العبوات اللاصقة تثير الذعر بين السائقين العراقيين بعد السيارات المفخخة
آخر تحديث GMT06:55:34
 العرب اليوم -

مسلسل جديد لـ"داعش " لتعويض خسارته الأخيرة في نينوي

العبوات اللاصقة تثير الذعر بين السائقين العراقيين بعد السيارات المفخخة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - العبوات اللاصقة تثير الذعر بين السائقين العراقيين بعد السيارات المفخخة

العبوات اللاصقة تثير الذعر بين السائقين العراقيين
بغداد – نجلاء الطائي

ظهر مسلسل السيارات المفخخة من جديد في شوارع بغداد ، بعدما ضيق الخناق على تنظيم "داعش" في المناطق والمدن التي كان يسيطر عليها في المناطق الشمالية من العراق ، لتصبح هذه القنابل الصغيرة ، رغم أنها أقل ضررًا من السيارات المفخخة أو الأحزمة الانتحارية الناسفة ، فقهي تعد خيارًا مفضلًا لدى مجموعة كبيرة من الجماعات المتمردة ، حيث تسسهم هذه العبوات الناسفة في ازدياد عمليات العنف الصغيرة المدى ، في الإحساس المتزايد بالقلق داخل العاصمة.

وأثار زرع العبوات اللاصقة في بغداد بعد التفجير الأخير الذي حصل في سوق شعبي مكتظ  بالمارة في منطقة أبو دشير ، والتي تسببت في مقتل شرطيين فقد قام بتفككيك العبوة  التي وضعت أسفل سيارة أجرة وبعد تفكيك العبوة وفتح الطرق انفجرت السيارة ذاته على الشرطيين ، وكان السبب وجود عبوة ثانية لم يكتشفها الشرطيين .

وقال المصدر في تصريح صحافي ، "إن عبوتين ناسفتين كانتا موضوعتين بالقرب من سوق شعبية في منطقة أبو دشير التابعة لمنطقة الدورة ، انفجرت مساءًا ، مما أسفرت عن مقتل شرطيين وإصابة 8 آخرين بجروح متفاوتة".

وتسببت العبوة في إصابة منتضر الخفاجي ، ملازم في الشرطة العراقية ، التي أطاحت برجله اليمنى ، حيث تحتل الضمادات البيضاء السميكة مساحة النظر ، وتطغى على صورة منتضر العاجز عن السيطرة على دموعه.

وقال الخفاجي : "لا أريد ان أرى سيارة، لا أريد ان أرى بشرًا، أريد فقط ان أجلس قبالة البيت وأنسى" ، لتخرج كلماته متألمة وبكاؤه يشبه نعوة كهل لحياة فاتته.

فقد اعتاد الملازم أن يفكك العبوات اللاصقة كل مرة ،  ضمن اختصاصة في إزالة العبوات ، من الجزء السفلي من المحرك ليتأكد عدم وجود جسم غريبًا ألصق في أي مكان من السيارة.

وفي ذلك اليوم من شهر يناير/كانون الثاني ، فاتت العبوة الصغيرة نظره ، وانفجرت بعد نحو كيلومتر من انطلاقه ، مضيفًا "لحظة الانفجار كانت الكارثة التي لا تترك مخيلتي ، بعد أن فقدا اثنان من أصدقائي الذين كانوا بقربه ، فقد جد دخان كثيف، ورجلي اليمنى لم تعد في مكانها والثانية بقي منها لحم بسيط".

 وتابع منتضر الذي يقطن حي الشهداء من المنطقة ذاتها " ليس لي أعداء ، العراق دمرني  ، أناشد كل شريف في العالم ، ما هو ذنبي؟ أنا مهندس برتبة ملازم ماذا فعلت لاستهدف وأنا لا أنتمي إلى أي حزب؟".

 وكان إسماعيل ، الرائد في الشرطة العراقية، يقود سيارته على طريق سريع بعد انتهاء دوامه في مقر الشرطة ، فلحقت به سيارة على الطريق السريع وبدأت تشير إليه بالابتعاد.

وقال "أفسحت المجال وعندما أصبحت السيارة بموازاة سيارتي، بدأ إطلاق النار، ولم أشعر إلا بزجاج سيارتي الخلفي يتفجر ، فقد نجوت من محاولة قتلي بكاتم الصوت ، لكني أشعر أن حياتي لا تزال في خطر لأن المسلحين أصبحوا يعتمدون سياسة الاصطياد السهل ويستهدفون الموظفين الحكوميين الذين يمثلون هيبة الدولة ، كان لي حظ كبير بان نجوت، ولا حل آخر سوى أن نزيد الحذر وأن فتش سياراتنا قبل ركوبها".

 وأردف الليوتيننت كولونيل ستيفن ستوفر في وقت سابق : "يمكنك أخذ القليل من C4 أو نوع آخر من المركبات ، ثم الذهاب إلى متجر خردوات، وأخذ القنبلة معك، والبدء في تجميعها بسرعة، واضعًا بها بعض الزجاج أو الرخام، أو القطع المعدنية في مقدمتها، حينها يكون لديك قنبلة كلايمور يدوية الصنع ، وهي نوع من أنواع القنابل المضادة للأفراد".

 وتشير التقارير إلى أنّ بغداد قد شهدت في شهر يناير/كانون الأول الماضي انفجار أكثر من 30 عبوّة لاصقة محلية الصنع ، وضعت في سيارات مواطنين بعضهم سائقو أجرة وانفجرت بعد حين.

 ويعزو مسؤولون في الأمن ذلك إلى "أنّه أسلوب جديد لجماعات العنف، فعادة ما يكون المواطن معروفًا في نقطة التفتيش الخاصة في الحي أو المنطقة التي يسكن فيها، فلا يجري تفتيش سيارته ، ومع دخوله تنفجر السيارة وهو ما يؤدي إلى اتهام قوات الأمن بالفشل كذلك، قد تعمد هذه الجماعات إلى تفجير العبوة مع دخول السيارة إلى منطقة مكتظة بالمواطنين وغالبًا ما يكون سائق السيارة الضحية رجلًا كبيرًا في السن أو سيدة أو شابًا في سيارة فارهة وملابس عصرية لا يسترعي الشكّ".

وينبطح مروان العزاوي أسفل سيارته قبل أن يتوجه إلى عمله في ساعات الصباح الأولى كلّ يوم للتأكد من عدم وجود عبوّة لاصقة تحت السيارة أو في أحد جوانبها ، وبعد ذلك يشغّل السيارة ويمضي إلى عمله ، الأمر نفسه يفعله لحظة خروجه من العمل وعودته إلى المنزل.

 واستطرد العزاوي الذي يعمل في مركز شرطة الأعظمية إنّ "رعب العبوات اللاصقة لا يفارقه ولا بدّ من فحص السيارة للتأكد ، فأيّ غفلة عن ذلك قد تودي بالحياة".

 لا تقتصر العبوات اللاصقة على المنتسبين إلى الأجهزة الأمنية أو العسكرية بل تستهدف مواطنين بدوافع ثأرية أو طائفية أو أسباب أخرى مختلفة ، وهي عبوّات ذهب ضحيتها آلاف المدنيين منذ أعوام .

 وينطبق هذا الحال على جواد الأسدي الذي يعمل في إحدى الشركات التجارية ، يشير إلى "أنّ أيّ خطأ من السائق قد يعني موتًا محققًا ، لذلك كلّما أتوجه إلى العمل أو أعود منه أو حتى عندما أكون في السوق وأنزل من السيارة لدقائق عليّ أن أجري فحصًا روتينيًا بالتمدد أسفلها للتأكد ، كثيرون فقدوا حياتهم بسبب عدم تطبيق هذا الإجراء الروتيني المملّ، لكن الضروري جدًا".

ولفت ضابط في أجهزة وزارة الداخلية رفض الإفصاح عن أسمه إلى أنّ نشاط العبوات اللاصقة بدأ في العراق بعد عام 2003 واستخدمت بعد عام واحد فقط ضدّ ضباط سابقين وعلماء وأطباء بهدف اغتيالهم، من خلال تفجيرها عن بعد أو توقيتها لتنفجر بعد مدة زمنية محددة".

  وأوضح الضابط أن هذه العبوات اللاصقة تأتي عبر مصدرين، الأول عبر إيران وهي أشد فتكًا ، والثانية محلية الصنع عبر المليشيات والجماعات المتطرفة ، وكلّها معدّة للقتل ، وتأخذ العبوات أشكالًا مختلفة، فبعضها بحجم علبة السجائر وغيرها بحجم علبة الآيباد، بألوان مختلفة تتناسب مع السيارات ، وتثبّت بواسطة مغناطيس قوي أو كمّاشة في جانبها، وتعمل بطريقتين الأولى هي التفجير عن بعد أو بالتوقيت وهي الشائعة اليوم، والثانية بواسطة الاهتزاز والحركة الزائدة كأن تدخل السيارة في حفرة أو مطبّ صناعي".

 وأردف "بما أنّ مصائب قوم عند قوم فوائد فقد زادت العبوات اللاصقة من مبيعات أجهزة الفحص الإلكترونية ومرايا مراقبة أسفل السيارات في نقاط التفتيش ولدى المواطنين ، فقد باتت هذه التجارة مربحة لكثيرين".

وقال حيدر الطائي ويعمل في هذه التجارة "إنّ الطلب ارتفع كثيرًا على شرائها خصوصًا في العاصمة بغداد حيث أن العبوات اللاصقة رعب يؤرق المنتسبين إلى الأجهزة الأمنية والمواطنين على حد سواء ، لذلك، لا بدّ من فحص السيارات إما بالتمدد في وضعية الانبطاح وملاحظة أي شيء غريب في أسفلها، أو عبر استخدام تلك المرايا، والأفضل هو الاعتماد على أجهزة الكشف الإلكترونية".

وأوضح الطائي أنّ الانبطاح إلى جانب السيارة في الشارع بات أمرًا عاديًا وغير مستغرب، فالجميع مهدّد بعبوة لاصقة قد تفتك بحياته إذا نسي فحص السيارة بعناية فائقة قبل التوجه بها إلى العمل أو المنزل أو حتى إلى السوق لشراء بعض الاحتياجات اليومية.

من جهتها، أكدت مصادر أمنية في وزارة الداخلية إنّ العبوات اللاصقة ارتفعت نسبة استخدامها في بغداد مؤخرًا ، حيث أنّ تلك الأعمال المتطرفة تستهدف مختلف شرائح المجتمع من دون استثناء ، متابعة "عدد ضحايا تلك العبوات اللاصقة التي باتت تعرف بأسم الشياطين الصغيرة بمئات القتلى والجرحى منذ العام الماضي فقط".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العبوات اللاصقة تثير الذعر بين السائقين العراقيين بعد السيارات المفخخة العبوات اللاصقة تثير الذعر بين السائقين العراقيين بعد السيارات المفخخة



GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة

GMT 08:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله بجنوب لبنان

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 09:16 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حرائق في منشآت طاقة روسية بعد هجمات أوكرانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab