منازل الموصل تتحوَّل إلى قبور ودفن قتلى التنظيم المتطرف في أماكن إلقاء القمامة
آخر تحديث GMT02:08:57
 العرب اليوم -

القوات المشتركة تنتزع أحياءً جديدة من قبضة "داعش" والجيش يُنفّذ 28 طلعة قتالية

منازل الموصل تتحوَّل إلى قبور ودفن قتلى التنظيم المتطرف في أماكن إلقاء القمامة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - منازل الموصل تتحوَّل إلى قبور ودفن قتلى التنظيم المتطرف في أماكن إلقاء القمامة

القوات المشتركة العراقية في الموصل
بغداد - نجلاء الطائي

تمكنت القوات المشتركة العراقية من انتزاع أحياء جديدة من قبضة تنظيم "داعش" في الموصل لتواصل تقدمها بتحرير جميع أحياء المدينة، يأتي هذا في وقت تحول فنار المنازل والشوارع العامة في الموصل إلى أماكن لدفن الموتى لعدم تمكن الأهالي من دفنهم في المقابر المخصصة بسبب القتال الضاري بين القوات المشتركة ومسلحي تنظيم"داعش" المتطرف.

وقال قائد عمليات قادمون يانينوى الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله في بيان نقلته خلية الإعلام الحربي ورد إلى "العرب اليوم" نسخة منه، مساء أمس الإثنين، أن " قطعات المحور الشمالي المتمثلة بالجيش باشرت بالتقدم وتمكنت من تحرير حي القيروان وحي الكندي ورفع العلم العراقي فوق مبانيه بإسناد طيران التحالف الدولي وإبطال طيران الجيش وتمكنت من تفجير عجلتين مفخختين وقتل عدد من المتطرفيين وتدمير عجلتين تحمل أحادية وتدمير عجلة تحمل مدفع 57 ملم وتدمير عجلة تحمل مدفع 23ملم وتدمير مقر قيادة وسيطرة للمتطرفين".

وأضاف أن " المحور الشرقي للساحل الأيسر لقوات مكافحة الإرهاب باشرت بالتقدم باتجاهين وهما الاتجاه الشمالي حيث تمكنت من تحرير حي الشرطة والمجموعة الثقافية ورفع العلم العراقي فوق مبانيها وتمكنت من تفجير عجلتين مفخختين وقتل عدد من المتطرفين بإسناد قوات التحالف الدولي". وبيّن " أما الاتجاه الجنوبي فتمكنت القطعات من تحرير حي الجماسة وحي النبي يونس ومرقد النبي يونس ع ورفع العلم العراقي على مبانيه وإسقاط طائرة مسيرة وقتل عدد من المتطرفين باسناد قوات التحالف الدولي".

ولفت إلى أن "المحور الجنوبي للساحل الأيسر لقوات الشرطة الاتحادية مستمرة بإجراء عمليات التفتيش والتطهير للأحياء المطهرة وتمكنت من العثور على معمل كبير لصناعة العبوات والصواريخ والعثور على عجلة مفخخة وتفجيرها تحت السيطرة ". وأفاد أن " طيران التحالف وجّه 11 طلعة جوية قتالية ودمّر عدد من آليات المتطرفين وقتل عدد منهم فيما أمن 4 طلعة استطلاع مسيرة قتالية ".

وتابع أن "طائرات القوة الجوية العراقية تمكنت من تنفيذ ضربتين جويتين تمكنت من قتل عدد من المتطرفين وتدمير معداته ضمن قاطع الرشيدية في الساحل الأيسر أما طيران الجيش نفذ 28 طلعة قتالية لإسناد الساحل الأيسر وتمكنت من قتل عدد من المتطرفين وتدمير ومعداته وتنفيذ ضربة بالطائرة المسلحة المسيرة وتمكنت من تدمير بلدوزر مدرع مفخخ في منطقة وادي عكاب في الساحل الأيمن". وذكر بيان لقيادة الشرطة الاتحادية ، أن  "الشرطة الاتحادية كثفت عملياتها الإنسانية لتقديم المؤن الغذائية والخدمات الطبية لأهالي المناطق المحررة في الساحل الشرقي ".

وفي الموصل، تحول فناء منازل وساحات الموصل إلى شواهد قبور تروي قصص الحصار وسط الحرب. فعندما سقطت أربعة صواريخ على بيت أبو عبد الملك في شرق الموصل في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي لقيت زوجة أبيه البالغة من العمر 60 عاما حتفها على الفور. لكن دفن جثتها حسب الأصول المعمول بها استغرق أكثر من شهر. فقد كانت الاشتباكات في حي الزهور والمناطق المحيطة به شديدة للغاية خلال تلك الفترة ولم تسمح بنقل الجثة إلى المقبرة الرئيسية في حي كوكجلي الذي يبعد خمسة كيلومترات. ولذا قام أبو عبد الملك ووالده وشقيقه وابنه وابن أخيه بحفر حفرة غير عميقة تحت شجرة برتقال في حديقتهم على بعد خطوات فحسب من المكان الذي لفظت فيه أنفاسها الأخيرة ثم واروها التراب.

وقال أبو عبد الملك الأسبوع الماضي وهو يبيّن كيف دمرت الصواريخ المطبخ وأشعلت النار في الأشجار أن  أفراد الأسرة لم يستطيعوا التحرك لأنهم كانوا محاصرين "وكان القناصة في كل مكان والجيش يتقدم". وطلب تعريفه فقط بكنيته لحماية أفراد العائلة في المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش". ومع تقدم القوات العراقية عبر شرق الموصل في الهجوم الذي بدأ قبل ثلاثة أشهر وتدعمه الولايات المتحدة لا يزال سكان المدينة معرضين كما يقولون لخطر سقوط قذائف المورتر أو الإصابة بطلقات الرصاص مما يطلقه مقاتلو التنظيم أثناء تقهقرهم.

ولجأ المدنيون الذين يعجزون عن الوصول إلى المقابر الرئيسية بالمدينة إلى دفن موتاهم في أي مكان يتيسر لهم فيه الدفن على الأقل حتى تبتعد الاشتباكات عن بيوتهم.
وقال أبو عبد الملك أنه عندما استخرج جثة زوجة أبيه يوم السبت الماضي لإعادة دفنها بجوار أسلاف العائلة في مقبرة كوكجلي وجد أن  الجثة بدأت تتحلل وتفوح منها روائح تزكم الأنوف. ويتوقع سكان في حي القادسية الثانية أن  يفعلوا الشيء نفسه في الأسابيع المقبلة. ففي فناء مدرسة ابتدائية تبرز فوق سطح الأرض ثمانية أكوام مستطيلة من التراب حيث دفن بعض السكان من المدنيين أصدقاء أو أقارب لقوا حتفهم في مناطق استعادتها القوات المتقدمة من تنظيم الدولة الإسلامية.

ومن بين الموتى أحد السكان من كبار السن أصيب بأزمة قلبية وحالت الاشتباكات دون نقله إلى المستشفى. وقال أحد سكان المنطقة أنه دفن ابن عمه وابنيه في الأسبوع الماضي بعد أن  قتل الثلاثة في هجوم بالمورتر في حي الرفاق عندما خرجوا لشراء البيض. وطلب الرجل عدم نشر اسمه خشية الانتقام من ابنه الذي يعيش تحت حكم "داعش" في الشطر الغربي من الموصل الخاضع لسيطرة التنظيم الكاملة.

وتشير علامة على قطعة من الورق المقوى إلى قبر ابن عمه علي حسين بينما يوضح طلاء على الجدار الخرساني المجاور موقع دفن الآخرين. وقال الرجل "سننقلهم جميعا بالطبع عندما ينتهي هذا الكابوس." وبقيت حفرة تاسعة مكشوفة تنتظر فيما يبدو الضحية التالية من ضحايا الحرب. وتعد حملة تحرير الموصل التي يشارك فيها تحالف قوامه 100 ألف مقاتل من القوات الحكومية العراقية والشرطة وقوات الأمن الكردية وفصائل "شيعية" في الأساس هي أعقد معركة يشهدها العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

وخلال الاشتباكات بقي أغلب السكان في المدينة الشمالية التي تعتبر آخر المعاقل الكبرى لـ"داعش" في البلاد وأكبر مركز عمراني تحت سيطرة التنظيم في الأراضي التي أعلن فيها قيام دولة الخلافة في العراق وسورية. وتسبب ذلك في تعقيد مهمة الجيش العراقي الذي يتعين عليه خوض المعارك بين 1.5 مليون مدني يعيشون في مناطق مكتظة بالسكان في مواجهة عدو استهدف المدنيين واختبأ رجاله فيما بينهم.

وبجوار مقبرة المدرسة الابتدائية في القادسية يقع حقل مكشوف قال سكان أنه شهد مواجهة ضارية وقعت العام الماضي بين القوات العراقية المتقدمة ومقاتلي "داعش". وسقط السور الخارجي للمدرسة ولحقت أضرار جسيمة بمباني المدرسة من جراء الصواريخ والتفجيرات الانتحارية. وبعد أسابيع من الاشتباكات لا تزال بضع أجزاء متفحمة من جثث بادية للعيان. وأحد الانفجارات حفر حفرة في فناء بأرضية أسمنتية تم ردمها بالطمي.

ويقول سكان أنهم دفنوا نحو ستة من مقاتلي "داعش" في تلك الحفرة بعد أن  بدأت جثثهم تتحلل في الشوارع قبل أسبوعين. ولا يوجد شاهد للقبر أو أي علامة توحي بما تخبئه الحفرة. وقال علاء مقداد مصطفى (35 عاما) "طلبنا من الجيش التصرف في الجثث وطلبوا منا أن  ندفنها ولذلك دفناها هنا." وفي حي المحاربين يقول أحد كبار السن من السكان أن  ثلاث جثث لقتلى التنظيم دفنت في أرض فضاء اعتاد السكان إلقاء القمامة فيها.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منازل الموصل تتحوَّل إلى قبور ودفن قتلى التنظيم المتطرف في أماكن إلقاء القمامة منازل الموصل تتحوَّل إلى قبور ودفن قتلى التنظيم المتطرف في أماكن إلقاء القمامة



GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب
 العرب اليوم - ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
 العرب اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
 العرب اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة

GMT 08:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله بجنوب لبنان

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 09:16 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حرائق في منشآت طاقة روسية بعد هجمات أوكرانية

GMT 18:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أيهما أخطر؟

GMT 18:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

العرب واليونسكو

GMT 20:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مصر تنفي أي نقاش مع إسرائيل بشأن خطط اجتياح رفح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab