منها، مبلغاً الأميركيين استعداده لضرب الفصائل الموالية لإيران في العراق وحتى ضرب مصالح إيران المباشرة في العراق، إذا ضمن دعم واشنطن لعودته إلى رئاسة الحكومة".

تمتلك ميليشيات الحشد الشعبي جناحين، وقد تسبب موقف بعض قياداتها، الداعي إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة، والدفع بشخصيات تكنوقراط مرتبطة بالميليشيات في حدوث شرخ داخلها، إذ يرفض المحسوبون على المرجع الديني الأعلى آية الله السيد علي السيستاني الزج بالحشد في الحديث عن الانتخابات والصراعات السياسية، التي تعصف بالبلاد.

معلوم أن ثمة خلافات بين الأكراد وبين الشيعة وبين العرب السنة المعارضين للنفوذ الإيراني وبين الشيعة الموالين لإيران، لكن الخلافات الشيعية- الشيعية تشكل مأزقاً كبيرا للوضع السياسي العراقي، فالخلافات على أشدها بين العصائب والصدريين، والحرب الباردة بين مقتدى الصدر وبين قيس الخزعلي تجعل العراقيين يستحضرون مسلسل التصفيات الجسدية بين الطرفين من خلال العبوات اللاصقة والاغتيالات بالأسلحة الكاتمة للصوت، والاشتباكات المسلحة في بغداد وبابل والناصرية بين معسكري الصدر والخزعلي خلال السنوات الماضية.

وأطلق التيار الصدري العشرات من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، غالبيتها تحمل أسماء وهمية، في حملة واسعة تضمّنت وقائع وأحداثاً وفي بعض الأحيان تسجيلات وصوراً لجرائم ارتكبتها العصائب، كالسرقة والقتل والاغتصاب والسطو المسلح والابتزاز والتطهير الطائفي، فيما شنت العصائب حملة مماثلة لكنها لم تصمد أمام الآلة الإعلامية للتيار الصدري.

ويعتقد السامرائي أن الوضع الأمني المتدهور ناجم عن خروقات تنظيم داعش، فضلاً عن انتشار المافيات والعصابات المسلحة في مدن العراق، ولا سيما البصرة وبغداد، أدت إلى تعقيد الوضع السياسي العراقي وتعميق مأزقه، بخاصة أن هناك من يرى أن الميليشيات المرتبطة بإيران تتعمد زعزعة الأمن الهش، بغية تحقيق مكاسب جديدة لها، تتمثل في تسلم الملف الأمني ببغداد حصراً للعمل على إفراغها مما تبقى من العرب السنة تنفيذاً لأجندة إيرانية بدأها المالكي في ولايته الثانية ولم تستكمل إلى حدّ الآن.

وتبدو قضية تأجيل الانتخابات البرلمانية المزمع إقامتها في أبريل 2018 وتشكيل حكومة طوارئ برئاسة حيدر العبادي، معضلة أخرى تهدد الوضع الأمني الهش في العراق، مثلما تهدد العملية السياسية برمتها، على الرغم من أن ثمة قوى سياسية سنية وشيعية وكردية، أبرزها مقتدى الصدر ومسعود البارزاني وحيدر العبادي، تدفع باتجاه تأجيل الانتخابات وتشكيل حكومة تصريف أعمال ومن ثم حكومة طوارئ تعمل لتهيئة الأجواء للانتخابات وتحديد موعدها.

تشترط بعض الكتل السنية، في حال عدم عودة النازحين إلى مناطقهم، تأجيل الانتخابات البرلمانية إلى حين تأمين المحافظات الغربية وعودة كل المواطنين، لكن سُنّة إيران يوالون الميليشيات المتنفذة ويصطفون معها في الإصرار على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر، محتجين بأن تأجيل الانتخابات مخالفة دستورية، على الرغم من أن المواد الدستورية، 72 و65 و46/ ثانيا، لم تحدد مدة حكومة تصريف الأعمال التي ستعتمد عليها الكتل السياسية التي تتبنى التأجيل أو الرافضة له.

تأجيل الانتخابات البرلمانية المزمع إقامتها في أبريل 2018 وتشكيل حكومة طوارئ برئاسة العبادي تزيد الوضع الأمني الهش تعقيدا

ويقول السامرائي، وهو الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية العراقية المعارضة، إن محاولات العبادي الرامية إلى تقريب مواقفه، أكثر فأكثر من واشنطن تثير غضب عناصر جناح إيران في البرلمان العراقي وكذلك الميليشيات الموالية لها.

وبدأوا يروجون عبر منصاتهم الإعلامية المتعددة معلومات مفادها أن "قضية حكومة الطوارئ هي رغبة أميركية سعودية إماراتية، الهدف منها الإبقاء على العبادي في الحكم".

وتزامنت هذه الهجمة الإعلامية مع الإعلان عن زيارة العبادي للسعودية، في إطار مساع إقليمية لبحث الوضع على الساحتين العراقية والسورية، وتعزيز العلاقات الثنائية بين الطرفين من خلال إنشاء مجلس تنسيق مشترك وتأمين الحدود بين البلدين بعد انهيار تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الموصل، وتجاوز مخلفات توتر ساد العلاقات بين الطرفين، عقب زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للعراق أواخر فبراير الماضي، ولقائه العبادي وكبار المسؤولين العراقيين.

تلتها زيارة وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، أواخر يونيو الماضي، إلى بغداد والتي بحث خلالها مع الحكومة العراقية الوضع في سوق النفط ومسألة تمديد اتفاق خفض الإنتاج، فضلاً عن مواقف العبادي من دول الجوار العربية.

ويضيف السامرائي “أن الخطوات التدريجية، التي يتخذها العبادي من دون ضجة، ضد عناصر محسوبة على إيران أو المالكي، مثل إبعاد قائد الفرقة السادسة في الشرطة الاتحادية، اللواء حيدر المطوري المقرب من السليماني، عن معركة الموصل، ورفضه الانصياع لرغبات مشعان الجبوري وشعلان الكريم بإقالة محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري، سببت له مشكلات مع المالكي وحلفائه”.

وفي خضم ذلك، يأتي إعلان رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني عن عزمه على إجراء استفتاء شعبي على استقلال كردستان، ليسبب نقمة شعبية وسياسية عصفت بالوضع العراقي الهش، وفككت التحالف المتين بين الشيعة والأكراد من جهة، وأثارت امتعاض العرب السنة والتركمان الذين يدركون أن البارزاني لن يتخلى عن كركوك، فاتفقوا على إقامة قواعد عسكرية في مدن الزاب والرياض وأم الخناجر والحويجة، تضم عناصر الفرقتين السادسة عشرة والتاسعة وجهاز مكافحة الإرهاب وفرقة التدخل السريع، لمنع ضم كركوك إلى إقليم كردستان.

وبينما كان مسعود البارزاني ينتظر أن يتوّج بطلا قوميا وأبا روحياً للدولة الكردية المنشودة، بإعلانه تحديد موعد الاستفتاء الشعبي لاستقلال إقليم كردستان، انهالت عليه الانتقادات من خصومه وشركائه السياسيين على حدّ سواء، وتحوّل الإعلان إلى جدل كردي كردي ومناسبة لإثارة ملفات الفساد والتعثر السياسي والاقتصادي والاجتماعي للإقليم تحت قيادة مسعود البارزاني، إذ تولى نواب حركة كوران وحزب الطالباني بمساندة النواب المقربين من المالكي حملة لإسقاط البارزاني وعائلته.

ويقودنا ذلك كله إلى أن العملية السياسية في العراق تواجه مأزقاً كبيراً قد لا تجدي معه محاولات إنقاذها التي يبذلها الجميع، ومنها مؤتمر ممثلي السنة المزمع عقده منتصف شهر يوليو المقبل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وصول سيارات حديثة ومئات المتطرفين إلى قضاء الحويجة للتمركز فيها وصول سيارات حديثة ومئات المتطرفين إلى قضاء الحويجة للتمركز فيها



GMT 22:06 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

3 عمليات حوثية ضد سفن ومدمرات أميركية وإسرائيلية

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 22:17 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين قبالة جربة

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 10:46 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا

GMT 01:08 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab