الإفطار العلني في تونس يثير الذعر والخوف بين المواطنين والدستور يسمح
آخر تحديث GMT11:56:07
 العرب اليوم -

الإفطار العلني في تونس يثير الذعر والخوف بين المواطنين والدستور يسمح

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الإفطار العلني في تونس يثير الذعر والخوف بين المواطنين والدستور يسمح

الإفطار العلني في تونس
تونس - العرب اليوم

اتسعت دائرة النقاش في تونس حول الإفطار العلني في رمضان، ففي الوقت الذي ينادي فيه البعض بالحد من هذه الممارسة، تطالب جمعيات حقوقية الحكومة بحماية حريات أفرادها وضمان حقهم في اختيار معتقداتهم.

ويحتفل مسلمون في تونس، بأجواء رمضان ويستقبلونه كشهر رحمة وغفران؛ لكن هنالك فوج آخر من التونسيين الذين يرون في هذا الشهر منبعا للخوف والذعر، فرغبتهم في الإفطار خلافا لعادات مجتمعهم المحافظ قد يعرضهم إلى متاعب كثيرة، حتى أنه سبب وجيه لإلقاء القبض عليهم وزجهم في السجون؛ ففي السنة الماضية تم اعتقال خمسة أشخاص بذريعة أكلهم أو تدخينهم علنا في أيام رمضان.

وتفتح مسألة تدخل الدولة وتبعيات الإفطار أمام العلن في هذا البلد، كل سنة ملف المطالبة بمزاولة هذا السلوك كحق فردي للتونسيين، كما أنها تنتقل من الواقع، الذي يخرج فيه الراغبون في الإفطاروالمتضامنون معهم إلى الشارع، إلى مواقع التواصل الاجتماعي حيث يثار الجدل بين مؤيد ومعارض للفكرة.

وتجددت هذه المطالب مؤخرا، حيث دعت جمعيات حقوقية تونسية السلطات إلى حماية "حرية الضمير والمعتقد"، بالإضافة إلى حرية المجاهرة بالإفطار في رمضان. الدعوة خلفت ردودا على مواقع التواصل تحت وسم "فاطر"، وجعلت الأمر لا يقتصر على الأكل والشرب وإنما التدخين أيضا.


دعوات إلى الإفطار.. من دون جدوى!

وتواجه المطاعم أزمة خلال شهر رمضان، فعلى الرغم من أن بعض المطاعم ومقاهي الفنادق تبقى مفتوحة خلال رمضان، إلا أن الغالبية الكبرى تغلق أبوابها ولا تستمر في العمل، وحتى إن فتح بعضها، القليل جدا، فيكون ذلك مع إنزال ستار يحجب رؤية الزبائن؛ هذه التصرفات دفعت ائتلاف جمعيات حقوقية في تونس بالدعوة، في رسالة وجهها الى السلطات، إلى حماية "حرية الضمير والمعتقد" وحرية المجاهرة بالإفطار في رمضان.

ودعت الجمعيات إلى إنهاء أي اعتداء على الحريات الفردية، البيان، الذي وقعته بخاصة جمعية النساء الديمقراطيات والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، عبرت فيه الجمعيات على أسفها إذ "مع اقتراب شهر رمضان... تزايدت التهديدات لحرية التعبير والديانة والراي والتعبير.

وقالت الجمعيات في رسالة موجهة إلى رئيس الحكومة التونسي؛ يوسف الشاهد ورئيس الجمهورية؛ الباجي قائد السبسي وإلى السلطة القضائية "أنها على استعداد للجوء إلى القضاء "لفرض احترام" هذه الحريات التي يضمنها دستور الجمهورية الثانية الصادر في بداية 2014".

وكانت وزارة الداخلية التونسية في السياق ذاته، دعت إلى تفعيل قرار "منشور مزالي"، نسبة إلى وزير الداخلية التونسي السابق: محمد مزالي الذي أصدره عام 1981، والذي يقضي بحظر فتح المقاهي في شهر رمضان، وفي رد لها على سؤال تقدمت به النائبة البرلمانية المستقلة؛ هاجر بالشيخ، حول مدى وجوب صحة أو إلغاء المنشور، اعتبرت الوزارة في ردها  "معتبرة أن " السماح بفتح مقاهي نهار رمضان يمكن أن يمثل وسيلة لبعض الجماعات المتطرفة للتحريض على الدولة ولارتكاب أعمال إرهابية، بخاصة أن شهر رمضان يعرف ارتفاعًا لوتيرة التهديدات الإرهابية من مختلف التنظيمات التكفيرية". هذا الرد ساهم في ارتفاع المشادات بين الطرفين".

جدل متصاعد وهاشتاغات بالجملة

وتصاعد الجدل بشأن الجهر بالإفطار في شهر الصيام، وبدأ المفطرون التونسيون حملتهم قبل بداية رمضان بأيام وأطلقوا على تويتر وسم "مش بالسيف"، يطالبون من خلاله تناول الطعام والشراب علانية، واستمرارا على الطلب ذاته، خرج إلى العلن هاشتاغ "Fater (فاطر)".

تلسكوب نيوز

ويرى المعارضون في الافطار استفزازًا للصائمين، في حين ينظر المؤيدون للأمر على أنه حرية فرضية، واختيارًا شخصيًا وأن الدستور التونسي يسمح لهم بذلك.

ولم يتوقف الأخذ والرد بين رواد "السوشيال ميديا" في شقه المجتمعي وإنما تجاوزه إلى السياسي ليصير قضية رأي عام يبرر فيه كل طرف موقفه من القضية. وكانت أبرز الردود التي انتشرت على نطاق واسع، هو رد النائبة عن حزب "نداء تونس"؛ صابرين قوبنطيني.

وكتبت في تدوينة لها على حسابها على فيسبوك، ردا على رد وزارة الخارجية "الوزير لا يعرف حرية الضمير التي ينصّ عليها الدستور"؛ في حين ساند الصحافي زياد الهاني في تدوينة على فيسبوك أيضا، وقال "التجاهر بالإفطار وضرب مقدسات الشعب ومعتقداته باسم حرية الضمير أو التصدي لحركة النهضة، فيه تطاول على هوية شعب بأسره ومقدساته".

قضية دينية أم سياسية؟

وربط البعض الجدل بشأن قضية الجهر بالإفطار بصعود الإسلاميين، حتى أن منهم من اتهم حزب النهضة التونسي بالسبب وراء هذا المنع. إلا أن ردودا أخرى، نفت ذلك، ومن بينهم قوبنطيني، التي كتبت في تدوينتها أيضا "المشكلة ليست في حزب النهضة الإسلامي بل في من نتخيلهم حداثيين وهم محافظون أكثر من النهضة".

واعتبر الصحافي ورئيس تحرير صحيفة المغرب زياد كريشان في حديثه لـDWعربية "أن الأمر ليس وليد اللحظة، خاصة وأن هذه الممارسات بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي. كريشان أكد في تصريحه على وجود صعوبات في ما يتعلق بمسألة الدين في تونس"، وأشار إلى أن الذي يتولى معاقبة هؤلاء الأشخاص ليست الدولة وإنما قضاة يجتهدون ويأولون النصوص القانونية بما يتماشى مع فهم زجري ومحافظ ثقافيا واجتماعيا.

وذهب البعض ارتباطا بالقضية، إلى التفكير في إمكانية تأثير هذه الصراعات نحو الانعتاق من قيود التحكم المجتمعي والديني، إلى أنه عثرة في استكمال ما بدأته تونس منذ 2011، إلا أن كريشان أكد على أن "هذه من مجالات الصراع الفكري والسياسي في تونس"، وأضاف "لا أعتقد أن هذا سيؤثر على الديمقراطية في تونس، بل يقيني أن تونس تفهم من خلال هذه الصراعات الداخلية وجوب الفصل بين الديني والأخلاقي والاجتماعي من أجل عيش مشترك".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإفطار العلني في تونس يثير الذعر والخوف بين المواطنين والدستور يسمح الإفطار العلني في تونس يثير الذعر والخوف بين المواطنين والدستور يسمح



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
 العرب اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 14:16 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية
 العرب اليوم - "فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 00:00 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

سقوط صواريخ على جبل ميرون في الجليل الأعلى

GMT 20:20 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

مقتل وإصابة 3 أشخاص في غارة إسرائيلية جنوبي لبنان

GMT 15:21 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

يسرا تكشف موقفها من دراما رمضان المقبل

GMT 00:24 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الجيش الأميركي يشتبك مع مسيّرتين للحوثي في اليمن

GMT 20:02 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

نيران ضخمة تلتهم مبنى بورصة كوبنهاغن التاريخي

GMT 23:57 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

الإمارات تشهد أكبر كميات أمطار خلال 75 عاماً

GMT 01:05 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

سقوط 6 صواريخ على شمال إسرائيل دون إصابات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab