عودة سوق صناعة الموسيقى حول العالم إلى النمو بقوة خلال السنوات القليلة الماضية
آخر تحديث GMT06:55:34
 العرب اليوم -

بعد انكماش وتراجع وصل نسبته إلى 40% بين عامي 2000 و 2014

عودة سوق صناعة الموسيقى حول العالم إلى النمو بقوة خلال السنوات القليلة الماضية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عودة سوق صناعة الموسيقى حول العالم إلى النمو بقوة خلال السنوات القليلة الماضية

صناعة الموسيقى
واشنطن - العرب اليوم

عادت سوق صناعة الموسيقى حول العالم خلال السنوات القليلة الماضية إلى النمو بقوة، بعد انكماش نسبته 40 في المائة بين عامي 2000 و2014، وذلك بفضل المنصات الرقمية. ففي العام 2000 كانت المبيعات المباشرة للتسجيلات (أقراص مدمجة وأدوات أخرى) تشكل 99 في المائة من السوق، أما الآن فلا تشكل إلا ثلث السوق مقابل الثلثين للمنصات الرقمية على أنواعها.

وهذا الواقع الجديد سيعود بسوق الموسيقى إلى سابق مبيعاتها وإيراداتها بعد سنوات عجاف تخللتها قرصنة على نطاق واسع. لا بل تدخل صناعة الموسيقى وتوزيعها في العام 2018 مرحلة جديدة كلياً يصفها أصحاب الاختصاص بـ"الانعطافة الاستراتيجية".

وبفضل المنصات الإلكترونية وشركات التقنية، ستشهد هذه السوق ازدهاراً غير مسبوق، خصوصاً أن سلسلة من الاتفاقات تم عقدها خلال الأسابيع القليلة الماضية ستغير المشهد على نحو لم تشهده هذه الصناعة على مر تاريخها، وستفتح آفاقاً سوقية بأرقام مليارية إضافية تصبح معها القرصنة وانتهاك الملكيات الفكرية التي تهدر نصف الإيرادات شيئاً من الماضي.

فقد وقعت "سبوتيفاي" مع العملاق التكنولوجي الصيني تيسنت اتفاقاً لفتح أكبر سوق في العالم أمام الموسيقى المدفوعة، كما وقعت شركة التسجيلات والإنتاج والتوزيع العالمية يونيفرسال ميوزيك اتفاقاً مع يوتيوب تدفع بموجبه الأخيرة للأولى لقاء البث الذي توفره لمشتركيها، علماً بأن يوتيوب هي أكبر موقع للاستماع إلى الموسيقى في العالم، وفيها 1.5 مليار مستخدم لكنها لم تكن تدفع إلا الشيء القليل لشركات التسجيلات وبيوتات الإنتاج الموسيقي.

إلى ذلك، وقعت شركة التسجيلات "يونيفرسال ميوزيك" اتفاقاً مماثلاً مع "فيسبوك" التي على منصتها نحو ملياري مستخدم بهدف تبادل محتويات الترفية والأخبار يومياً. تلك الاتفاقات التي رأت النور في أسابيع قليلة تفتح الباب واسعاً أمام زيادة إيرادات صناعة الموسيقى هذا العام، الذي يُتوقع أن تقفز إلى 18 مليار دولار مقابل 15.7 مليار دولار في 2016.

وفي ظل هذه التطورات ستكون 2018 سنة محورية بالنسبة لعمالقة التسجيلات وشركات الميديا التي تدير علامات تجارية مرتبطة بإنتاج وتسويق الموسيقى والأغاني المصورة، كما تقوم بتنسيق الإنتاج والتسويق والتوزيع والترويج وإنفاذ الحقوق الفكرية، بالإضافة إلى عملها في اكتشاف المواهب وتطوير الفنانين وأعمالهم، خصوصاً أن أبرز عمالقة هذا القطاع (مثل يونيفرسال ميوزيك وسوني ميوزيك ووارنر ميوزيك...) أصبحوا يعتمدون أكثر فأكثر على منصات رقمية (مثل سبوتيفاي وآبل ميوزيك وغوغل بلاي وديزر) لتوزيع الموسيقى على نطاق واسع، مع انتشار الهواتف الذكية التي وصلت أعدادها حول العالم إلى نحو 3 مليارات هاتف.

وقال محللون في "جي بي مورغان"، في ورقة بحثية عن هذا القطاع، إن شركات التسجيلات تراهن على مضاعفة الإيرادات 3 مرات بحلول 2030 لتبلغ 50 مليار دولار، وذلك بفضل العروض التي ستطال مليارات مستخدمي المنصات الإلكترونية. ويشير المحللون إلى أن متوسط قيمة الاشتراك الشهري الواحد في الدول الغنية يراوح بين 9 و10 دولارات مقابل دولارين فقط في الدول الأقل غنى والأقاليم الفقيرة، لكن حجم السكان الكبير في الدول غير الغنية سيعوض الفرق رغم السعر الرخيص.

وتقول مصادر القطاع إنها خطوة عملاقة لقطاع كان يحصل على 80 في المائة من إيراده من 5 دول فقط هي الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا. أما الآن فالرهان عظيم على معظم الدول الأخرى حول العالم.

وتضيف المصادر: في البداية ستكون الإيرادات من (يوتيوب) و(فيسبوك) ضعيفة، لكن أي شيء يأتي منها سيكون إضافة تزيد هوامش أرباح شركات التسجيلات. وللدلالة على الأثر المتوقع، فإن القيمة السوقية لشركة يونيفرسال (التي تملكها فيفندي) وتستحوذ على ثلث هذه السوق لوحدها ارتفعت على نحو كبير في 2017 من 20 إلى 40 مليار دولار، وستصل إلى 100 مليار في 2030.

يذكر أن أبرز المنصات المتخصصة في توفير المحتوى الموسيقي الرقمي هي سبوتيفاي (70 مليون مشترك) وآبل ميوزيك (30 مليوناً) وأمازون (16 مليوناً) وديزر (9 ملايين). ثم هناك منصات أخرى تابعة لعدد من شركات التكنولوجيا مثل أمازون وغوغل مالكة يوتيوب. ولذا فإن المعركة مفتوحة بين عدة أطراف للحصول على جزء من الكعكة المغرية، لا سيما بين شركات التسجيلات ومنصات المحتوى ووسائل التواصل والتجارة الإلكترونية.

لكن هل ستبقى اليد العليا في هذا القطاع لشركات التسجيلات التي تسيطر على الألبومات، وتحتكر العلاقات مع الفنانين، وهي التي تكتشف المواهب؟ وترد مصادر بالقول: إن الغالبية العظمى من الألبومات ليست مجدية الآن. لتكون مجدية تحتاج إلى وقت. في المقابل على المنصات الاستثمار أيضاً وبشكل كثيف لإقناع المستخدمين بدفع ثمن ما يريدون سماعه. فتطبيقات مثل (سبوتيفاي) و(ديزر) تحتاج إلى تحديث تكنولوجي دائم وإلى تقنيات عالية مكلفة لتبقى في المنافسة. وهذا يتطلب إنفاقاً دائما على البحث والتطوير. فكل مشترك من مشتركي (سبوتيفاي) على سبيل المثال يقضي 150 دقيقة يومياً متصلاً ومستمعاً إلى الموسيقى أونلاين، وكلما زاد ذلك الوقت زاد معه ما يجب دفعه لشركات التسجيلات التي ستزيد إيراداتها مع الاتفاقات الجديدة. لكن المعادلة ستتغير مستقبلاً مع الإدمان الرقمي السائد حول العالم بحيث ستفرض المنصات شروطها لتقاسم الأرباح بنسبة 50 في المائة لكل طرف، وعلى الجميع التفاهم حول ذلك كما يقول مصدر في هذه الصناعة.

وأوضح المصدر: أن المنصات بحاجة دائمة لكل جديد وإلى عشرات آلاف الأغاني الناجحة لتلبية رغبات ومتطلبات مشتركيها. في المقابل، شركات التسجيلات بحاجة إلى أسواق جديدة. لكن يبقى الخطر قائماً في الطاقات الكامنة لدى شركات التكنولوجيا مثل أمازون التي باستطاعتها مضايقة المنصات المتخصصة والاستحواذ على السوق بأيسر السبل أي بتخفيض قيمة الاشتراك، وهي قادرة على ذلك لأن إيرادها الأساسي يأتي من قطاعات أخرى. وهذا ما تقدر عليه غوغل وأبل أيضاً. لذا فالمعركة مفتوحة على كل الاحتمالات والمفاجآت، لا سيما القاسية منها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة سوق صناعة الموسيقى حول العالم إلى النمو بقوة خلال السنوات القليلة الماضية عودة سوق صناعة الموسيقى حول العالم إلى النمو بقوة خلال السنوات القليلة الماضية



GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب
 العرب اليوم - ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
 العرب اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة

GMT 08:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله بجنوب لبنان

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 09:16 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حرائق في منشآت طاقة روسية بعد هجمات أوكرانية

GMT 18:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أيهما أخطر؟

GMT 18:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

العرب واليونسكو

GMT 20:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مصر تنفي أي نقاش مع إسرائيل بشأن خطط اجتياح رفح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab