أجهزة الأمن الباكستانية ترصد العلاقة بين داعش والجماعات المتطرفة
آخر تحديث GMT11:18:22
 العرب اليوم -

بهدف توفير المجندين للتنظيم وبخاصة في المناطق القبلية

أجهزة الأمن الباكستانية ترصد العلاقة بين "داعش" والجماعات المتطرفة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أجهزة الأمن الباكستانية ترصد العلاقة بين "داعش" والجماعات المتطرفة

قوات الأمن الباكستانية
إسلام آباد - جمال السعدي

رصدت أجهزة الأمن الباكستانية وجود صلات ناشئة بين "داعش" والجماعات المتطرفة الباكستانية المحظورة، وهي الجماعات الضالعة في أغلب عمليات القتل لأغراض طائفية وهجمات إرهابية في مختلف أنحاء البلاد، حيث توفر هذه الجماعات المجندين للتنظيم داخل الأراضي الباكستانية.

وعلى نحو مماثل، فإن التمدد في صفوف "داعش" داخل باكستان وأفغانستان راجع في معظمه إلى الانشقاقات في صفوف حركة طالبان الباكستانية، والتي تتخذ من المناطق القبلية المتاخمة لباكستان وأفغانستان موئلا لها.

ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن تأسيس "داعش" في باكستان وأفغانستان يبدو أنه راجع إلى الانشقاقات الكبيرة في صفوف حركة طالبان الباكستانية وغير ذلك من الجماعات الأخرى المنشقة عن حركة طالبان الأم بهدف إعادة تصنيف الذات بطريقة ناجحة. ويقول المسؤولون إن السبيل الوحيد لمواجهة واحتواء توسع "داعش" في باكستان وأفغانستان يكون عن طريق رصد أهداف القوى الخارجية الموجودة في الدولتين. وأفاد أحد المسؤولين في باكستان "من دون أي مساعدة خارجية وأجندات مفروضة في الداخل لن يتسنى لتنظيم داعش أن يجد له مكانا في دولة مثل أفغانستان".

وعندما صرح المدير العام للاستخبارات الباكستانية، أفتاب سلطان، في شهادته أمام لجنة مجلس الشيوخ الباكستاني بأن "داعش" بات يشكل تهديدا أمنيا متناميا في الداخل، كانت شهادته تلمح إلى حقيقة واقعة باتت مقبولة على نحو صريح في أروقة الاستخبارات الباكستانية: أن مجتمع الاستخبارات الباكستاني لم ينجح حتى الآن في التحقق من مضمون وطبيعة هذا التهديد الذي يشكله "داعش" على أمن البلاد.

وقال السيد سلطان في شهادته إن أغلب الجماعات المسلحة العاملة في باكستان تتعامل بقدر من اللين والتعاطف حيال تنظيم داعش، فيما خلقت شهادته أمام مجلس الشيوخ الباكستاني حالة من الوعي الجديد بشأن وجود تنظيم داعش في المجتمع الباكستاني على المستوى المحلي العام. وقال السيد سلطان في إفادته إن الجماعات المسلحة المحلية كافة، بما في ذلك جماعة "عسكر جهنكوي"، وجماعة "جيش الصحابة"، تتعامل بقدر من اللين والتعاطف مع تنظيم داعش، وحتى حركة طالبان الباكستانية باتت تنسق مع "داعش" على الرغم من المنافسة الشديدة المحتدمة بينهما في أفغانستان. واحتلت شهادة سلطان عناوين الصحف والجرائد في اليوم التالي، ولكن لم يكن هناك الكثير في شهادته مما يمكن اعتباره الأساس الراسخ لوجود إستراتيجية أمنية تنفيذية لمواجهة التهديدات الإرهابية الناشئة.

وأقرت شهادته على نحو واضح بوجود تعاون وثيق بين "داعش" وبين الجماعات المسلحة المحلية في باكستان، غير أنه لم يتقدم بأي فكرة صريحة بشأن هيكل تنظيم داعش في المجتمع الباكستاني أو بشأن شكل التهديدات الإرهابية التي يمكن أن تتمخض عن وجود عناصر التنظيم في البلاد، بينما لم يكن هناك الكثير من التفكير بشأن التأكد من طبيعة التهديدات الأمنية التي يشكلها تنظيم داعش على المجتمع والدولة في باكستان. وعلى الرغم من حقيقة أن الحكومة الباكستانية قد أقرت على المستوى الرسمي المسؤول، عبر الاجتماعات المغلقة أو في المجال العام، بأن جهود "داعش" للتجنيد تجري على قدم وساق داخل البلاد، فليس هناك تقرير صريح أو إفادة واضحة عن أجهزة الاستخبارات يشير إلى طبيعة التهديد الذي يشكله هذا التنظيم الإرهابي الجديد على المجتمع أو الدولة في البلاد.

وفيما عدا التعليمات العامة المعنية بتحديد هويات عناصر "داعش" والإحاطة بهم ليست هناك استراتيجية حكومية ملموسة تهدف لوقف التجنيد في صفوف التنظيم، في حين يقر المسؤولون بأن الحكومة تفتقر إلى وجود مثل هذه الاستراتيجية المتماسكة للتعامل مع تهديدات "داعش"، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى عدم وجود أدلة دامغة بحوزتهم تتعلق بوجود التنظيم وعناصره داخل المجتمع الباكستاني.

ولقد خرج تنظيم داعش من سباته إثر الحملة التي شنتها إدارة مكافحة الإرهاب في البنجاب، وفق معلومات تلقتها من مكتب الاستخبارات الوطني، على التنظيم والجماعات المرتبطة به في سيالكوت عام 2016. وصرح المسؤولون الحكوميون العاملون في مجال مكافحة الإرهاب على الصعيد المدني لمراسل صحيفة "الشرق الأوسط" أن هناك جهودا متزايدة من جانب الدوائر الحكومية وأجهزة الاستخبارات بهدف تجديد تركيزها على وسائل التواصل الاجتماعي والتي في أغلب الأحيان ما تكون الوسط الذي تتواصل الجماعات المسلحة المحلية من خلاله مع عناصر "داعش" في سورية.

ولقد تم الكشف عن نقطتين من قبل المسؤولين فيما يتعلق بعمليات اعتقال العناصر الموالية لـ"داعش" في البلاد. أولا، أن أغلب أفراد تلك العناصر كانت لهم صلات سابقة بجماعة الدعوة، وثانيا، أن أجهزة الاستخبارات قد تعرفت عليهم من خلال أنشطتهم عبر ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أجهزة الأمن الباكستانية ترصد العلاقة بين داعش والجماعات المتطرفة أجهزة الأمن الباكستانية ترصد العلاقة بين داعش والجماعات المتطرفة



GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب
 العرب اليوم - ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة

GMT 08:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله بجنوب لبنان

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 09:16 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حرائق في منشآت طاقة روسية بعد هجمات أوكرانية

GMT 18:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أيهما أخطر؟

GMT 18:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

العرب واليونسكو

GMT 20:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مصر تنفي أي نقاش مع إسرائيل بشأن خطط اجتياح رفح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab