ظهور نار الحجاز أهم علامات الساعة
آخر تحديث GMT00:48:11
 العرب اليوم -

"ظهور نار الحجاز" أهم علامات الساعة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "ظهور نار الحجاز" أهم علامات الساعة

"ظهور نار الحجاز" أهم علامات الساعة
مكة - العرب اليوم

اختص الله بلاد الحجاز بأقدس بقعة على وجه الأرض، مكة المكرمة منبع النبوة، ومهد الرسالة، وأحب البلاد إلى الله، وفيها طيبة الطيبة، مهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وموطن أصحابه المهاجرين والأنصار. 

وتميزت أرض الحجاز عن المناطق حولها من حيث الطبيعة الجيولوجيّة، ولعل كل من يقترب من "طيبة الطيّبة" أو يدخل مشارفها يلحظ التكوينات الصخوريّة السوداء التي تحيط بالمدينة وتنتثر في جنباتها وتُعرّف بـ(الحَرّة)، والتي تكوّنت بفعل الأنشطة البركانيّة القديمة فيها، وتمتد هذه الصخور البركانيّة لتشكّل دائرةً واسعة تثير شغف الدارسين والمهتمّين بعلوم الأرض.

وتنبّأ النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قيام نشاطٍ بركاني، ويكون شرطاً من أشراط الساعة وعلاماتها، ويُعرف في كتب العقائد والسّنن بـ(خروج نار الحجاز)، والعمدة في هذه النبوءة حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، يضيء لها أعناق الإبل ببُصرى" رواه البخاري ومسلم، وبصرى مدينة معروفة بالشام، وهي مدينة حوران، وبينها وبين دمشق نحو 3 مراحل، والمرحلة كما يقول أهل اللغة هي المسافة يقطعها السائر والمسافر في نحو يوم، وثمّة حديث آخر يحمل ذات الدلالة، وهو حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أنه قال "كنا نتحدث في ظلِّ غرفة، فأشرف علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من تلك الغرفة، فقال "ما تحدّثون؟" قلنا، نتحدث عن الساعة، فقال عليه الصلاة والسلام "لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من رُومان أو رَكُوبة يضيء منها أعناق الإبل ببصرى" وقد رواه الطبراني في المعجم الكبير. 

ويقول الحافظ ابن حجر في الفتح، "ورَكُوبة، ثنيّة صعبة المرتقى في طريق المدينة إلى الشام، مرّ بها النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، ورومان، لعل المراد رومة البئر المعروفة بالمدينة" والثنيّة هي العقبة والمرتفع من الأرض، ويُفهم من الحديثين السابقين أن النبي –صلى الله عليه وسلم- أخبر بأن الأرض سوف تنشقّ وتخرج منها الحمم الملتهبة، وأنها ستخرج على نحوٍ كثيف، إلى درجة أن الناس في الشام سوف يدركون حدوثها، ويرون نيرانها. 

واتّفق علماء الحديث على تحقّق هذا الشرط من أشراط الساعة، فالإمام النووي عندما تعرّض لشرح الحديث في صحيح مسلم قال "وقد خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت ناراً عظيمة جداً من جنب المدينة الشرقي، وراء الحرة، تواتر العلم بخروجها عند جميع الشام وسائر البلدان، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة".

وأسهب العلماء في شرح تفاصيل ذلك الحدث الكوني العظيم وبالغوا في وصفه، فنجد في كتاب "التذكرة" للإمام القرطبي ذكره لهذه النار، وأن ابتداءها كان بزلزلة عظيمة في ليلة الأربعاء الثالث من جمادى الآخرة سنة ستمائة وأربع وخمسين للهجرة، واستمرت إلى ضحى النهار يوم الجمعة فسكنت، وظهرت النار بقريظة بطرف الحرّة، لا تمر على جبل إلا دكّته وأذابته، وشوهد لهذه النار غليان كغليان البحر، وكان يصحابها دويّ شديد كدوي الرعد يأخذ الصخور بين يديه فيذيبها، حتى استحضر كثيرٌ ممن رآها قول الله تبارك وتعالى عن نار جهنم { إنها ترمي بشرر كالقصر* كأنه جمالتٌ صُفر} (المرسلات:31-32)،  وسال من هذه النار واد يكون مقداره اثني عشر ميلاً، وعرضه أربعة أميال، وعمقه قامة ونصف، وهي تجري على وجه الأرض، ويخرج منها جبال صغار تسير على وجه الأرض، وهو صخر يذوب حتى يبقى مثل الآنك –وهو الرصاص المذاب-، فإذا جمد صار أسود، وقبل الجمود لونه أحمر، وكما نعرف فهذا هو الوصف الدقيق للبراكين، واشتدت حركة هذه الحمم البركانيّة، واضطربت الأرض بمن عليها، وارتفعت الأصوات، لخالقها، ودامت آثار الحركة حتى أيقن أهل المدينة بوقوع الهلاك، وزلزلوا زلزالاً شديداً رجفت منه الأرض والحيطان، والسقوف والأخشاب والأبواب، فلما كان يوم الجمعة نصف النهار ثار في الجو دخان متراكم أمره متفاقم ثم شاع النار وعلا حتى غشى الأبصار، يقول أحد المؤرّخين "أخبرني من أثق به ممن شاهدها، أنه كُتِب بتيماء –إحدى المناطق- على ضوئها الكتب، وكنا في بيوتنا تلك الليالي، وكأن في دار كل واحد منا سراج"، ووصفها آخر بأن نيران تشتعل، ويبصرها الناس في الليل من المدينة كأنها مشاعل الحجاج أيّام منى ومزدلفة، وذلك من شدّة إضاءتها.

وحدث ما أخبر به النبي –صلى الله عليه وسلم- من إضاءة هذه النيران لأعناق الإبل ببصرى، كما نطق بذلك الحديث المتفق عليه، قد أخبر قاضي القضاة صدر الدين علي بن أبي القاسم التميمي الحنفي الحاكم بدمشق، فقال "سمعت رجلاً من الأعراب يخبر والدي بِبُصْرى في تلك الليالي، أنهم رأوا أعناق الإبل في ضوء هذه النار التي ظهرت في أرض الحجاز"، وحصل بسبب هذه النار إقلاع عن المعاصي، والتقرب إلى الله تعالى بالطاعات، وخرج أمير المدينة عن مظالم كثيرة إلى أهلها، وأعتق كل مماليكه، ورد على جماعةٍ أموالهم، ودخل أهل المدينة إلى مسجد نبيهم عليه الصلاة والسلام مستغفرين تائبين إلى ربهم تعالى، وبات الناس بين مصلٍّ وتالٍ للقرآن، وراكع وساجد، وداع إلى الله عز وجل، ومتنصّلٍ من ذنوبه، راجٍ عفو ربّه. 

ويضيف أحد شهود العيان "والله لقد زُلزلت مرة ونحن حول حجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اضطرب لها..

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظهور نار الحجاز أهم علامات الساعة ظهور نار الحجاز أهم علامات الساعة



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب
 العرب اليوم - ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
 العرب اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
 العرب اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة

GMT 08:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله بجنوب لبنان

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 09:16 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حرائق في منشآت طاقة روسية بعد هجمات أوكرانية

GMT 18:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أيهما أخطر؟

GMT 18:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

العرب واليونسكو

GMT 20:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مصر تنفي أي نقاش مع إسرائيل بشأن خطط اجتياح رفح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab