قُتل وإصيب 22 مدنيا ،اليوم الاحد، اثر قصف صاروخي لتنظيم "داعش" على سوق في الساحل الأيسر لمدينة الموصل والذي تسيطر عليه القوات العراقية، فيما واصلت تلك القوات تقدمها في الجانب الأيمن من المدينة وفرضت سيطرتها على حيين جديدين ليكون مجموع ما تم تحريره الأحد من قبضة التنظيم المتطرف ثلاثة أحياء ومنطقة بأكملها. يأتي ذلك في وقت كشف قائد عمليات "قادمون يانينوى"، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، عن عدم تواجد زعيم عصابات "داعش" الارهابية، أبو بكر البغدادي داخل مدينة الموصل.
وقال يارالله في تصريح صحفي، ان "المعلومات المتوفرة لدينا أن البغدادي غير موجود في المناطق التى نقاتل فيها، وبحسب معلوماتنا الاستخبارية فهو موجود في منطقة الجزيرة بالقرب من الحدود السورية، لاسيما في المناطق التي لم تحرر، وهناك معلومات تقول إنه جرح بعد غارات جوية ونقل إلى الرقة، وهناك معلومات تقول إنه مختبئ في البعاج".
وأضاف يارالله أن "البغدادي لا يمثل لنا أهمية، فهو فقد السيطرة بالكامل على الأرض، ومن يقاتلون معه يقومون بذلك دون قيادة، وبسيطرة لامركزية في المناطق التي نقاتل فيها، ودوره انتهى في هذه المنطقة". وأشار الى معركة الموصل قائلاً: "لقد أُجبرنا على تحييد كثير من أسلحتنا، فمن النادر استخدام سلاح المدفعية أو الهاون، وكذلك الطائرات في الاحياء، ونحن نلجأ الى غارات دقيقة جدًا تنفذها مقاتلات أف 16، حتى نضمن ضرب الهدف فقط، وعدم سقوط قتلى من المدنيين، لهذا السبب المقاتلون في المدينة سواء من الشرطة الاتحادية أو قوات مكافحة الإرهاب يستخدمون أسلحتهم الشخصية".
وأكد يارالله أنه "من النادر أن نستخدم الأسلحة الثقيلة، حتى لا نسقط المدنيين، وهذا السبب أدى لتأخير الحسم في العمليات العسكرية، وبالرغم من مرور شهر لم ننجز 50% من الساحل الأيمن للموصل، بسبب تلك المعوقات التي تمنع تقدم القوات، لأننا نسعى للحفاظ على البنية التحتية والمواطنين".
وأشار الى أن "هناك مستشارين من التحالف الدولي في عمليات الموصل، وأغلبهم من الولايات المتحدة، وهناك من بريطانيا، وهناك مستشارون إيرانيون مع الحشد الشعبي وموجودون بغرض الدعم". وبيَّن أن "قوات التحالف واجبها تقديم الدعم الجوي، والمعلومات الاستخباراتية، والتدريب، أما من يقاتل على الأرض ويحرر المناطق فهي القوات العراقية بكل مسمياتها".
وأعرب يار الله عن "أسفه خلال العامين الماضيين لم أجد أي دعم من القوات العربية أو الدول العربية على الأرض، لكننا نشارك دورات للقوات الخاصة في الأردن، أو نرسل ضباطًا للتدريب في مصر، لكن كدعم حقيقي لا يوجد أي دعم من الدول العربية المحيطة بالعراق أو الدول العربية بشكل عام".
وقال: "نحن نحتاج سلاح الهندسة وأسلحة الردع، فالعدو سلاحه العجلات الملغومة، فنحن نحتاج عناصر في سلاح الهندسة، للتعامل مع تلغيم داعش للبنايات والطرق، وهذين أكثر سلاحين نحتاجهما، وهما الجهد الهندسي، وأسلحة مقاومة الدبابات في مواجهة العمليات الملغومة" لافتا الى ان "الجانب الأمريكي قد زودنا بمعدات هندسية، وهي عجلات للتعامل مع العبوات، ودرّب مقاتلين للتعامل ولهم خبرة، وتم تدريب وتجهيز قواتنا، لاسيما في سلاح الهندسة".
وأكد يارالله أن "الجيش قطع الإمداد بين الساحل الأيمن وتلعفر بالكامل، وأصبح عزل الساحل الأيمن نهائياً عن الإمداد، والحشد الشعبي قطع خطوط الإمداد من سوريا إلى تلعفر بالكامل، ولهذا كل إمدادات داعش الخارجية والداخلية تم قطعها". وأعلن قائد عمليات "قادمون يا نينوى" في بيان له وردت الى "العرب اليوم" نسخة منه، ان "قوات مكافحة التطرف حررت حيي وادي العين الجنوبي ورجم الحديد في الساحل الأيمن من الموصل".
وتمكنت قوات مكافحة التطرف في وقت سابق من الاحد من تحرير حي العروبة والمنطقة الصناعية في الساحل الأيمن من الموصل ورفعت العلم العراقي فيهما بعد تكبيد "العدو" خسائر بالأرواح والمعدات. وقال مصدر امني ، إن "ثلاث قذائف هاون أطلقها تنظيم داعش من الساحل الأيمن نحو الساحل الأيسر ووقعت على سوق النبي شيت في الساحل الأيسر للموصل". وأضاف أن "انفجار القذائف أسفر عن مقتل مدني وإصابة 21 آخرين بجروح بينهم نساء وأطفال".
وذكر بيان لاعلام الحشد الشعبي ، ان "المهمات الخاصة لسرايا الدفاع الوطني التابعة للحشد الشعبي سيطرت، اليوم، على خمس نقاط بعد ما احتلتها عناصر داعش على مفرق التصنيع العسكري في جبال مكحول". وأضاف، ان "سرايا الدفاع الوطني سيطرت ايضا على خط معمل التصنيع في جبال مكحول وكبدت العدو خسائر جسيمة" مبينا ان "السرايا قتلت ٨ متطرفين من بينهم امرأتان في جبال مكحول بالقرب من معمل التصنيع القديم في منطقة الخانوكة شمال محافظة صلاح الدين، والذي فرضت السيطرة عليه بشكل كامل".
وقال المتحدث باسم الوزارة العميد سعد معن ، ان "شرطة نينوى فوج طوارئ الشرطة التاسع خلال ثلاثة أيام القوا القبض على عصابة ثانية مكونة من أربعة أشخاص ترتدي الزي العسكري تنتحل صفة القوات الأمنية تقوم بالسطو المسلح على دور المواطنين الأبرياء وتسلبهم، وتبتزهم". وأضاف انه تم "القبض عليهم في منطقة حي القدس في الجانب الأيسر لمدينة الموصل".
وأكد النائب عن محافظة نينوى، عبد الرحيم الشمري، الأحد، في تصريح صحفي، أن "لجنة حقوق الإنسان النيابية التقت برئيس الوزراء حيدر العبادي ودعته إلى إشراك اللجنة في التحقيق، كون لديها شهود عيان في أيمن الموصل على حادثة قصف التحالف الدولي لأحد المباني"، مشيرا إلى أن "قناصًا فوق احد المباني تم استهدافه من قبل طيران التحالف الدولي وتسبب الامر بقتل 300 مدني". وأضاف أن "حصيلة ضحايا المدنيين بلغ 300 قتيل"، لافتا إلى أن "ما حصل في جانب الأيمن للموصل يعتبر كارثة". ودعا، الى أن "تكون العمليات العسكرية في الجانب الأيمن، شبيهة بالعمليات السابقة في أيسر الموصل، وان تتحرك القطعات الأمنية بهدوء".
ونفت قيادة العمليات المشتركة، في وقت سابق من الاحد، تعرض منازل في مدينة الموصل الى قصف جوي، مبينة ان المنزل الذي تحدثت وسائل الاعلام عن قصفه من قبل الطيران الدولي تم تفخيخه بالكامل من تنظيم "داعش"، ولا يوجد ما يثبت عكس ذلك، داعية "الشخصيات السياسية" الى توخي الدقة في انتقاء المعلومات.
أرسل تعليقك