أجرى زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، تغييرات كبيرة في هيكلية التنظيم، في قضاء تلعفر غرب الموصل، بعد فشل الهجمات الثلاثة التي شنها التنظيم على القضاء، ودمَّر طيران التحالف الدولي، موقعًا لتخزين سلاح تنظيم "داعش" في إحدى جوانب الموصل. ونفذّت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة 20 غارة على مواقع متطرفي "داعش" في العراق وسورية خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وأوضحت القيادة المركزية لعمليات قوات التحالف، أن "القوات استهدفت في العراق مواقع تابعة لداعش من خلال خمس غارات، قرب الحويجة وكركوك والموصل". وأضاف كما "نفذت 15 غارة ضد مواقع داعش في سورية، قرب مناطق البوكمال والباب والرقة والشدادي ودير الزور". وأعلنت وزارة الدفاع، أن "قيادة القوة الجوية بواسطة طائرات اف 16 استنادًا إلى معلومات المديرية العامة للاستخبارات والأمن، غارات جوية عدّة ناجحة في مناطق حي 17 تموز ووادي العين وصناعة الوادي والشبابيك والبوسيف في مدينة الموصل".
وأضافت أن "الغارات أسفرت عن تدمير معمل لتفخيخ العجلات، ومقر تابع لعناصر داعش المتطرفة وقتل 15 متطرفًا". وقال مصدر أمني، إن "طائرة مسيرة تابعة للتحالف الدولي قصفت منزلًا في منطقة الرفاعي قرب جامع بهاء الدين غربي مدينة الموصل، يتخذه تنظيم "داعش" المتطرف مقرًا لتخزين الأسلحة المتوسطة والخفيفة".
وبيّن ان القصف أسفر عن "تدمير الموقع بالكامل ومقتل جميع المسلحين، الذين كانوا يتواجدون فيه". وأكد مصدر محلي في محافظة نينوى، السبت، أن "زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي أجرى تغييرات كبيرة في هيكلية التنظيم، في قضاء تلعفر غرب الموصل شملت تسعة قادة بينهم الوالي والمسؤول الأمني للتنظيم".
وكشف المصدر، أن "التغيرات جاءت بسبب فقدان العشرات من عناصره، بينهم قيادات ميدانية بسبب الهجمات الثلاثة الفاشلة على مواقع الحشد الشعبي"، مبينًا أن "البغدادي أعطى بعض المناصب للقيادات من عرب الجنسية، لتعزيز وجودهم في تلعفر". وفي هذه الأثناء، أكد مصدر استخباري من داخل تلعفر، أن عناصر" داعش" فرضت حظرًا للتجوال داخل القضاء، بعد اندلاع اشتباكات بين عناصره الأجانب والمحليين. وذكر بيان لإعلام الحشد الشعبي، أن "عناصر داعش قامت بإعدام ثلاثة من عناصرها بتهمة الانسحاب من معارك غرب تلعفر، والتي تلقوا على إثرها غارات قاصمة للقوات المشتركة".
وأشار البيان إلى "إسقاط ثلاث طائرات مسيرة تحمل متفجرات تابعة لعناصر داعش، في قاطع غرب تلعفر". وذكر مصدر أمني، أن "طيران الجيش العراقي استطاع قتل 36 عنصرًا من داعش". وأضاف المصدر أنه " تم تدمير 4 عجلات وأعطاب مفرزتي هاون ومعالجة وكر للعناصر المتطرفة في مناطق عين طلاوي والشريعة الجنوبية ضمن المحور الغربي للعمليات في تلعفر".
وأعلنت وزارة النفط عن إطفاء البئر رقم 77 في حقل القيارة جنوب مدينة الموصل. وقال المتحدث بإسم الوزارة عاصم جهاد في بيان، أن "الفرق الفنية والهندسية في شركة نفط الشمال والجهات الساندة من الشركات النفطية والدفاع المدني والجهد الهندسي العسكري، تمكنت من إطفاء البئر 77 في حقل القيارة النفطي في محافظة نينوى".
وتابع جهاد أن "جهود العاملين في هذه الفرق تتواصل، للسيطرة على بقية الأبار المشتعلة وعددها 4 آبار". وكانت عناصر "داعش" المتطرف أضرمت النار في آبار النفط، في حقل القيارة جنوب الموصل قبل وصول القوات الأمنية، وتحريرها نهاية العام الماضي.
وعزت "لجنة الأمن والدفاع" في البرلمان، عودة الهجمات في بغداد إلى انشغال المسؤولين الأمنيين في العاصمة باستحصال الجبايات على حساب الملف الأمني. وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع حاكم الزاملي، إن "أهم أسباب عودة التفجيرات في مناطق العاصمة هو انشغال القادة الأمنيين باستحصال الجباية من أصحاب الشاحنات الداخلة إلى العاصمة، والعزوف عن اجراءات التفتيش والتدقيق مقابل مبالغ مالية".
وأوضح أن "استحصال الأموال تجاوز السيطرات الحدودية للعاصمة، إلى الكراجات وأصبح عمل القادة الأمنيين مجرد جباية للأموال لصالح جيوب الفاسدين". وشهدت العاصمة في وقت متأخر من ليل السبت، انفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة بالقرب من محال تجارية في منطقة النهروان جنوب شرقي بغداد، ما أسفر عن إصابة مدنيين اثنين بجروح، وفقا لمصدر امني. وأضاف المصدر، أن "مدني قتل وأصيب ثلاثة آخرين بانفجار عبوة ناسفة بالقرب من سوق شعبية، في منطقة الوردية التابعة لقضاء المدائن جنوب بغداد".
وأبدى رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، السبت، رفضه أي تفاهمات للأزمة العراقية خارج الحدود، مؤكدًا أن القضايا الوطنية لا تناقش في "الدهاليز"، مشيرًا إلى وجود رؤية لتشريع قانون انتخابات، يشجع الكتل الصغيرة على الاندماج مع الكبيرة. وقال الحكيم في بيان له، إن "مؤتمر جنيف أخذ أكبر من حجمه، ونرفض تدخل أي طرف في الأزمة العراقية لأنه سيسقط عليه أزماته ورؤيته الخاصة بعيدًا عن المصلحة العراقية"، لافتًا إلى "الوطنية لا تناقش في الغرف المغلقة والدهاليز إنما في النور وبطريقة معلنة".
وواصل حديثه أن "التظاهر حق دستوري وملاحظاتنا على التظاهرات الأخيرة، هي في التوقيت كوننا نستعد لآخر المعارك مع داعش المتطرف، فضلا عن السلوك الذي تتعبه التظاهرة من حيث المكان والزمان والأداء وعدم إلحاق الضرر بمصالح الناس، في حين كانت الملاحظة الثانية بشأن إمكانية تنفيذ مطلب التظاهرة عبر مجلس النواب بإقناع الأطراف والحصول على تأييد الأغلبية".
وأشار الحكيم إلى أن "مفردة (استقلالية) مفوضية الانتخابات كانت محط نقاش عميق فالمستقل عن العمل الحزبي لا يعني أنه بلا فكر ينحاز إليه هنا أو هناك، لذلك كانت الرؤية بترشيح شخصيات مهنية من قبل الكتل تبعا للنظام البرلماني، على أن تكون الشفافية متوفرة في رقابة الكل على الكل في مجلس المفوضية".
وأوضح أن "الرؤية تتجه لقانون انتخابات يشجع الكتل الصغيرة على الاندماج مع الكتل الكبيرة كل نتخلص من كثرة الرؤوس التي ساهمت في تضخيم الكابينة الحكومية لإرضائها"، مشيرًا إلى "أهمية إكمال مشروع تحسين النتائج الذي يقلل التلاعب من خلال تقليل الجهد البشري في فرز وعد الأصوات، وأن التوجه مع تقليل أعضاء مجلس المحافظات ضغطًا للنفقات وترشيقًا للجسد الحكومي ليتمكن من تقديم الخدمة". واختتم يوم الجمعة، في ضاحية قريبة من العاصمة السويسرية جنيف مؤتمر ما يسمى بـ"مصير العرب السُنة" بعد "داعش" في العراق، نظمه المجلس الأوروبي للسلام استغرق ثلاثة أيام. وكان أبرز الحاضرين من الشخصيات السنية هو رجل الأعمال خميس الخنجر ورافع العيساوي وناجح الميزان، وبعض الشخصيات الأخرى من محافظي نينوى والأنبار وصلاح الدين، فضلًا عن بعض الشخصيات من داخل وخارج العملية السياسية. وحضر المؤتمر، الجنرال ديفيد بترايوس رئيس المخابرات الأميركية السابق إلى جانب شخصيات أميركية ودولية أخرى.
أرسل تعليقك