الجيش اللبناني يتحضَّر للمعركة مع داعش ونصر الله يعترف بأهميتها وصعوبتها
آخر تحديث GMT02:08:57
 العرب اليوم -

مفاوضات بين "حزب الله" وجبهة "النصرة" للانسحاب من جرود عرسال والقاع

الجيش اللبناني يتحضَّر للمعركة مع "داعش" ونصر الله يعترف بأهميتها وصعوبتها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الجيش اللبناني يتحضَّر للمعركة مع "داعش" ونصر الله يعترف بأهميتها وصعوبتها

قوات حزب الله اللبناني في جرود عرسال
بيروت ـ فادي سماحه

بينما اقترب "حزب الله" من إنجاز سيطرته على جرود بلدة عرسال المتداخلة بين لبنان وسورية والتي كانت تحتلها "جبهة النصرة" (فتح الشام)، بدأ الجيش اللبناني تحضيراته لخوض معركة طرد مسلحي تنظيم "داعش" المتمركزين شمال عرسال في جرود بلدتي القاع ورأس بعلبك بإرسال تعزيزات بالمشاة والآليات إليها أمس الثلاثاء، فيما أكد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، ان "معركة عرسال هي لإخراج المسلحين من أماكن سيطرتهم"، مشيرا إلى "أهمية المعركة وصعوبتها".

وقال المصدر العسكري في الجيش اللبناني لـ"الحياة"، إن الجيش سيتولى المعركة العسكرية في مواجهة مسلحي "داعش" إلا أن توقيت بدء المعركة مسألة أخرى، كاشفاً أن تعزيزات وحداته المتجهة نحو بلدة القاع في البقاع الشمالي تأتي في هذا الإطار. ورداً على سؤال عما إذا كانت الخطة اقتضت تولي "حزب الله" إنهاء سيطرة "النصرة" على جرود عرسال على أن يتولى الجيش المعركة ضد "داعش"، قال المصدر العسكري: "ليس هناك تقاسم للمعركة. أما الظروف السياسية التي أدت إلى قيام الحزب بعمليته ضد النصرة فنحن لا علاقة لنا بها. إلا أن الجيش عندما يخوض معركة لا يتشارك فيها مع أحد، بل يقوم بها وحده".

ولم يخفِ المصدر أن "حزب الله" يفاوض "النصرة" للانسحاب مما تبقى لها من مواقع، ومع "داعش" في الوقت ذاته عبر الشيخ مصطفى الحجيري من عرسال. وقال: "لم تصلنا معلومات واضحة حول ما آلت إليه هذه المفاوضات، والسؤال هو إلى أين يريدون الانسحاب؟ إلى الداخل السوري أم إلى المخيمات التي هي تحت سيطرة الجيش الذي لا يستطيع أن يقبل بوجود مسلحين فيها؟". وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن ليس من مصلحة "داعش" الانسحاب إلى المخيمات.

وتقاطعت معلومات "الإعلام الحربي" التابع لـ "حزب الله" مع تقارير إعلامية من البقاع الشمالي وجرود عرسال مع المعطيات لدى المصدر العسكري عن أن "حزب الله" تمكن من تقليص مناطق سيطرة "النصرة" بنسبة 90 في المئة في اليوم السادس من المعركة التي خاضها ضدها من الأراضي السورية واللبنانية، وأن المسلحين باتوا محصورين في مواقع محدودة أبرزها وادي شميس ووادي الدم التي هي من أهم التلال في الجرود. وقال المصدر العسكري لـ "الحياة" إن مسؤول "النصرة" أبو مالك التلي بات موجوداً في هذه المنطقة. وذكرت معلومات إعلامية أن التلي سعى في المفاوضات إلى مقايضة 3 أسرى لـ "حزب الله" موجودين في حوزته منذ عامي 2015 و2016، بالسماح له ولمقاتليه مع عائلاتهم بالانسحاب عبر ممر في اتجاه الداخل السوري (إدلب أو جرابلس).

وأفادت مصادر رسمية بأن الحزب سيسلم المناطق الحدودية التي استعادها من "النصرة" إلى الجيش اللبناني فور انتهائه من تطهيرها. وعرضت محطات تلفزة لليوم التالي صوراً عن المواقع التي طرد الحزب "النصرة" منها والمغاور التي تحصنت فيها. وقالت تقارير عدة إن المنطقة التي يسيطر عليها إرهابيو "داعش" تفوق مساحتها تلك التي كانت فيها "النصرة" (90 كيلومتراً مربعاً)، إلا أن عدد مقاتليها أقل. وقال المصدر العسكري أن لا أرقام دقيقة عن عدد هؤلاء. وقبل أن تشتد المعارك بعد ظهر أمس على جبهة جرود عرسال، عبرت قبل الظهر قافلة مساعدات إغاثية تابعة للصليب الأحمر الدولي آخر حاجز للجيش اللبناني في عرسال، إلى مخيمات النازحين في وادي حميد التي كان اقترب منها قصف "حزب الله" المواقع المتبقية بيد "النصرة". كما عبر إلى عرسال 3 جرحى من "سرايا أهل الشام" التي كانت انسحبت من المعركة مع الحزب في اليوم الثاني.

وعلّق رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الموجود في واشنطن، على قول الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول من أمس بعد لقائهما في البيت الأبيض، بأن "الحكومة اللبنانية في الخط الأمامي في مواجهة داعش والقاعدة وحزب الله"، بالقول: "نحن نقاتل داعش والقاعدة، إنما حزب الله موجود في الحكومة وجزء من مجلس النواب ولدينا تفاهم معه. وحزب الله قضية إقليمية ولا نريد تحريك مشكلات في هذه القضية، ونفهم أن حزب الله غير مقبول أميركياً".

وأعلنت السفارة الأميركية في بيروت عن رفع واشنطن مساعداتها للنازحين السوريين في لبنان بقيمة 140 مليون دولار نتيجة محادثات الحريري مع ترامب أول من أمس. وقال الحريري في لقائه مع عدد من الصحافيين ليل أول من أمس، إن الجانب الأميركي لم يطلب منه التشدد حيال إيران، وإن هناك تمسكاً باستقرار لبنان والتزاماً بمساعدة الجيش اللبناني.

وأكد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، ان معركة عرسال هي لإخراج المسلحين من أماكن سيطرتهم، مشيرا إلى أهمية المعركة وصعوبتها. وقال في كلمة متلفزة: "إنها معركة محقة، والحق فيها واضح وظاهر"، متوجها بالكلام إلى المشككين بسؤال "هل الهرمل والفاكهة ورأس بعلبك والقاع وغيرها من المناطق اللبنانية المحاذية بمنأى عن الصواريخ التي سقطت عليها، والسيارات المفخخة التي انفجرت فيها؟".

وعن توقيت المعركة، قال: "إنها معركة مؤجلة منذ العام 2015، بعد أن استعدنا بعض المناطق يومها، لكن الذي تسبب بهذا التوقيت هو مجيء انتحاريين إلى المنطقة بعد فشل الخلايا التي شكلت في الداخل اللبناني بفضل الجيش والأجهزة اللبنانية". وأضاف، "اتخذنا هذا القرار، وهو ليس إيرانيا ولا سوريا، وإنما نحن الذين تحدثنا مع القيادة في سوريا بهذا الشأن"، مشددا على أن "القرار ذاتي ولم يجر التخطيط له في أي مكان آخر".

وأكد الأمين العام للحزب اللبناني، أن الإعداد لهذه المعركة كان منذ الشتاء الماضي، وأن قيادة المقاتلين والحزب كانت بين خيارين، "إذا كنا سنبدأ قبل رمضان أم بعده".. "القرار لا علاقة له لا بجنيف ولا بدرعا، ولا بالأزمة الخليجية - القطرية ولا بأمريكا"، لافتا إلى أن "التحضر لمثل هكذا معركة، يحتاج إلى أشهر وليس بنت ساعتها".

وعن الواقع الميداني على الأرض وطبيعة المعركة، قال: "المنطقة التي دارت فيها المعركة تتجاوز مساحتها حوالي 100 كيلومتر مربع، وهي أرض جرداء وفيها تلال ووديان، والقتال في أرض كهذه من أصعب أنواع القتال، في هذه التلال هناك عدو محصن مما يعني أن له نوعا من الأرجحية".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيش اللبناني يتحضَّر للمعركة مع داعش ونصر الله يعترف بأهميتها وصعوبتها الجيش اللبناني يتحضَّر للمعركة مع داعش ونصر الله يعترف بأهميتها وصعوبتها



GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة

GMT 08:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله بجنوب لبنان

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 09:16 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حرائق في منشآت طاقة روسية بعد هجمات أوكرانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab