إعادة تأهيل المقاتلين الهاربين لوقف تشكيل داعش في سورية
آخر تحديث GMT10:22:18
 العرب اليوم -

يصعب تحويلهم مقارنةً بالسكان المحليين

إعادة تأهيل المقاتلين الهاربين لوقف تشكيل "داعش" في سورية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إعادة تأهيل المقاتلين الهاربين لوقف تشكيل "داعش" في سورية

إعادة تأهيل المقاتلين الهاربين لوقف تشكيل "داعش"
دمشق ـ نور خوام

يُحاول مركز في سورية، في المناطق التي يُسيطر عليها المتمردون القضاء على الجهاديين المأسورين من خلال تعليمهم الأخلاق، وقد دخل الطلاب إلى الفصول الدراسية واستقروا في مكاتبهم، وفي المقدمة جلس الطلاب الودودين مع المعلم، وفي الخلف كان المتمردون، ووقف الحرس المسلح، خارج الفصل على استعدادٍ للتدخل.

وفي جدول الدروس في أحد أيام الأسبوع الماضي، كانت هناك الدروس الدينية والمهارات القيادية والأخلاق، مع التركيز بشكل خاص على لماذا لا يعتبر من الصحيح قطع الرأس، هذا بالضبط ما يقوم به مركز إعادة تأهيل الجهاديين، وهو مركز يُديره متطوعون في شمال سورية التي يسيطر عليها المتمردون من أجل إعادة تأهيل بعض المئات من مقاتلي "داعش" الذين تم القبض عليهم خلال الهروب من الخلافة التي انهارت.

ومنذ افتتاح المركز السوري لمكافحة التطرف في الشهر الماضي، التحق به 100 عضو سابق في "داعش" بأمل ضعيف في أنَّهم سيتعلمون من الخطأ ويصبحون أعضاء فاعلين في المجتمع. بعض الطلاب مندهشون بما يتعلمونه، يقول غازي خالد، وهو سوري يبلغ من العمر 19 عامًا: "أخبرنا المعلم أنه ليس من المفترض أن تُقطع اليدين للسرقة"، وأضاف: "لا يوجد لدي فكرة."
ومثل خالد، كان معظم الطلاب -والأكثر حماسًا - من الشباب السوريين، لكن الصفوف الخلفية حيث المقاتلين الأوكرانيين الذين كانوا بالكاد يتحدثون العربية، ولم يكن لديهم أي فكرة عما كان يحدث.

ويقول المعلمون الأجانب إنَّ المقاتلين الأجانب يصعب تحويلهم مقارنةً بالسكان المحليين، وكان العديد من غير السوريين من قادة داعش البارزين - في حين كان السكان المحليون جنود مشاة كانوا قد انضموا لأن المسلحين عرضوا عليهم المال والسلطة عند الاستيلاء على مدنهم وقراهم.

وقال البعض إنهم منحوا خيار الانضمام إلى المجموعة أو الموت. لكن الجميع - ربما يدركون ظروف أسرهم - قالوا إنَّهم لم يُؤيدوا قط قطع رأس أو أخذ رقيق الجنس من الأيزيديين، ويقول أسامة البالغ من العمر 17 عامًا: "انضممت إليهم لأنَّني اعتقدت أنَّهم سيكونون جيدين في القتال (يقصد قتال بشار الأسد)". وأضاف: "بعد ذلك رأيت الفرق بين ما بشروا به  وما يمارسونه".

وقال إبراهيم ناجار، 40 عامًا، وهو معلمهم الذي عانى طويلًا: "لم يفتح أي من هؤلاء الرجال عقولهم من قبل. معظم سلوكهم هو مجرد أوامر. وهم لا يؤمنون بقوة على الإطلاق. لذلك أقول لهم أنَّه في الإسلام، لا يُعاقب الناس والحيوانات المجنونة بسبب الأخطاء لأنهم ليس لديهم عقل خاصة بهم. هل هم مثل ذلك؟ لماذا لا يستخدمون عقولهم؟ "

وأضاف نجار إن الخطوة الأولى هي دحض - من خلال قراءة القرآن الكريم والشريعة - أن فكرة داعش يدَّعي بأن كل من لم يعلن الولاء لأبو بكر البغدادي، زعيم داعش، مرتد. وقال "اشرحُ كيف أن هناك الكثير من المسلمين الذين لا يعتقدون أنَّه هو الزعيم الشرعي".

وأضاف: "أقول إنَّ السبب في أن داعش يقطع الإنترنت داخل أراضيها لأنَّهم يُريدون فقط أن يعلمك شيئًا واحدًا"، وبالنسبة لكثير من المقاتلين المحليين كان معسكر داعش التلقين العقائدي هو الفرشاة السابقة فقط مع التعليم. وقال نجار: "معظمهم لا يستطيعون القراءة".

وأضاف: "إن أمراء داعش قالوا لهم بالضبط ما يريدون الترويج له. كل هؤلاء الناس يسيئون فهم القرآن. في العراق هناك حرب لمدة 15 عامًا وفي سوريا أيضًا. لم يتمكن الناس من الوصول إلى المعرفة لفترة طويلة - الأمر الذي جعل من السهل على داعش المجيء إلى هنا وفرض عقليته ".

ويأمل نجار أن يُفكر الطلاب مرتين قبل أن يتابعوا زعيمًا دينيا آخر. ولكن في حين أن هناك الكثير من الاستجابة بشكل جيد لدروسه، فإنَّه من الصعب معرفة ما إذا كان الآخرون بدوء في تقبل وفهم ذلك.

وأضاف: "نحن نراقبهم من خلال سلوكهم ولغة الجسد. وإذا لم يركزوا على مسارهم فنحن نعرف انهم بحاجة إلى مزيد من الوقت. لكنهم ذكيون جدا ليعبروا عن غضبهم نحوي إذا كانوا يختلفون معيَّ. إنَّهم يعرفون انهم ليس لديهم قوة هنا".

وتوفي الآلاف من مقاتلي تنظيم "داعش"، في معركة تدمير الخلافة، التي دُمرت عبر قصف التحالف وقذائف الهاون. ويعتبر الطلاب الذين هرب العديد منهم من خلال الدفع للمهربين لنقلهم إلى أراضي المتمردين، هم المحظوظون.
 
ومعظمهم غادروا أراضي داعش منذ محاصرة الرقة الصيف الماضي. وقد استعيدت المدينة الشهر الماضي، ولا يزال القتال مستمرًا من أجل النفوذ الأخير للمسلحين في صحراء شرق سوريا.
 
وقال حسين ناصر (26 عاما) مؤسس المركز "إنَّ الجيش السوري الحر اعتقل بعض مقاتلي داعش في المدرسة خلال المعارك وانشق بعضهم وهرب بعضهم". وأضاف "لقد أحيلوا إلينا من المحاكم المحلية والسجون".
 
ويؤمن القائمون علة المركز - الذين يعملون بإذن من جماعات المتمردين المسلحة ولكن يدعون عدم انتمائهم إليهم - أن إعادة تأهيل المقاتلين الهاربين هو السبيل الوحيد لوقف تشكيل داعش جديد.
 
يقول ناصر إنَّهم: "يقولون إنهم غادروا بسبب القتال. لكننا نعتقد أنهم يأتون إلى هنا لبدء مجموعة أخرى - شيء مثل داعش. وهدفنا الرئيسي هو وقف ذلك".
 
ويقول كثيرون أن لديهم آمالا كبيرة في الحياة بعد التخرج. يريد البعض القتال من أجل الجيش السوري الحر، والبعض الآخر أن يعيش حياة طبيعية. 
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعادة تأهيل المقاتلين الهاربين لوقف تشكيل داعش في سورية إعادة تأهيل المقاتلين الهاربين لوقف تشكيل داعش في سورية



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 العرب اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 09:17 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

دنيا سمير غانم تعود للسينما بـ«الجارادية»
 العرب اليوم - دنيا سمير غانم تعود للسينما بـ«الجارادية»

GMT 17:57 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

مقتل وإصابة 4 أشخاص في انفجار غرب كابول

GMT 04:39 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

انتشال 60 جثة من مجمع ناصر الطبي في خان يونس

GMT 17:53 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

عواصف رعدية وفيضانات بجنوب الصين

GMT 23:25 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

إياد نصار يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 02:10 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

كما يقول الكتاب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab